معلومات عن هرمون الجوع جريلين

قد وهبنا الخالق عز وجل جسما إعجازيا ومتكاملا، حيث يحتوي الجسم البشري على مجموعة من الأجهزة والأعضاء والسوائل والمركبات والغدد التي تعمل بتناسق وتناغم دقيق جدا. ومن بين هذه المركبات توجد الهرمونات التي تنظم العديد من الوظائف والعمليات الفسيولوجية في الجسم، وأحد هذه الهرمونات هو هرمون الجريلين الذي يسهم في الشعور بالجوع .

هرمون الجوع

هرمون الجريلين Ghrelin Hormone أو مُنبه الجوع ؛ هو أحد الهرمونات التي يتم تكوينها داخل الجهاز الهضمي وإفرازها عندما يتم هضم الطعام وتصبح المعدة فارغة ؛ حيث يصل هذا الهرمون إلى تيار الدم ومنه ينتقل إلى منطقة الهيبوثالامس في المخ ليقوم بتنشيط مراكز الجوع والشهية وبالتالي يشعر الإنسان بالجوع ويبدأ في تناول الطعام .

وظائف هرمون الجوع

يؤدي هرمون الجوع (الغريلين) عددًا من الوظائف الهامة مثل:

يساعد على تحفيز الشهية لدى الإنسان بشكل طبيعي، وبالتالي يتناول الطعام ويحصل على المزيد من الطاقة والصحة .

يساعد هذا الهرمون على تنظيم مستوى السكر الطبيعي في الدم من خلال التحكم في إفراز هرمون الأنسولين .

يؤدي هرمون الجريلين دورًا هامًا في تعزيز صحة القلب والأوعية الدموية .

يؤثر الإضاءة الصناعية على دورة النوم والاستيقاظ والساعة البيولوجية في الجسم بشكل مباشر .

أسباب زيادة هرمون الجوع

يزداد معدل إفراز هرمون الجوع بشكل طبيعي عندما تكون المعدة فارغة، وبمجرد تناول الطعام يبدأ مستوى الهرمون في الانخفاض .

على الرغم من اعتقاد الكثيرين بأن مستوى هذا الهرمون يكون مرتفعا في حالة الأشخاص المصابين بالسمنة أكثر من الأشخاص ذوي الوزن المعتدل؛ إلا أن بعض الدراسات العلمية أشارت إلى أن نسبة الهرمون في الأشخاص البدينين تكون أقل من الأشخاص الذين يعانون من النحافة، ولكن في حالة السمنة، يوجد مستقبلات نشطة لهرمون الجوع تعرف باسم GHS-R وهذا يزيد من تأثير الهرمون في حالة الشخص البدين .

العلاقة بين هرمون الجوع والرجيم

عند اتباع أي نظام غذائي لخفض الوزن وتحسين مؤشر كتلة الجسم، سواء كانت حمية غذائية طويلة أو قصيرة المدى، أو نظام كيتو دايت أو غيره، يتغير معدل إفراز هرمون الجوع بشكل مختلف

في بداية اتباع النظام الغذائي، يزداد إفراز هرمون الجريلين بشكل طبيعي ويعتبر ذلك استجابة طبيعية للجسم لحماية الإنسان من التعرض للضعف والإجهاد الشديد بسبب قلة الطعام .

ومع استمرار الرجيم، تزداد الشهية لتناول الطعام وتنخفض نسبة هرمون اللبتين المعروف باسم هرمون الشبع، ويبدأ معدل التمثيل الغذائي (الاستقلاب) أيضا في الانخفاض بشكل ملحوظ، وخصوصا عند خفض معدل السعرات الحرارية التي يحصل عليها الجسم لفترة طويلة .

أظهرت إحدى الدراسات التي أجريت على عينة من البشر ونُشرت عام 2002م، أنه بعد مرور ستة أشهر على الرجيم، يزيد معدل الزيادة في هرمون الجوع بنسبة 24٪ .

أشارت دراسة أخرى تم إجراؤها على بعض الأشخاص بعد الثلاثة أشهر الأولى من الرجيم ونُشرت في عام 2004م إلى أن نسبة الهرمون تضاعفت من 770 إلى 1322 بيكومول/لتر .

وأظهرت دراسة سابقة نُشرت في عام 2013م أن اتباع نظام غذائي لمدة 6 أشهر للاعبي كمال الأجسام، مع بعض القيود الغذائية مثل خفض نسبة الدهون بشكل كبير، أدى إلى ارتفاع معدل إفراز هرمون الجوع بنسبة 40% .

وبالتالي، كلما زادت فترة النظام الغذائي وكلما زاد معدل فقدان الدهون والكتلة العضلية في الجسم، كلما ارتفع معدل إفراز هرمون الجوع، وهذا يفسر عدم تمكن عدد كبير من الأشخاص من الاستمرار في اتباع الحميات الغذائية .

كيفية تقليل إفراز هرمون الجوع

تتضمن بعض النصائح الغذائية والصحية التي يمكن أن تساعد في السيطرة على إفراز هرمون الجوع وتحقيق النجاح في إكمال الرجيم، مثل:

يجب تجنب زيادة الوزن لأن السمنة تزيد من تأثير الهرمونات في الجسم .

يجب تجنب اتباع نظام غذائي طويل المدى لأن زيادة مدة الشعور بالجوع يزيد من معدل إفراز الهرمون .

ينبغي الحصول على قسط كافٍ من النوم والراحة؛ لأن عدم الحصول على عدد كافٍ من ساعات النوم والإجهاد المستمر يؤدي إلى زيادة إفراز الهرمونات وزيادة الوزن .

البروتين يساعد على زيادة الشعور بالشبع وتقليل إفراز هرمون الجوع، لذلك يجب تناول الأطعمة الغنية بالبروتين بانتظام .

يجب الحفاظ على وزن ثابت قدر الإمكان، حيث إن زيادة أو نقصان الوزن بشكل مستمر وعدم وجود وزن ثابت يؤدي إلى زيادة إفراز بعض الهرمونات، ومنها هرمون الجريلين .

من حين لآخر، يتعين علينا تناول عدد أكبر من السعرات الحرارية، حيث أشارت دراسة أجريت ونشرت عام 2004 إلى أن تناول سعرات حرارية أعلى بنسبة 29-45٪ لمدة أسبوعين يساعد على تقليل إفراز هرمون الجوع بنسبة 18٪ .