معلومات عن نظرية كل شئ
تعد النظريات العلمية التي فرضها العديد من العلماء هي الأساس الذي بنيت عليه مختلف العلوم وخاصة العلوم الطبيعية التي تعتمد طوال الوقت على الافتراضات والنظريات والتجارب والنتائج والظواهر الطبيعية وغيرها، ومن أهم تلك العلوم علم الفيزياء. وقد ظهرت بعض النظريات الهامة التي وصفت وتخيلت شكل المادة الكونية، ومن بينها نظرية كل شيء .
تعريف نظرية كل شيء
شهدت الفيزياء مراحل عديدة تتعامل مع صور الطاقة، خاصة الطاقة الكهربائية والكهرومغناطيسية. تميز علماء كبار مثل أينشتاين وغيرهم في صياغة طبيعة موجات تلك الأنواع من الطاقة، وكان كل منهم يهدف مباشرة أو غير مباشرة إلى تطوير نظرية شاملة لكل شيء .
حيث تُعرف أيضًا باسم نظرية كل شيء (وبالإنجليزية : نظرية كل شيء” – ومع ذلك، يربط بعض الناس بينها وبين اسم نظرية M أو نظرية M، وليس للحرف M معنى أو دلالة مؤكدة؛ ولكن يعتقد بعض الناس أنها قد تشير إلى كلمة “معجزة” أو “سيد” أو “أم .
فروض النظرية المحتملة بكل شيء
تستند نظرية كل شيء إلى مجموعة من الفروض التي تفترض أن الطاقة والجاذبية تنقسم إلى مكونات ضعيفة وأخرى ذات درجة قوة كبيرة تدريجيًا، على النحو التالي:
- تنقسم الطاقة بشكل أساسي إلى : ( قوة كهرونووية GUT ) و ( جاذبية) .
- تنقسم القوة الكهرونووية إلى قوة كهروضعيفة وقوة كهروشديدة .
- تنقسم القوة الكهروضعيفة إلى قوة كهرومغناطيسية وقوة ضعيفة .
- وأخيرًا، ينقسم القوة الكهرومغناطيسية إلى قوة مغناطيسية وقوة كهربائية .
وعلى الرغم أن أنواع القوى السابقة هي التي تم التوصل إليها بالفعل ؛ إلا أن علم الكون يُشير إلى أنه يوجد بعض أنواع القوة الأخرى المفترضة مثل الطاقة المظلمة والقوة التضخمية وغيرهم ، ولكن لم يتم دمجها ضمن فروض نظرية كل شيء السابقة في هذا النموذج العياري نظرًا إلى أنها مجرد تصورات ولم يثبت وجودها حتى الان .
أهداف نظرية كل شيء
كان الدافع الأساسي والأهداف التي قامت عليها النظرية المحتملة لكل شيء والمبنية على توضيح والربط بين مفهوم التأثير الكهرومغناطيسي في الكون والقوة الضعيفة والقوة النووية القوية، وهو يهدف إلى تفسير الظواهر الفيزيائية الأساسية في الكون
يتضمن وصف شامل ووافي لمفهوم التناظر العظيم، ومن ثم فهمجوهره الأساسي ووضع تعريف مناسب له .
تهدف تلك النظرية إلى فهم الكون وطبيعة الطاقة التي لم يتم اكتشافها بشكل كامل بعد، وتفسير مفهوم المادة المظلمة وغيرها من المفاهيم الهامة والحديثة في علم الأكوان
تهدف نظرية كل شيء أيضًا إلى فهم شامل وعميق لكتل الجسيمات الأولية ودورها في حساب وتقييم بعض الخصائص الأخرى للجسيمات الأولية .
تهدف النظرية أيضا إلى مساعدة علماء الفيزياء والباحثين في هذا العلم الذي يعتبره البعض صعبا ومعقدا في بعض الأحيان، من خلال تحديد الخصائص الفردية لكل مادة وعدم الالتزام بمجموعة محددة وثابتة من الخصائص، وبالتالي الوصول إلى خصائص جديدة وفريدة تميز كل مادة عن الأخرى
بناء على ما توصل إليه علماء الفيزياء ونظرية النسبية، بما في ذلك أشخاص مثل ألبرت أينشتاين وستيفن هوكينج وغيرهم، تسعى تلك النظرية أيضا إلى إيجاد علاقة وربط بين نظرية النسبية ونظرية الكم
خصائص نظرية كل شيء
تتضمن نظرية كل شيء وفق نظرية M، عددًا من الخصائص المختلفة، مثل:
-تسعى هذه النظرية إلى إثبات أنها نظرية بـ 11 بعد وليس عشرة أبعاد ، ولكنها تظهر كما لو كانت ذو عشرة أبعاد فقط في نقاط مُحددة من الفضاء ، ومن أجل توضيح هذه الخاصية ، فإن الأمر على سبيل المثال يُشبه استخدام الأنابيب الشعرية التي تكون من بعيد عبارة عن خيط صغير ورفيع جدًا تبدوا كما لو كانت خط واحد ، في حين أن اقتراب السوائل منها يجعلنا نُدرك أنها ذات أبعاد أكثر من ما كانت تبدوا عليه ، وهكذا .
تناقش هذه النظرية أيضا مفهوم الأنتروبيا أو الثقوب السوداء، حيث تشير الأنتروبيا إلى دراسة وقياس الحالات المتشابهة داخل النظام، وتم تفسير هذه الظاهرة في ضوء نظرية M وتوضيح وشرح بعض حالات الفوضى الخاصة ببعض تلك الثقوب
تؤكد هذه النظرية، من خلال نتائج الديناميكا الحرارية، أن أي تغيير يحدث في أينظام فيزيائي يجب أن يترافق مع زيادة في نسبة الانتروبيا أو الثقوب السوداء .
وفي هذا الصدد ؛ أشار العلماء إلى أنه إذا كان هناك نظام فيزيائي به نسبة اضطراب وفوضى كبيرة ، فقد لا يتم ملاحظة الثقوب السوداء لأن الفوضى بطبيعة الحال موجودة بالنظام ، في حين أن النظام الفيزيائي الثابت نوعًا ما ؛ تكون نسبة ملاحظة الثقوب السوداء و الانتروبيا به ملحوظة بشكل أكبر .
نظريات مُرشحة لنظرية كل شيء
هناك عدد من النظريات التي تم ترشيحها من قِبل بعض العلماء المؤيدين لفكرة النظرية المحتملة لكل شيء، مثل:
- نظرية إم أو المعروفة باسم النظرية الأم أو النظرية الغامضة .
- نظرية الجاذبية الفائقة ونظرية الأوتار الفائقة .
- نظرية الأوتار .
مدى صحة نظرية كل شيء
على الرغم من المفاهيم الجديدة وغير المسبوقة التي قد جاءت بها النظرية المحتملة كل شيء والتي قد شهدت درجة اهتمام غير مسبوقة لدى جميع المهتمين بالبحث في علم الفيزياء وعلم الطاقة والأكوان ؛ إلا أن البعض يرى إنها نظرية وهمية إلى حد كبير ولا تنتمي إلى الواقع بأي حال ؛ وقد عزز هذا الاعتقاد بأن معظم أنواع الطاقة والمسميات التي جاءت بها تلك النظرية لا تزال محض خيال العلماء فقط ولم يتم التوصل إليها بشكل كامل .
فلسفة نظرية كل شيء
ومن جهة أخرى ؛ فإن علم الفلسفة قد ألقى بدلوه على مفهوم ومعنى تلك النظرية ، حيث قد أشار بعض الفلاسفة الكبار إلى أنه إذا كان هذا الفكر والمذهب الفيزيائي الذي يضع تصورًا لكل شيء في الكون صحيحًا وواقعيًا ؛ فلا بُد أن يتطابق مع نظرية كل شيء الفلسفية ، ولا سيما أن بعض علماء الفلسفة قديمًا ومنهم الفيلسوف أرسطو والفيلسوف أفلاطون وغيرهم قد بذلو وقتًا وجهدًا بالفعل من أجل التوصل إلى بناء نظام شامل للكون بأكمله ، ولكن لم تكن لك المحاولات أيضًا مُوفقة ؛ وهذا ما جعل عدد كبير من العلماء مُترددون بشكل قبول هذه النظرية التي وصفها البعض بأنها نظرية وهمية إلى حد كبير .
تم تصوير تلك النظرية بشكل كبير من قبل العلماء على مدى القرن الماضي وعقدين من العقود الأولى من هذا القرن، ومن المتوقع أن الأبحاث والدراسات والفروض سوف تستمر في هذا المجال في السنوات القليلة القادمة، والتي ستقدم شرحا شاملا لجميع النظريات المحتملة لتكون نظرية شاملة لكل شيء، وبعد ذلك سيتم تأكيد أو نفي وجود نظرية شاملة لكل شيء بشكل نهائي ونهائيا .