معلومات عن نظرية الانفجار العظيم وتطوراتها
نظرية الانفجار العظيم : هو محاولة لشرح ما حدث في بداية الكون، حيث أظهرت الاكتشافات في علم الفلك والفيزياء أن الكون لديه بداية، وقبل البداية لم يكن هناك شيء، وبعد البداية ظهر الكون، ونظرية الانفجار العظيم تحاول شرح ما حدث في تلك اللحظات وبعدها.
نظرية الانفجار العظيم هي التفسير الرئيسي لكيفية بدء الكون، وتقول النظرية إن الكون بدأ ككيان صغير ثم توسع على مدى 13.8 مليار سنة ليصبح الكون الذي نعرفه الآن. على الرغم من أن العديد من المفاهيم المتعلقة بنظرية الانفجار العظيم تعتمد على صيغ ونماذج رياضية، إلا أن علماء الفلك يمكنهم رؤية أثر هذا التوسع من خلال ظاهرة معروفة بالخلفية الميكروية الكونية. على الرغم من أن معظم علماء الفلك يقبلون هذه النظرية، إلا أن هناك بعض المفكرين لديهم تفسيرات بديلة إلى جانب الانفجار العظيم، مثل التضخم الأبدي أو الكون المتذبذب.
معلومات عن نظرية الانفجار العظيم وتطوراتها :
اكتشف الفلكيان إدوين هابل وميلتون هوماسون في أوائل القرن العشرين أن المجرات تبتعد عن درب التبانة بمسافات كبيرة، وكل مجرة تبتعد عن المجرة الأخرى بمسافات كبيرة مما يعني أن الكون كله يتوسع، مما يؤكد أن في الماضي كان الكون أصغر حجما وأشد حرارة وكثافة، وتم وصف ذلك وعروف باسم Big Bang .
في الثانية الأولى من بدء الكون، كانت درجة الحرارة المحيطة حوالي 10 مليار درجة فهرنهايت أو 5.5 مليار درجة مئوية، وكان الكون يحتوي على مجموعة كبيرة من الجسيمات الأساسية مثل النيوترونات والإلكترونات والبروتونات، وتحللت هذه الجسيمات لتصبح الكون أكثر برودة.
وقالت ناسا : في السابق، كانت الإلكترونات الحرة هي السبب في تشتيت الضوء الذي ينشأ من تبعيات أشعة الشمس على قطرات الماء في السحب، ولكن مع مرور الوقت، اندمجت الإلكترونات الحرة مع النوى وتشكلت ذرات محايدة، مما سمح للضوء بالظهور بعد حوالي 380000 سنة من الانفجار العظيم.
الضوء المبكر المعروف أيضا بشفق الانفجار العظيم والخلفية الميكروية الكونية، وقد تنبأ به رالف ألفر وعلماء آخرون في عام 1948، وتم اكتشافه بالصدفة بعد حوالي 20 سنة من ذلك. لاحظت خلفية الموجات الميكرونية الكونية في العديد من المهمات الفضائية، وكانت واحدة من أبرز هذه المهمات قمر كوسمك فنتشر إكسبلورر (COBE)، الذي رسم خريطة للسماء في التسعينيات.
في عام 2013، تم الكشف عن ملاحظات بلانك التي حددت بالتفصيل غير المسبوق أن عمر الكون كان أكبر مما كان يعتقد سابقًا، حيث بلغ 13.82 مليار سنة بدلاً من 13.7 مليار سنة، ويعتقد الباحثون أن معظم الكون يتكون من مادة وطاقة لا يمكن استشعارها بالأدوات التقليدية
ومازال يبحث الفلكيون عن دليل على تضخم الكون السريع، حيث تقول النظرية أنه في الثانية الأولى بعد ولادة الكون تضخم بشكل سريع أسرع من سرعة الضوء، ومع ذلك فإنه لا ينتهك الحد الأقصى للسرعة حسب ألبرت أينشتاين الذي قال أن الضوء هو الحد الأقصى الذي يمكن لأي شيء أن يسافر به داخل الكون.
في عام 2014، أعلن علماء الفلك عن العثور على أدلة تؤكد وجود نوع من الاستقطاب الذي يتزايد مع زيادة حجم الكون، ويخلق موجات جاذبية. وقد رصد الفريق هذه الأدلة باستخدام تلسكوب
صرح الباحث جون كوفاتش من مركز هارفارد سميثونيان للفيزياء الفلكية في مارس بثقته في أن الإشارات التي يرونها حقيقية، ولكن في شهر يونيو، أفاد نفس الفريق بأن النتائج التي توصلوا إليها قد تغيرت بسبب الغبار المجري الذي يعوق رؤيتهم.
تؤكد النظرية أن الكون لا يتوسع فحسب، بل يزداد حجم هذا الانتشار بسرعة، وهذا يعني أنه مع مرور الوقت، لن يكون بإمكان أحد رصد مجرات أخرى من الأرض أو أي بقعة داخل مجرتنا. لذلك، يتبنى العديد من الفلكيين نظرية الكون المتعدد، ويعتقد بعض العلماء أن الانفجار العظيم لم يكن المرة الأولى التي ازدهر فيها الكون، وأننا نعيش في كون يمر بدورات منتظمة من التضخم والانكماش، وأننا نعيش في واحدة من هذه المراحل.