معلومات عن ميقات الجحفة
يعد الحرم المكي واحدا من أهم المواقع المقدسة الموجودة على الأرض، إذ يتمتع بالأمن والسلام لمن يدخله، فقد جعل الله تبارك وتعالى الكعبة المشرفة محط انتباه العالم والمسلمين بشكل خاص من كل بقاع الأرض، ويعتبر الكعبة المشرفة هي القبلة التي يتوجه إليها المسلمون في صلاتهم، ويتوجهون إليها أيضا في الحج والعمرة، حيث لا يستطيعون القيام بالحج أو العمرة بشكل صحيح إلا بتطوافهم حول الكعبة المشرفة، ويعد الأحرام أحد الشروط الأساسية لزيارة هذا الموقع المقدس الطاهر، حيث يجب على المسلم أن يقوم بالإحرام قبل التوجه إلى الكعبة المشرفة، ويتم ذلك في بعض المواقع المحددة التي حددها الله تبارك وتعالى، وسنتعرف اليوم على موقع ميقات الجحفة.
ميقات الجحفة
يعرف موقع ميقات الجحفة عند أهل الشام وأيضا عند أهل مصر والمغرب كموقع محدد، ويكون هذا الموقع ميقاتا مكانيا لكل من جاء من تلك البلاد وطريقهم. يقع موقع ميقات الجحفة بالقرب من مدينة رابغ، ويحرم على الناس الوقوف به، ويبعد عن مكة المكرمة مسافة تقدر بحوالي 183 كيلومتر.
التحديد والتوقيت
روى ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قسم أهل المدينة إلى أربع مجامع: ذا الحليف، والجحفة لأهل الشام، وبلملم لأهل قرن المنازل، ولأهل اليمن. كان النبي يقول عنهم: “هم لهم ولمن جاء عليهن من غيرهم، لمن يريد الحج أو العمرة، فإذا كان شخص معهم فلينتظر حتى يعود معهم، وكذلك أهل مكة يتأخرون عنها.
ما هو الميقات
: يعرف الميقات بالمعنى الاصطلاحي في اللغة العربية، إذ يتعلق تعريف الميقات في اللغة العربية بالزمان والمكان. فالميقات الزمني هو الوقت المحدد لفعل شيء ما، كمثال على ذلك ميقات الصلاة وميقات الشهر. ويشير المقام إلى المكان الذي يتم فيه الفعل، مثلما يعتبر مواقيت الحج أماكن محددة بالشرع.
ميقات اهل المدينة
ذو الحليفة هو وقت الميقات لأهل المدينة المنورة، وهو يعتبر أحد أبعد المواقيت مكانا عن البيت الحرام، حيث يقع عشر مراحل بعيدا عن مكة المكرمة وستة أميال بعيدا عن المدينة المنورة. وهو معروف عند الناس باسم “ابار علي”. كما يقع الميقات في وادي العقيق، وهو واحد من الأماكن المباركة التي تتمتع بفضل كبير، حيث أوحى الله تبارك وتعالى للنبي الكريم صلى الله عليه وسلم بأنه وادي مبارك، فقال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: “أتاني الليلة آت من ربي، وهو بالعقيق، أن صل في هذا الوادي المبارك، وقل: عمرة وحجة” وفي رواية أخرى قال: “إنك ببطحاء مباركة”، وهو أيضا واحد من الأماكن المباركة التي تتمتع بفضل كبير.
ورد عن ابن حجر – رحمه الله – أن هذا الحديث يدخل وادي العقيق بالفضل، كما يدخل المدينة المنورة في أجر الصلاة، حتى أنه يوجد مسجد ذي الحليفة في منطقة الإحرام، وقد تم تسميته باسم علي ابن دينار، الذي قام بحفر العديد من الآبار قبل ما يقرب من قرن من الزمان، وذلك عندما زار الميقات ورأى الحاجة لحفر الآبار، كما يطلق عليه مسجد المعرس ومسجد الشجرة.
وقد كان سبب تسميته بمسجد الشجرة، وقال ان النبي صلى الله عليه وسلم قد كان بنزل قد قام بزيارة الميقات وراي الحاجة لحفر الابار، ويسمى أيضا بمسجد المعرس، وأيضا مسجد الشجرة، ان النبي صلى الله عليه وسلم كان ينزل تحت سمرة بذي الحليفة، فعن عمر رضي الله تعالى عنه انه قال، (أنّ رسولَ اللهِ -صلّى الله عليه وسلّم- كان يَخْرُجُ مِن طريقِ الشجرةِ، ويَدْخُلُ مِن طريقِ المُعَرَّسِ، وأن رسولَ اللهِ -صلّى الله عليه وسلّم- كان إذا خَرَجَ إلى مكةَ يُصلِّي في مسجدِ الشجرةِ، وإذا رَجَعَ صلى بذي الحُلَيْفَةِ، ببَطْنِ الوادي، وباتَ حتى يُصْبِحَ).
مواقيت الاحرام
هناك عدد من المواقيت المكانية التي وضعها لنا الشرع، فكما ذكرنا ميقات أهل مكة هو ذو الحليفة، والميقات الثاني يعرف باسم الجحفة، وهو يعرف بأنه ميقات أهل الشام ومصر، كما يوجد أيضا ميقات قرن المنازل، وهو ميقات أهل نجد، ويبعد عن مكة المكرمة حوالي بضع وسبعين كيلومترا، وهو الميقات الذي يحرم منه الحجاج الذين يأتون من أعراق وإيران وأيضا دول الخليج.