من هو نورمان روكويل
يولد الفنان نورمان روكويل في غرمب منتهاتن بنيويورك في عام 1894م، ووالده هو رجل الأعمال الأمريكي جارفيس أرنج وأمه ماري هيل روكيل التي حصلت على لقبها. كان موهوبا ومميزا في الرسم منذ الصغر، حيث ساعدته طفولته في ذلك نظرا لأن والده كان رجلا قارئا محبا للثقافة والفن. وعلى الرغم من ذلك، كانت والدته هي التي لاحظت موهبته ودعمته. كان يرسم السفن الحربية ببراعة شديدة خلال حرب أمريكا الإسبانية
انضم نورمان روكويل في عام 1910 إلى جامعة خاصة لدراسة الفن، وعمل كمدير في قسم التصميمات لإحدى المجلات الكبرى المهتمةبشؤون الكشافة في الولايات المتحدة الأمريكية.
نورمان روكويل هو فنان من الطراز الأول، حيث يعرف دائما لوحاته الجذابة للأشخاص، ويبرز دائما الشارع الأمريكي. كما يطلق عليه “فنان الشعب”، حيث يبرز الكلاب والضوضاء والأطفال المبتهجين والمواطنين الشرفاء، مما جعله يصل إلى قلوب وعقول الناس بسرعة، حيث يعبر عنهم بجدارة وأصالة.
وصل الفنان روكويل إلى ملايين الأشخاص، حيث قدم أكثر من 300 تصميم غلاف لصحيفة واحدة، وقدم روكويل تجسيدا للعديد من الظروف التي تواجهها وسط أمريكا. يعتبر الأمريكان نورمان روكويل رمزا من الرموز الوطنية التي تجسد الحياة والظروف الأمريكية بشكل ملموس.
في الخمسينات من القرن الماضي، كان نورمان روكويل أحد رواد الرسم والفن المشهورين. أصبح معروفا بتصميمه غلاف المجلات ببراعة، وانتشرت شهرته في جميع أنحاء العالم في ذلك الوقت. كانت أعماله تشبه الصور بدقتها وتبرز الطبيعة والتفاصيل البسيطة في اللوحات.
انتشرت أعمال روكويل في جميع أنحاء العالم، حيث تم توزيعها في كل مكان، حيث استمر في الرسم والتعبير عن مشاعره من خلال الرسم لمدة خمسين عامًا كاملًا، وهو واحد من عمالقة الفن والرسم في أمريكا، وما زالت أعماله تدرس في الجامعات والمراكز المتخصصة في الفنون والرسم.
قام الفنان نورمان روكويل برسم العديد من اللوحات المختلفة لرؤساء الولايات المتحدة الأمريكية، بما في ذلك كينيدي ونيكسون. ومنحه الرئيس جيرالد فورد وسام الحرية الرئاسي في عام 1977 ميلادية، وهو أعلى وسام أمريكي.
أهم أعمال نورمان روكويل
ظهرت أعمال الفنان نورمان روكويل ببساطة، حيث تسيطر البساطة والسهولة على لوحاته. لم يميل إلى الرسومات العميقة، بل كان يفهمها كل الأعمار. إنه فنان الشعب الذي يرسم لعامة الناس، وعلى الرغم من ذلك، تتميز لوحاته بالذوق الرفيع والفن الراقي. سيطرت الألوان الزيتية الراقية على لوحاته، واعتمد كثيرا على اللوحات القماشية لتعزيز فنه. ومن بين أشهر أعمال الفنان نورمان روكويل: (يتبع قائمة بأعماله)
- لوحة القاعدة الذهبية عام 1961م
- لوحة طبيب بيطري عام 1952
- لوحة تصور فتى وفتاة يحدقان في القمر في عام 1926م
- لوحة العدالة الجنوبية عام م1965
- لوحة رفض الخاطب عام 1976م
- لوحة أزهار الربيع عام 1969
- لوحة رجل الموسيقى عام 1966 م
- لوحة صورة نهرو عام 1963م
- لوحة نغمة حلوة عام 1963م
- لوحة قدم على سطح القمر عام 1967م
- لوحة كونورازور عام 1962 م
تفاصيل حول لوحة كسر العلاقات المنزلية
في عام 1954 قدم الفنان العالمي نورمان روكويل لوحته الرائعة والمشهورة بـ “كسر العلاقات المنزلية”، وتحمل اللوحة قصة تعرض لها الرسام نورمان روكويل والذي كان يعبر عن مشاعره من خلال لوحاته، حيث شعر بالألم بعد فقدانه لأطفاله في العام 1954م، حيث فقد ثلاثة من أبنائه ولم يستطع التكيف مع الحياة بدونهم بسهولة، وعكست اللوحة الفنية الفريدة هذا العذاب بطريقة فنية رائعة يمتلكها فقط فنان ذو حس مرهف وراق.
اللوحة تصور أبا وابنهما يجلسان في ساحة انتظار بجانب سيارة، والأب يحمل قبعتين في يده ويرتدي ملابس نهارية ويدخن وينظر بعيدا وكأنه يفكر في شيء ما، ولديه قبعتان في يده، إحداهما قديمة وغير أنيقة والأخرى جديدة تماما. وبجانب الأب، يظهر الصبي الذي يرتدي بذلة مضحكة ويحمل صندوقا كبيرا من الطعام ومجموعة من الكتب. كما ظهر الكلب في الصورة، ورسمه نورمان روكويل بطريقة مؤثرة حيث يبدو حزينا ومتأثرا برحيل الولد أكثر من الرجل الذي بجانبه أو الأب نفسه.
في اللوحة، يظهر تذكرة القطار المميزة في جيب البذلة التي يرتديها الولد. يبدو أنهم ينتظرون وصول القطار، حيث ينظر الولد بشغف نحوه بينما ينظر والده في الاتجاه الآخر. تظهر على وجه الولد توهج الترقب والشوق لدراسته الجامعية. يظهر أيضا في الصورة فانوس وقطعة من القماش الحمراء. تحتوي اللوحة بأكملها على تفاصيل صغيرة ورموز كبيرة تشير إلى وجود مجموعة من المشاعر في ذهن نورمان روكويل. أراد روكويل أن يظهر الرجل مترددا وقلقا بشأن سفر ابنه وركوبه للقطار، وكأن قلبه يعلم أن هناك شيئا قد يحدث، أو أنها بداية فراقهما.
حصلت اللوحة على المركز الثاني في احتفالية Saturday Evening، حيث أكد الأشخاص أن لديهم تعاطف كبير جداً مع اللوحة والفنان نورمان روكويل لأن اللوحة تعكس مشاعر وألم كبير أكثر من إنها فن، كما أن النقاد لم يعاملوا نورمان حينها على ما قدمه من فن، ولكن وقع نظرهم على ما عانى منه كأب فقد أبنائه.
على الرغم من تعاطف بعض النقاد مع الفنان نورمان روكويل، فإن البعض الآخر لم يستطع أبدا التعاطف معه وانتقدوه بشدة، حيث رأوا في لوحته عاطفة زائدة عن الحد الطبيعي، وهذا غير متناسب مع فنه. ومن الأفضل إعطاء الأولوية للجانب العقلي على العاطفي، حيث لا يتمتع أي عمل فني بالحماية من نقد النقاد، مهما بلغت شهرته.
تمثل اللوحة التي رسمها نورمان روكويل لوحة زيتية على قماش بمقاس 49 × 49، وهي لوحة استثنائية حيث تعبر عن مشاعره بشكل واقعي وليس فني
من المعلومات التي تعتبر غريبة بعض الشيء أن إلى عام 2006 كان هناك لوحة همية يعتقد الجميع أنها هي اللوحة الأصلية، وذلك لأنها مصممة بطريقة طبق الأصل من اللوحة الأساسية، ولم يكتشف الأمر في الحقيقة إلا بعد 52 عام عندما وجدوا اللوحة في مخبأ سري في منزل الفنان الراحل صاحب اللوحة.
