دولة قبرص الشمالية ، التي لا يعترف بها سوى تركيا ، تقع في الجزء الشمالي من جزيرة قبرص ، وتعود أصول غالبية سكانها إلى تركيا ، ويتصل اقتصادها التركي الشمالي بالاقتصاد التركي بشكل كامل ، وتستخدم الليرة التركية كعملة رسمية ، وتبلغ مساحتها 3،355 كيلومترا مربعا من إجمالي مساحة الجزيرة التي تبلغ مساحتها 9،250 كيلومترا مربعا ، وبحسب تعداد عام 2013 ، بلغ عدد سكانها 294،906 ، وعلى الرغم من استخدام اللغة الإنجليزية واسعا في التواصل ، إلا أن اللغة الرسمية والأولى هي اللغة التركية ، وغالبية سكانها يدينون بالإسلام .
اقتصاد قبرص الشمالية
يعتمد اقتصاد شمال قبرص بشكل رئيسي على السياحة والزراعة والدعم المالي الذي تقدمه تركيا سنويًا، وتعتبر السياحة المورد الرئيسي لجمهورية شمال قبرص التركية، إذ يتماستغلال السواحل الجميلة التي تضم 10 فنادق من فئة 5 نجوم لجذب مليون شخص زاروا الجمهورية خلال عام 2016، والأغلبية منهم من تركيا.
يساهم قطاع التعليم العالي بنسبة كبيرة في اقتصاد قبرص الشمالية، ويعتبر هذا القطاع قادرًا على تعويض الحصار الجغرافي والاقتصادي الذي يفرضه الأمم المتحدة على الجزيرة.
أكد المراقبون بدء تحقيق نتائج إيجابية لاستراتيجية جذب الطلاب الأجانب، حيث بدأت الجامعات في شمال قبرص بجذب أعداد كبيرة من الطلاب الأجانب، حيث بلغ عددهم 80 ألف طالب أجنبي.
تُعَدُّ نيقوسيا العاصمة الرئيسية وأحد أهم مدن قبرص الشمالية، إلى جانب أمورفو وكيرينيا ولفكه وفاماغوستا والإسكله.
المناخ في قبرص الشمالية
يعتبر مناخ البحر الأبيض المتوسط هو المناخ النموذجي لقبرص الشمالية، كونها جزيرة تقع ضمن جزر البحر المتوسط، وبصفة عامة خلال الشتاء يكون المناخ دافئاً في النهار، باستثناء بعض الليالي يكون الطقس باردا معتدلا، بينما في فصل الصيف، يكون الطقس حار، أما في فصلي الربيع والخريف فهما أفضل الفصول مناخا لذلك تزيد الحركة السياحية في هذين الفصلين.
المشكلة القبرصية
تشكل قبرص الشمالية ثلث أراضي الجزيرة المتوسطية، ورغم ذلك لم تحصل على اعتراف دولي بكونها جمهورية مستقلة ذات سيادة، وتتعامل المجتمع الدولي معها على أنها جزء لا يتجزأ من جمهورية قبرص.
كانت الجزيرة القبرصية تخضع للاحتلال البريطاني، واستعاد القبارصة حريتهم واستقلالهم في عام 1959، ونظرًا لتواجد الأتراك واليونانيين في الجزيرة، تم الاتفاق على مبدأ المساواة في الحكم.
تختلف آراء كل طرف بشأن من يجب أن يمتلك السيادة على جزيرة قبرص، وبحسب رواية القبارصة الأتراك، حاول القبارصة اليونانيون جعل الجزيرة جزءًا من اليونان لأنهم يشكلون 70% من سكان الجزيرة، لكن القبارصة الأتراك رفضوا ذلك.
دخل الطرفين حربا أهلية طاحنة استمرت ما يزيد عن عشر سنوات، وبدأت منذ عام 1963، احتمي فيها كل طرف بدولته، وعلي ضوء نتائج هذه الحرب وفي 1974 دخلت القوات التركية شمال الجزيرة وضمته إلى تركيا، وقرر القبارصة الاتراك في 1983 إعلان دولة في شمال قبرص اطلقوا عليها جمهورية شمال قبرص التركية.
الوضع القانوني لقبرص الشمالية
يعيش معظم القبارصة الأتراك والمهاجرين الأتراك في قبرص الشمالية، وتعتبر الأمم المتحدة أنهم يعيشون في أراضٍ محتلة وأن حدودها لم ترسم بدقة.
تفرض كل من منظمة الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات على النقل الجوي من وإلى الجزء الشمالي لجزيرة قبرص.
بالرغم من محاولات عديدة للجمهورية القبرصية لاستعادة الأراضي التي تحت سيطرة شمال قبرص التركية، فشلت بسبب الإصرار القبرصي الشمالي الذي يغذيه ويدفعه الأتراك، ومع ذلك، يعترف المجتمع الدولي بسيادة جمهورية قبرص على جميع أراضي الجزيرة.