العالمخرائط

معلومات عن ” قارة زيلانديا ” وأين تقع ؟

قارة زيلانديا

تُعرف القارة زيلانديا، التي تُعتبر القارة الثامنة في العالم، باسم القارة الأرضية المخفية، كما يُطلق عليها اسم القارة المفقودة، لأن البحث عنها استمر لمدة تقريباً 375 عامًا، وكانت هذه القارة مختبئة لفترة طويلة، واستغرق العلماء المختصون حوالي 375 عامًا لاكتشافها.

كان البحار الهولندي هابيل تاسمان في مهمة رسمية، وكان يتنبأ بوجود قارة ثامنة في نصف الكرة الجنوبي، ومصممًا على البحث عنها، وقد كان هذا الجزء من الكرة الأرضية غامضًا جدًا بالنسبة للأوروبيين، ولكنهم كان لديهم اعتقاد أيضًا بوجود كتلة مختبئة من الأرض هناك، وقد بدأ تاسمان – البحار الهولندي في رحلته من إندونيسيا، واتجه نحو الغرب ثم إلى الجنوب ثم إلى الشرق، واستقر في الجزيرة الجنوبية لنيوزيلندا ولكنه للأسف لم يتوصل إلى شيء.

أين تقع زيلانديا

زيلانديا هي القارة الثامنة في العالم، وهي صغيرة الحجم وضيقة وطويلة ومغمورة في المنطقة الجنوبية من المحيط الهادئ، وانفصلت هذه القارة الصغيرة عن القارة القطبية الجنوبية منذ حوالي 100 مليون سنة، ويبلغ حجمها حوالي نصف مساحة أستراليا، وتتكون 7% فقط منها من اليابسة فوق مستوى سطح البحر، والباقي مغمور تحت سطح الماء، وتتميز زيلانديا بشكل عام بمناخ معتدل، وتحتوي الجزر الكبيرة فيها على أنهار جليدية وبعض المضائق والوديان، وتعتبر الجزء الشمالي من زيلانديا بركانيا بنسبة كبيرة، حيث يؤدي النشاط الحراري في أستراليا والمحيط الهادي إلى سخانات طبيعية وينابيع ساخنة في جميع أنحاء زيلانديا.

اكتشاف قارة زيلانديا

بعد فترة طويلة من التنبؤات، تبين أن تاسمان كان على حق، حيث اكتشف بعض الجيولوجيين جزيرة زيلانديا التي تبلغ مساحتها حوالي 1.89 مليون ميل مربع (4.9 مليون كيلو متر مربع).

تم اكتشاف القارة الثامنة، وعلى الرغم من أن محركات البحث والموسوعات العالمية لاتشير إلى وجودها، إلا أن 94% منها تحت سطح الماء، بالإضافة إلى وجود جزر مثل نيوزيلندا.

وقد قال أحد الجيولوجيين الذى يدعى آندي تولوك، والذى كان من ضمن الفريق الذى اكتشف قارة زيلانديا، أن اكتشاف أي شيء ثمين يحتاج فقط إلى بعض بل الكثير من الوقت، وأن ما تم اكتشافه مجرد بداية، وذلك لأن التساؤلات حول القارة الجديدة أصبحث أكثر غموضًا، من قبيل كيف تم تشكيل تلك القارة، ماذا كان يعيش بداخلها، وما عمقها تحت الماء؟ كما أن هناك المزيد من الأسرار حول تلك القارة الموجودة تحت 6560 قدمًا (2 كم) تحت الماء.

الأدلة الأولى لوجود قارة زيلانديا

لقد قام عالم الطبيعة الاسكتلندي “جيمس هيكتور” أولى الدلائل على وجود قارة زلانديا بصورة حقيقية، لأنه كان من ضمن الفريق الذى كان في رحلة لاكتشاف سلسلة من الجزر في الساحل الجنوبي لنيوزيلندا، وبعد الدراسة الجيولوجية التى قام بها الفريق توصل جيمس إلى أن هناك بقايا سلسلة جبلية قامت بتشكيل قمة منطقة كبيرة يمكن أن تكون قارة تمتد إلى أقصى الجنوب والشرق، وتلك القارة مغمورة بالمياه الآن.

في فترة الستينيات، قد توصلت مجموعة من الجيولوجيين إلى تعريف عام للقارة، بأنها منطقة جيولوجية مرتفعة، وتحتوي على مجموعة مختلفة ومتنوعة من الصخور، بالإضافة إلى قشور سميكة كبيرة الحجم، ومن هذا المنطلق، ظهرت القارة الثامنة “زيلادنيا” كواقع.

ورغم تلك الأدلة الأولى على وجود القارة للأسف توقفت المهمة، توقف البحث والكشف عن القارة واعتبروا أن الأمر شاق وصعب وأيضًا يحتاج إلى دعم مادي كبير، وأن الأمر ليس ملحًا لتلك الدرجة، ثم بعد مرور فترة من الزمن، قام الجيوفيزيائي الأمريكي “بروس لوينديك” بإعادة الكشف والتنقيب مرة أخرى، ووصف المنطقة بأنها قارة مغمورة واقترح اسم زيلانديا للتعبير عنها.

البدء الجاد للكشف عن زيلانديا

قدمت الأمم المتحدة دوافع جادة لتنفيذ مهمتها في قانون البحار، وأشارت إلى إمكانية مطالبة الدول التي تمتد أراضيها إلى ما وراء المنطقة الاقتصادية، التي تبلغ حوالي 200 ميلا بحريا (370 كيلومترا) من سواحلها، بالجرف القاري الممتد، وكل الثروات المعدنية والبترولية. وهنا استطاعت نيوزيلندا إثبات أنها جزء صغير من قارة أكبر، مما يعني إمكانية زيادة أراضيها بمقدار ستة مرات. وكان هناك تمويل ودعم مالي وافر لمسح المنطقة، وزادت الأدلة على وجود زيلانديا، حيث تم العثور على كل عينة من الصخور.

وقد أدت البيانات التى ظهرت عبر الأقمار الصناعية، إلى إمكانية استخدام تلك البيانات من أجل متابعة الاختلافات الصغيرة والجديدة في جاذبية الأرض من خلال أجزاء متابينة من القشرة الأرضية وذلك لرسم خريطة قاع البحر، وباستخدام تلك التقنية الجديدة، تظهر قارة زيلانديا بمنتهى الوضوح على هيئة كتلة مشوهة في حجم دولة استراليا.

معلومات عن قارة زيلانديا

  • كانت زيلانديا في الواقع جزءًا صغيرًا من شبه القارة القديمة في جوندوانا، والتي تشكلت بدورها قبل حوالي 550 مليون سنة، وحتى الآن لا يوجد تفسير واضح لتمددها الغامض.
  • يصل عمق القشرة القارية الجديدة إلى حوالي 40 كيلومترا، وهو أكثر سمكا من القشرة المحيطة التي يبلغ سمكها حوالي 10 كيلومترات فقط، وتمتد قارة زيلانديا وتنتشر حتى يصل سمك قشرتها إلى حوالي 20 كيلومترا (12.4 ميلا) نحو الأسفل، وعلى أي حال، غمرت المياه القارة الرقيقة واختفت تماما تحت سطح البحر.
  • وبالرغم من أن زيلانديا رقيقة وتحت سطح الماء، قام العلماء الجيولوجيين باعتبار زيلانديا إحدى القارات بسبب نمط ونوع الصخور الموجودة هناك، حيث أن القشرة القارية مكونة من صخور نارية ومتحولة وأخرى رسوبية، مثل الجرانيت والشست وأيضًا الحجر الجيري، في حين أن قاع المحيط في القارة يتكون من الصخور النارية مثل البازلت.
  • لا يزال هناك الكثير من المعلومات الغامضة والغير معروفة حتى الآن، ولا يزال غير واضح كيف تمكنت زيلانديا من البقاء على قيد الحياة على الرغم من ضعفها الشديد، ولم تنقسم إلى قارات صغيرة، وهذا التساؤل لا يزال يثير حيرة العلماء حتى الآن.

هل زيلانديا عبارة عن أرض جافة

توجد العديد من التساؤلات الغامضة حول القارة الجديدة زيلانديا، وأبرزها هو كيف انتهت تحت سطح الماء، وإذا كانت في الأصل كانت تتكون من أرض جافة. الأجزاء التي تقع فوق سطح الماء هي مجموعة من التلال التي تشكلت عندما حدث انكماش للصفائح التكتونية للمحيط الهادي والأسترالي. هناك اختلاف في الآراء بشأن ما إذا كانت زيلانديا كانت مغمورة بعيدا عن بعض الجزر الصغيرة أم كانت أرضا جافة تماما.

ما الكائنات التى عاشت في قارة زيلانديا

تتميز زيلانديا بالمناخ المعتدل، وتبلغ مساحتها حوالي 39 مليون ميل مربع (101 مليون كيلومتر مربع)، وقد كانت جوندوانا التى ربما كانت أصلًا لزيلانديا مستوطن يعيش فيه النباتات والحيوانات، مثل الحيوانات البرية ذات الأربعة أطراف كالديناصورات، فهل يمكن أن صخور زيلانديا محتفظة بالبقايا من الديناصورات

في حقيقة الأمر تعد الحيوانات البرية ذات الطبيعة الحجرة نادرة الوجود في نصف الكرة الجنوبي، ورغم ذلك لقد عثر العلماء الجيولوجيين عبر رحلات التنقيب على بقايا العديد من تلك الحيوانات البرية في نيوزيلندا خاصة في فترة التسعينات، فقد عثروا على عظام ضلع لديناصور عملاق ذو ذيل طويل، وعنق طويل، وأيضًا ديناصور عشبي منقاري، ونوع آخر يطلق عليه ديناصور مدرع، وبعد فترة كبيرة تم العثور على عظام لقدم أحد آكلات اللحوم، وتعود تلك البقايا والعظام والحفريات إلى انفصال قارة زيلانديا عن جوندوانا، وقد جمع فريق البحث بعض حبوب اللقاح من النباتات البرية، وأيضًا أصداف الكائنات الحية التى عاشت في عمق البحار الدافئة.

بالإضافة إلى ذلك، يحتوي الجزء المغمور من قارة زيلانديا على نسبة كبيرة من الرواسب المعدنية، مما يجعله مصدرًا اقتصاديًا مجديًا، كما أن هناك حقول للغاز الطبيعي في جميع أنحاء القارة.

شكل زيلانديا

عند النظر إلى خريطة قارة زيلانديا في العالم، يمكن ملاحظة حدود صفيحة ممتدة على طول الجزيرة الجنوبية، وهي لغز جديد في شكل قارة زيلانديا، ويمكن رؤيتها من الفضاء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى