معلومات عن عورة الرجل وحدودها
معرفة عورة الرجل وحدودها هي واحدة من أهم المعلومات المتعلقة بأحكام اللباس والزينة، ويجب على كل مسلم أن يتعلمها بشكل صحيح حتى يتمكن من تطبيقها في حياته ولا يخالفها، وتتمتع هذه الحدود بأهمية مثل باقي أحكام الدين، مثل أركان الإسلام وغيرها من الأحكام الهامة التي لم تذكر في أركان الإسلام، ولكنها مذكورة في كتاب الله تبارك وتعالى وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وفي هذه المقالة سوف نتعرف على حدود عورة الرجل من وجهات نظر مختلفة ومذاهب متعددة .
حدود عورة الرجل
اختلف العلماء كثيرًا في تحديد عورة الرجل ، وتباينت جميع الآراء الخاصة بهذا الموضوع ، حيث أن البعض قال بأن عورة الرجل تتحدد من السرة إلى الركبتين ، وبذلك القول فإنهم يقصدون بأن فخدي الرجل بطبيعة الحال جزء من العورة ، وذهب بعض العلماء إلى أن الفخذين ليسا من عورة الرجل ، بينما العورة هي السوءتان فقط .
بخصوص عورة الرجل في الصلاة، اتفق العلماء جميعا على أن عورة الرجل تكون ما بين السرة والركبة. ولكن هناك اختلاف بين بعض العلماء حول ضرورة تغطية الكتفين أثناء الصلاة. فقد قال البعض أنه يفضل تغطية الكتفين أثناء الصلاة، وهؤلاء هم الجماهيرية الحنفية والمالكية والشافعية، واستدلوا على ذلك بحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: قال أبو هريرة: رجل نادى النبي صلى الله عليه وسلم وقال: هل يصلي أحدنا في ثوب واحد؟ فقال: `(أو كلكم يجد ثوبين؟!)` .
يؤكد بعض الناس على ضرورة وضع كتف الرجل خلال الصلاة، وهذا هو مذهب الحنابلة، والدليل على ذلك من السنة هو حديث أبي هُرَيرَة، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا يُصلِّي أحدُكم في الثوبِ الواحدِ ليسَ على عاتقيه شيءٌ)) .
فخذ الرجل من العورة أم لا
اختلف جمهور العلماء حول الفخذين ، وهل هما جزء من عورة الرجل أم لا ، وذلك طبقًا للمذاهب المختلفة ، والذين يقولون بأن الفخذ ليس بالعورة يستندون بذلك إلى ما رواه البخاري مِنْ حديثِ أنس بنِ مالكٍ رضي الله عنه: أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم يومَ خيبر «حَسَرَ الإِزَارَ عَنْ فَخِذِهِ حَتَّى إِنِّي أَنْظُرُ إِلَى بَيَاضِ فَخِذِ نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» .
من الناس الذين يرون أن فخذ الرجل جزء من عورته ويجب إخفاؤه، فإنهم يستندون إلى حديث علي بن أبي طالب الذي يقول فيه النبي صلى الله عليه وسلم: `إن الفخذ عورة`، وقد أورده الإمام أحمد في كتابه (3/478 و479) وأبو داود في كتاب الحمام في باب النهي عن التعري (4014)، والترمذي في كتاب الأدب في باب ما جاء أن الفخذ عورة (2795)، وقال: `لا تكشف فخدك ولا تنظر إلى فخذ حي أو ميت`، وأورده أبو داود في كتاب الحمام في باب النهي عن التعري (4015)، وابن ماجه في كتاب الجنائز في باب غسل الميت (1460)، وسكت عنه الحاكم في كتابه (4/200)، وقال أبو داود: `فيه نكارة`، وأعله الحافظ في التلخيص بالانقطاع (ص 438)
وهناك حديث آخر: رواه أحمد : حدثنا هشيم ثنا حفص بن ميسرة عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبي كثير مولى محمد بن عبد اللّه بن جحش، عن محمد بن عبد اللّه بن حجش، قال: كنت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فمر عليّ معمر – وهو جالس على باب داره، وفخذه مكشوفة – ، فقال له: يا معمر غط فخذك، فإن الفخذ عورة ، انتهى. وهذا مسند صالح ، ورواه الطبراني في “معجمه” من ست طرق ، دائرة على العلاء قبل ، ورواه الطحاوي ، وصححه ، ورواه الحاكم في “المستدرك – في الفضائل” ، وسكت عنه ، ورواه البخاري في “تاريخه الكبير” .