السياحةالعالم

معلومات عن طريق الكباش , وأهميته , وتاريخه

ما هو طريق الكباش

طريق الكباش هو أحد المعالم الأثرية العظيمة في مدينة الأقصر العريقة، حيث تم بناؤه قبل خمسة آلاف عام ليتم استخدامه في مواكب الملوك، وراءها تتبع الحاشية كالوزراء والكهنة وكبار رجال الدولة، كما كان ممرا لجميع الحفلات والأعياد التي كانت تقام في الدولة الفرعونية القديمة.

طريق الكباش التي تم إنشاؤها قبل خمسة آلاف عام لتتويج الملوك والاحتفال بالأوبت كان يتكون من 1300 كبش يمتدون على طول 1700 متر، وكانت بين كل كبش وآخر دوائر مزينة بالزهور الجميلة. كما أن هناك نقوشا عظيمة تدل على الحضارة المصرية العظيمة، ويجب الإشارة إلى أن اكتشاف طريق الكباش بدأ في عام 1949 بواسطة الدكتور زكريا غنيم وانتهت في عام 2006 بفضل اكتشافات العالم الأثري منصور بريك.

من بنى طريق الكباش

طريق الكباش هو الطريق الذي يربط بين معبد الكرنك ومعبد الأقصر، وكان يعرف في الحضارة المصرية القديمة باسم وات نثر، ومعناه `طريق الإله`. كما كان يطلق عليه أيضا أسماء تا وميت ورهنت، وتعني جميعها `الكبش`. ويشير هذا الاسم إلى كل التمايل المتراصة على جانبي الطريق.

يعود تشييد طريق الكباش إلى الملك أمنحتب الثالث، وهو أحد ملوك الأسرة الثامنة عشرة، الذي شيد معبد الأقصر، وبعد ذلك جاء الملك نخبتوا الأول، مؤسس الأسرة الفرعونية الثلاثين والأخيرة من الأسر الفرعونية، ليكمل الطريق وإنشائه، ليصبح بعد ذلك صرحًا كبيرًا وطريقًا للملوك.

تاريخ طريق الكباش

مصر دولة عريقة وقوية، تحضها الحضارة من كل أتجاه، ويملأ أبنائها الفخر بما صنعه الأجداد من تاريخ عظيم وبناء لا مثيل لها، مصر العظيمة التي احتار خبراء الآثار في العالم كيف بنى الفراعة أهرامها، وكيف صنعوا كل هذا المجد، مصر هي التي تثبت أن الماضي هو الذهب أو ما سبقوا هم الأكثر علم وتحضر.

لا يمكن إنكار أهمية الحضارة المصرية وعظمة ما صنعه شعبها القديم، وطريق الكباش هو واحد من الشواهد التاريخية البارزة لإنجازاتهم، ويقع هذا الطريق في قلب مدينة الأقصر السمراء، حيث يتمدد لمسافة 700 متر ويحتوي على 1300 كبش، مع فراغات تبلغ مساحتها أربعة أمتار بين كل كبش وآخر، وطول كل كبش يصل إلى مترين ونصف.

تم صنع تماثيل الكباش التي توضع على الطريق بشكلين مختلفين، الأولى تتكون من جزأين على غرار بناء أبو الهول في الجيزة، حيث يكون رأس التمثال بشكل إنساني وجسمه بشكل أسد، مما يعبر عن العقل والقوة معا، وهي رمز فرعوني قديم يشير إلى قوة الملوك وذكاءهم، والتماثيل الأخرى تم تصميمها بشكل جسم الكبش ورأس الكبش، وهو رمز فرعوني يرمز إلى إله الخصوبة والزراعة في العقائد المصرية القديمة.

على الرغم من قيمته العظيمة في طريق الكباش، إلا أن الزمان قد أخفى الكثير من الأثر المميز له. كما تم التهميش القليل له من قبل الوزارات السابقة. واستخدم بعض سكان محافظة الأقصر الحجارة المميزة التي استخدمت لبناء التماثيل في بناء منازلهم، مما أدى إلى بقاء 300 تمثال فقط في النهاية. لذا تمت أعمال الترميم في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي لتكون الطريق مفتوحة بشكل رائع أمام العالم.

افتتاح طريق الكباش

في عام 2005، بدأت الحكومة المصرية في التخطيط لترميم طريق الكباش، وبدأت عملية الترميم بالفعل من خلال فريق كبير من الباحثين الذين قاموا بإزالة الرمال والأتربة التي وصل عمقها إلى 6 أمتار تحت الأرض، وتم العثور على 1200 تمثال، وتم تطوير جزء منها. ومع ذلك، توقف العمل بسبب الظروف السياسية التي مرت بها البلاد. ومن ثم، تم إعادة بدء العمل مرة أخرى كجزء من تطورات الحكومة الحالية في خطط البناء والتعمير.

شهد العالم أجمع في الخامس والعشرين من نوفمبر الحالي عام 2021م، احتفالية رائعة لإعادة افتتاح طريق الكباش بحضور فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وكبار رجال الدولة لتسليط الضوء على أهمية التاريخية لطريق الكباش ومعالم الأقصر، وعبرت العديد من البلدان المختلفة عن تأثرها بالحفل وأهمية زيارة الأقصر في المستقبل القريب، حيث تم تقديم الحفل الرائع عن التراث الحضاري المصري في مسيرة مهيبة وحضور مميز لفناني مصر يرتدون الزي الفرعوني وتم تقديم عرض إعلامي رائع، نشرته جميع وسائل الإعلام.

أهمية طريق الكباش

يعود سبب الأهمية الكبيرة لطريق الكباش إلى قدمه ولأنه كان جزءًا عظيمًا من الحضارة المصرية القديمة، حيث يعكس البناء الأثري العظيم وطريقة تشييد التماثيل فكرًا ورقيًا، وقوة توحي بأنه تم التخطيط لهذا العمل العظيم بواسطة عقول لا مثيل لها.

كان طريق الكباش في الماضي مقدسا لدى المصريين القدماء، حيث كان يعتبر المعبر الرسمي للآلهة والملوك في عقيدتهم، ولكنه الآن يحظى بأهمية حضارية وتراثية وسياحية، ويتميز بجماله وفخامته الشهيرة في جميع أنحاء العالم، ويقصده الكثيرون لالتقاط الصور بين الكباش تخليدا وتوثيقا لزيارتهم إلى مصر.

تعد السياحة بشكل عام جزءا هاما من تاريخ مصر العظيم واقتصادها، حيث تعد مصر أم الحضارات بما شهدته من تقدم وتطور وحضارة تأسست على ضفاف نهر النيل، ولذلك يحكي كل جزء من مصر قصة ويعبر عن حدث عظيم، ومن بين هذه الأماكن طريق الكباش في الأقصر.

تحرص مصر دائمًا على إبراز تاريخها العريق الذي يلفت انتباه العالم بأسره، وذلك من خلال تسليط الضوء على معالمها الأثرية العظيمة والاحتفاء بأعمال الأسلاف، إذ إن ذلك يُعَدُّ إرثًا حضاريًا وشاهدًا تاريخيًا على أن مصر كانت وستظل أم الحضارات.

يُعد طريق الكباش من أهم معالم محافظة الأقصر التي تعد واحدة من أكثر المدن ازدحامًا بالسياح الذين يأتون من جميع أنحاء العالم لرؤية آثارها وحضارتها.

أصبح طريق الكباش بعد الترميم مزارًا عالميًا مشهورًا بين السياح، حيثير اهتمامهم في مشاهدة أعظم ما شيدته الأجيال السابقة والتقاط صور جميلة مع الآثار المصرية الفخمة.

يشير الدكتور زاهي حواس، عالم المصريات، إلى أن طريق الكباش هو `أهم مشروع أثري في القرن الحادي والعشرين`.

جعلت التعديلات التي تمت على طريق الكباش وافتتاحه بمظهره الحضاري المميز من محافظة الأقصر متحفًا مفتوحًا يستحق الزيارة.

أعلن مسؤولو الآثار في الحكومة المصرية أن طريق الكباش له أهمية كبيرة في حماية تاريخ مصر وتراثها من الاندثار، حيث يمثّل نقلة أثرية وحضارية مهمة في تاريخ مصر بعد ترميم تماثيله وإعادة بنائها.

أظهرت دراسة أجراها المركز المصري أن طريق الكباش يمكن أن يساعد في تعزيز الاقتصاد المصري من خلال السياحة، حيث إنها تعتبر تحفة معمارية حضارية تستحق زيارة السياح من جميع أنحاء العالم.

تم بناء طريق الكباش في إحدى أهم محافظات مصر تاريخيا وسياحيا. يقول الشاعر اليوناني هوميروس عن الأقصر: `هناك في طيبة المصرية حيث تلمع أكوام الذهب، طيبة ذات المئة باب، حيث يمر في مسيرة عسكرية أربعمئة رجل مع خيولهم ومركباتهم من كل باب من الأبواب الضخمة.` ولاسيما، كانت الأقصر العاصمة الإدارية لمصر العليا خلال الفترة من عام 3000 إلى 2100 قبل الميلاد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى