معلومات عن بكتيريا اللاكتوباسيلس

خلق الله تعالى عددا لا يمكن حصره من الكائنات الحية، بعضها مفيد ونافع، وبعضها يسبب العديد من الأمراض التي تشكل تهديدا للبشرية، وتعد الكائنات الدقيقة ومنها البكتيريا والفيروسات أحد أهم مسببات الأمراض، ومع ذلك، هناك بعض أنواع الكائنات الدقيقة أو الميكروبات التي تقدم فوائد صحية كبيرة للإنسان، مثل البكتيريا الصديقة التي تنقسم إلى عدة أنواع مثل بكتيريا اللاكتوباسيلس .

ما هي بكتيريا اللاكتوباسيلس

تحمل بكتيريا اللاكتوباسيلس العديد من الأسماء الأخرى، مثل العصية اللبنية الحمضية واللاكتوباسيلس أسيدوفيلس باللغة الإنجليزية، وتعرف أيضا باسم اللاكتوباسيلس المحبة للحمض، وهي من أهم البكتيريا الصديقة التي تعيش في الجهاز الهضمي وأجزاء أخرى من الجسم، مثل الجهاز البولي والتناسلي، كما توجد في بعض أنواع الأطعمة المخمرة، مثل الزبادي، ويمكن العثور عليها أيضا في بعض المكملات الغذائية .

يعتمد الكثير من الأشخاص على استخدام الأدوية التي تحتوي على اللاكتوباسيلس للتخلص من الإسهال الذي يتسبب فيه بعض أنواع البكتيريا الضارة والإسهال المرتبط بالمضادات الحيوية، بالإضافة إلى دور البكتيريا في التخلص من تقلصات البطن والمغص والتهابات القولون ومتلازمة القولون العصبي وآلام المعدة وبعض حالات الإمساك .

الية عمل بكتيريا اللاكتوباسيلس

يعيش العديد من أنواع البكتيريا والكائنات الحية المختلفة في أجزاء مختلفة من الجسم بشكل طبيعي، ومن بينها البكتيريا الصديقة مثل اللاكتوباسيلس. هذه البكتيريا اللبنية تساعد الجسم على هضم الطعام وامتصاص العناصر الغذائية المختلفة، بالإضافة إلى دورها في مكافحة أنواع البكتيريا الضارة التي تسبب العديد من الأمراض والالتهابات في الجسم .

فوائد بكتيريا اللاكتوباسيلس الصحية

أشارت بعض الدراسات والأبحاث إلى أن بكتيريا اللاكتوباسيلس يمكن أن تكون مفيدة وفعالة في معالجة بعض الحالات المرضية، مثل:

تخفيف الام المعدة

أشارت بعض الدراسات إلى أن تناول بكتيريا العصيات اللبنية يساعد في تقليل أعراض آلام المعدة لدى الأطفال في وقت قصير، فضلا عن أن دراسات أخرى قد أشارت أيضا إلى أن هذه البكتيريا يمكن أن تخفف من أعراض آلام المعدة عند النساء .

علاج حمى القش

وأشارت دراسة أخرى إلى أن تناول حوالي 2 مليار وحدة من بكتيريا اللاكتوباسيلس يوميا لمدة خمسة أسابيع يساعد في تحسين الصحة العامة بنسبة تصل إلى 18٪ ، وخاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من حساسية القمح ولا يمكن استخدام مضادات الحساسية معهم. ويساعد تناول 10 مليار وحدة من بكتيريا اللاكتوباسيلس لمدة 3 أشهر على تحسين أعراض الحساسية والسعال لدى الأطفال، ويساعد أيضا على الوقاية من حمى القش .

الإسهال المرتبط بالمضادات الحيوية

بعض الأشخاص يعانون من إسهال شديد بسبب استخدام المضادات الحيوية؛ وتساهم بكتيريا اللاكتوباسيلس في منع هذا الإسهال سواء في الأطفال أو البالغين. حيث تساعد في تقليل فرصة الإصابة بالإسهال بنسبة تتراوح بين 60 إلى 70% في غضون يومين فقط من بدء استخدام المضاد الحيوي، ويستمر تأثير هذه البكتيريا لمدة 3 أيام على الأقل بعد التوقف عن استخدام المضاد الحيوي .

علاج الإكزيما

كما أن الحصول على نسبة جيدة من بكتيريا اللاكتوباسيلس يُساعد على تقليل أعراض الحكة الجلدية والإكزيما لدى الأطفال والرضع ، وتُساعد أيضًا على منع تفاقم الحالة المرضية ، وقد أشار بحث جديد إلى أن الحصول على بكتيريا اللاكتوباسيلس في شهور الحمل الأخيرة يقي الطفل من الإصابة بعد ذلك .

تقليل رد الفعل التحسسي

يكون بعض الأشخاص عرضة أكثر للإصابة بالحساسية، ولكن بكتيريا اللاكتوباسيلس تعمل على منع تطور تفاعلات الحساسية، مثل الربو وسيلان الأنف والإكزيما وغيرها من الأمراض الناتجة عن تفاعلات الحساسية .

الوقاية من مرض السكري

أشار بحث جديد كذلك إلى أن تناول مكملات اللاكتوباسيلس  والأطعمة المحتوية عليها أيضًا يُساعد على الوقاية من الإصابة بمرض السكري أثناء الحمل خصوصًا في الثلث الثاني من الحمل ، خصوصًا في حالة الأمهات الحوامل الأكبر من 35 سنة ، وفي حالة النساء المصابات بالفعل بداء السكري ؛ فإن اللاكتوباسيلس تُساعد على السيطرة على نسبة السكر في الدم قدر الإمكان ، وقد أشات بعض الأبحاث أن بكتيريا اللاكتوباسيلس تُساعد على تقليل نسبة السكر في الدم بوجه عام .

تقليل نسبة الكولستيرول في الدم

كما نعلم جميعا، ينقسم الكوليستيرول إلى نوعين؛ الأول هو الجيد والمفيد للصحة (HDL)، والثاني هو السيء والضار للصحة (LDL). بالإضافة إلى ذلك، تساهم تناول بكتيريا اللاكتوباسيلس في خفض نسبة الكوليستيرول الكلي بنسبة 10 مجم/ديسيلتر، وتقلل نسبة الكوليستيرول منخفض الكثافة (LDL) بنسبة 9 مجم/ديسيلتر، وتسهم أيضا في زيادة نسبة الكوليستيرول الجيد في الدم .

عدوى الجهاز التنفسي

البكتيريا الصديقة تساعد في منع العدوى بالميكروبات والجراثيم ومسببات الأمراض المعلقة في الهواء، وتساعد أيضا في تعزيز صحة وقوة الجهاز المناعي، مما يساعد في السيطرة على العديد من الأمراض المعدية .

علاج إسهال السفر

هي حالة صحية شهيرة منتشرة بين المسافرين ، وهي تحدث نتيجة أن المسافر يتعرض إلى نوع جديد من البكتيريا أو الفيروسات أو الطفيليات غير المعتاد عليها ، وبالتالي ؛ يُصاب بالإسهال ، أما بكتيريا اللاكتوباسيلس ؛ فهي تُساعد على تخفيف حالات الإسهال الناتجة عن السفر خصوصًا لدى الأطفال والرضع .

تقليل ترسبات الأسنان

بدء إعطاء المرأة الحامل بكتيريا اللاكتوباسيلس قبل أربعة أسابيع من الولادة، ثم إعطائها للطفل الرضيع حتى يبلغ 12 شهرًا ، يعد أحد أهم الوسائل الوقائية لمنع تسوس وتآكل الأسنان لدى الأطفال في المستقبل .

علاج حب الشباب

هناك بعض الأبحاث غير المؤكدة التي أشارت إلى أن بعض الأنواع من المكملات الغذائية التي تحتوي على البروبيوتيك، وخصوصا اللاكتوباسيلس، قد تلعب دورا هاما في علاج حب الشباب والوقاية منه .

تحسين الحالة المزاجية

تلعب بكتيريا اللاكتوباسيلس دورا هاما أيضا في تخفيف الاكتئاب وتحسين المزاج، حيث أشارت بعض الأبحاث التي أجريت على مجموعة من المرضى المصابين بالاكتئاب إلى أن تناول مكملات بكتيريا اللاكتوباسيلس لمدة ثمانية أسابيع متواصلة يساعد على تحسين أعراض الاكتئاب بشكل كبير .

تخفيف الوزن

أشار بحث حديث إلى أن تناول بكتيريا العصيات اللبنية اللاكتوباسيلس لا يساعد على تخفيف الوزن بشكل ملحوظ لدى الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة، ولكنه قد يساعد بشكل ما على إنقاص الوزن لدى النساء .

أضرار بكتيريا اللاكتوباسيلس

من ناحية أخرى، يمكن أن تنتج بعض الآثار الجانبية عند استخدام بكتيريا اللاكتوباسيلوس بشكل مفرط ودون الرجوع إلى الطبيب أولاً، مثل:

• يؤثر بشكل سلبي على صحة القلب، وخاصة على صمامات القلب .
• حدوث الالتهابات المعدية والقرحة .
• يمكن أن يؤثر الاستخدام المفرط والمستمر لهذا الشيء على صحة الجهاز المناعي بشكل سلبي .
• تتداخل مع مفعول المضادات الحيوية وأدوية تثبيط المناعة .
• لا ينبغي تجاوز جرعة 1-2 بليون مستعمرة من البكتيريا يومياً .