منوعات

معلومات عن الوادي الكيميائي لسارنيا

يقع الوادي الكيميائي لسارنيا على ضفاف نهر سنات كليه، ويمتد لمسافة تزيد عن 30 كيلومترا على ضفاف النهر بالقرب من مدينة سارنيا الكندية جنوب غرب أونتاريو وبالتحديد على مشارف بحيرة هورون الجنوبية .

تعود سبب تسمية تلك المنطقة بهذا الاسم إلى تلك المداخن العالية والسميكة التي تتصاعد منها كميات كبيرة من الدخان السام، ومن بين أسباب تسميتها بهذا الاسم أيضا عدد المصانع النفطية بالإضافة إلى المصانع الخاصة بالمواد الكيميائية الموجودة فيها، والتي توجد في تلك المنطقة على الرغم من أن مساحتها تعادل ما يقرب من 100 بناية سكنية فقط، وهي تعد موطنا لـ62 مصنعا من المصانع الكيميائية .

أصل الوادي الكيميائي ، و بداية ظهوره :- – يعود تاريخ الوادي الكيميائي في سارنيا إلى القرن 19، عند اكتشاف النفط في جنوب سارنيا وحفر أول بئر تجاري في البلاد في قرية تسمى بتروليا .

وتميزت هذه القرية بكثرة احتياطي النفط الخام بها، بالإضافة إلى قربها من مدينة ديترويت وشيكاغو وتورنتو، مما جعلها المكان المثالي لإنشاء مركز للبتروكيماويات. يجدر بالذكر أنه عند اندلاع الحرب العالمية الثانية واحتلال اليابان لجنوب شرق أسيا، والتي كانت تمتلك معظم إنتاج المطاط الطبيعي في العالم، أصبح من الضروري على الحلفاء البحث عن مصدر آخر لتوريد المطاط الطبيعي.

إذ كان نادراً في هذا الوقت ، و لهذا السبب تم اتخاذ القرار بضرورة القيام بإنشاء مركزاً للمطاط الصناعي ، و بالفعل ، و على أثر ذلك تم اختيار مدينة سارنيا كموقعاً لهذا المصنع ، و ذلك نظراً لعدة أسباب من أهمها قرب المدينة من مواقع المواد الخام مثال حقول البترول اللازمة بشكل رئيسي في عملية إنتاج المطاط الصناعي.

إلى جانب توافر العديد من المصافي البترولية في تلك المنطقة مما وفر وسائل نقل رخيصة من ناحية التكلفة المادية سواء في نقل المواد الخام أو المنتجات المصنعة بأنواعها هذا بالإضافة أيضاً إلى توافر تلك الكميات الكبيرة من الماء في هذه المنطقة ، و التي كانت لازمة في عملية التبريد بالمحطة .

تاريخ الوادي الكيميائي لسارنيا ، و أهمية الوادي الاقتصادية :- يساهم وادي سارنيا الكيميائي بنسبة 40% من صناعات الكيميائية في كندا، حيث تعتبر هذه المجمعات الصناعية الأساسية للبنية التحتية والاقتصاد في سارنيا، بالإضافة إلى توفير الوادي الكيميائي أكثر من 50 ألف وظيفة، سواء كان ذلك بشكل مباشر أو غير مباشر .

في العامين الأولين لإنشاء الوادي الكيميائي، كانت مصانع المطاط تلبي كافة احتياجات كندا، سواء كانت عسكرية أو مدنية، واستمرت عملية الإنتاج حتى بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، وفعلا أصبحت كندا تصدر منتجاتها الصناعية وتنشئ شركات تابعة لها في الخارج .

و في أواخر عام 1960م بدأت الكثير من الشركات العاملة في مجال النفط ، و الكيماويات تنشئ المرافق الخاصة بها في الوادي الكيميائي مما ساهم ، و بوتيرة جيدة في ازدهار الاقتصاد الكندي ، و ارتفاع مستوى المعيشة في البلاد حتى أنه أصبح في خلال عام 1970 يقدر نصيب الفرد الكندي من الدخل ما نسبته 35% من المعدل الوطني .

التأثير السلبي للوادي الكيميائي لسارنيا على البيئة :- على الرغم من المكاسب الاقتصادية التي حققها الوادي الكيميائي لكندا، فإنه تسبب أيضا في العديد من الأضرار الصحية على الإنسان. ووفقا لتقارير منظمة الصحة العالمية لعام 2011، فإن هواء منطقة سارنيا يعد الأكثر تلوثا في كندا .

حيث قد وجدت نتائج الأبحاث ، و الدراسات أن هواء سارنيا يوجد به نسبة كبيرة ، و خطيرة من المواد الكيماوية السامة ، و التي تأتي في الأساس من انبعاثات المداخن مما نتج عنه إصابة العديد من السكان بالأمراض حيث قد سجل معدل الإصابة بمرض السرطان في سارنيا ما نسبته 34% من متوسط المحافظات الكندية الأخرى .

وبالإضافة إلى ذلك، تم تسجيل معدلات أعلى بمعدل 5 مرات من المتوسط في معدلات الورم الظاهرة في المقاطعات الكندية الأخرى، بالإضافة إلى معدلات الإصابة بالتليف الكبدي، وتم تسجيل ما يقرب من 9 أضعاف المعدل الذي تم تسجيله في غيرها من المناطق الكندية في منطقة سارنيا، ولكن هذه الحالات سجلت في الآونة الأخيرة.

تم حدوث تحسن ملحوظ في جودة الهواء في سارنيا نظراً للجهود المبذولة من قبل الحكومة الكندية لتحسين الأحوال البيئية، حيث انخفضت معدلات غاز ثاني أكسيد النيتروجين وأول أكسيد الكربون وثاني أكسيد الكبريت بنسبة تصل إلى 30%.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى