– “في عام 1974م، غزت تركيا جزيرة قبرص عسكريا نتيجة للانقلاب العسكري الذي حدث في اليونان، والذي أدى إلى سيطرة المجلس العسكري على الحكم هناك. وكان الهدف من الانقلاب ضم جزيرة قبرص إلى دولة اليونان وإعلان جمهورية قبرص اليونانية، إلا أن غزو تركيا حال دون ذلك، وتم تقسيم الجزيرة بالخط الأخضر.
نبذة عن جزيرة قبرص
تقع هذه الجزيرة الرائعة في شمال شرق البحر الأبيض المتوسط، و قد شكل موقع الجزيرة بين أوروبا و قارة آسيا سببا للصراع و النزاع على الجزيرة عدة مرات في تاريخها، وقعت الجزيرة التي تعد ثالث اكبر جزر البحر المتوسط في خلال تاريخها تحت سطوة كل من اليونانيين و الآشوريين و المصريين و كذلك الفرس و الرومان، ثم صارت في عام 330 بعد الميلاد جزءًا من الإمبراطورية البيزنطية حتى جاء ريتشارد قلب الأسد في عام 1191م ليستولي عليها.
ومع ذلك، تخلى عنها سريعا للفرنسيين، ثم استولى عليها الأتراك، واستمرت تحت حكم الدولة العثمانية حتى عام 1878م، ثم سلمت إلى بريطانيا، التي جعلت الجزيرة مستعمرة ملكية عام 1925م، وظلت الجزيرة تحت الاحتلال البريطاني حتى استعادة استقلالها في عام 1960م.
بداية الغزو التركي لقبرص 1974م
بدأت تركيا في توجيه قواتها نحو غزو جزيرة قبرص في شهر يوليو عام 1974م، و استمر الغزو لمدة شهرين تقريبا، نجحت فيهما تركيا في الحصول على مساعيها، في بداية الغزو نجحت القوات التركية في الاستيلاء على شمال جزيرة قبرص حيث استولت على 3% من مساحتها في الشمال، و ذلك قبل ان يتم إعلان وقف إطلاق النار للمرة الاولى، و بعدها تم حل المجلس العسكري اليوناني الذي قام بعمل الانقلاب، و تم تشكيل حكومة ديموقراطية في اليونان.
ومع ذلك، لم تلبث تركيا أن عاودت الهجوم من جديد على جزيرة قبرص، واستولت في هذه المرة على مساحة أكبر من أراضي الجزيرة تقدر بحوالي 40% من مساحتها، حتى تدخلت الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار، وأصبح خط الوقف منطقة تابعة للأمم المتحدة، وعرف هذا الخط باسم الخط الأخضر.
نتائج الغزو التركي لقبرص
أدى غزو تركيا لجزيرة قبرص إلى تشريد الكثير من الأسر، حيث نزح ما يقرب من مائة و خمسين الف شخص من الجزء الشمالي الواقع تحت سيطرة الأتراك إلى الجزء الجنوبي، و في عام 1975م نزح ما يقرب من ستين ألف شخص من القبارصة الأتراك تاركين الجنوب متجهين نحو الشمال، و يرجع سبب ذلك إلى أن جزيرة قبرص مقسمة جغرافيا على الشمال و الجنوب، و يمثل القبارصة الأتراك معظم سكان الشمال، و يمثل القبارصة اليونانيون معظم سكان الجنوب، إذن نستخلص من ذلك أن الغزو التركي لقبرص قام بتقسيم الجزيرة المنقسمة جغرافيا بانقسام سياسي، حيث الجزء الشمالي تابع لتركيا، و الجزء الجنوبي تابع لليونان.
استقلال شمال قبرص
الخط الأخضر يفصل قبرص إلى جزئين، والجزء الشمالي تحت سيطرة تركيا، وهذا ما يعتبره العالم احتلالا. ومع ذلك، أعلنت الجمهورية التركية لشمال قبرص استقلالها عن تركيا، ولكن لم تعترف أي دولة بالاستقلال، ولا يوجد أي حكومة تعترف بإدارة شمال قبرص المستقلة كدولة. ما زالت شمال قبرص محتلة بشكل غير قانوني، خاصة بعد انضمام جزيرة قبرص إلى الاتحاد الأوروبي. لذلك، يعتبر الجزء الشمالي منطقة تابعة للاتحاد الأوروبي.