معلومات عن ” العصر الديفوني ” وسبب تسميتة بهذا الاسم
عصر الديفوني هو رابع عصور حقب الحياة القديمة وهو الذي امتد إلى فترة وصلت إلى حوالي 50 مليون سنة من 400 مليون إلى 350 مليون سنة خلت تفريباً وليس ثمة اتفاق بين العلماء على التاريخ الدقيق إلى بدايته، و العصر الديفوني أشتهر بانتشار جميع الأسماك فيه وهو الذي تم إطلاق عليه أسم عصر الأسماك.
وأيضا في بداية الأرض كانت خالية تقريبا من الكائنات الحية مثل الحيوانات، ولكن سرعان ما تمت السيطرة عليها من قبل المخلوقات الحيوانية المختلفة، وانتشرت أيضا الكائنات الفقارية وظهرت النباتات الوعائية لأول مرة، وتشكلت أقدم الغابات المعروفة، وتمت سيطرة الثدييات والأسماك على المحيطات، وتطورت الأسماك والحيوانات البرمائية.
الرواسب الاقتصادية في العصر الديفوني
تحتوي الصخور الديفونية على عدد كبير من الصخور ذات التركيبة الكيميائية المتنوعة، والتي تنتشر على نطاق واسع، ولذلك فهي تتميز بقيمتها الاقتصادية وتستخدم في العديد من القارات، وتم استخدامها في صناعة الحجارة الخاصة بالبناء والأسمنت والطوب الجيري وألواح السقف، وتحتوي على الرمال التي يتم استخدامها في صنع الزجاج والأنهيدريت والمواد البرية .
يتميز محجر ميتشيجان بأنه يحتوي على الحجر الجيري الديفوني الذي يعد أكبر محجر يحوي الحجر الجيري في العالم، كما تنتشر فيه الخامات الخاصة بالحديد الرسوبي المتواجدة في الصخور الديوانية، وقد شهدت عمليات التغيير الخاصة بالمحجر تغييرا في الخصائص الخاصة به.
ما زالت عمليات استخراج الغاز والنفط من الصخور الرسوبية الديفونية تجري في بنسلفانيا ونيويورك منذ أواخر القرن الماضي، حيث تم اكتشافها في عام 1944. وتتعلق هذه العمليات بجميع التراكمات الهيدروكربونية الكبيرة داخل الصخور الرملية الديفونية تحت السطحية.
وأيضاً أنه تم العثور على العديد من التراكمات في العديد من المناطق بالاتحاد السوفيتي وتم اكتشاف النفط في صخور كربوناتية ديفونية وهذا تحت سطحية في منطقة ليدوك في ولاية البرتا وهذا حيث أنه وجدت العديد من الأكتشافات النفطية الأخرى وأيضاً تم اكتساب المتبخرات الديفونية وهي التي لها أهمية اقتصادية كبيرة في العديد من المناطق وهذا حيث أنه يتم استعمال الملح الصخري والانهيدريت والبوتاس في العديد من الأغراض الهامة.
توزيع القارات في العصر الديفوني
تجدر الإشارة إلى أن توزيع القارات في العصر الديفوني كان مختلفا تماما عما هو عليه اليوم، حيث أكدت العديد من الدراسات الجيولوجية والمغناطيسية القديمة أن جرينلاند وأمريكا وأمريكا الشمالية كانت جزءا من قارة واحدة في العصر الديفوني والتي تعرف باسم لوراسيا. وكانت هذه القارة تقع في المنطقة الاستوائية، مثل القارات الجنوبية الحالية وهي الهند وأفريقيا وأستراليا وأمريكا الجنوبية وأنتاركتيكا، وكانت جميعها متصلة معا وتعرف باسم جندوانا. وكان القطب الجنوبي في ذلك الوقت يقع في منطقة جنوب أفريقيا وكانت أستراليا وشمال أفريقيا قريبتين من خط الاستواء. وفي ذلك الوقت، كانت المياه البحرية تغطي مساحات كبيرة من هذه القارات.
يظهر أيضا أن البحار كانت تشغل هذه المساحة الكبيرة في هذا الوقت، وهي التي تشغلها في الوقت الحالي، وكانت نصف قطر الأرض في تلك الفترة أصغر منها حاليا. كما تكونت في العصر الديفوني العديد من السلاسل الجبلية الخاصة بالطيات المقعرة العظمى “جيوسي ميلينات”، والتي نشأت عن الرواسب البحرية السميكة، ومن الأمثلة على هذه السلاسل حزام هيرسيني أو الفاريسكي الموجود في أوروبا، والذي امتد بشكل كبير من إيرلندا وفرنسا حتى يصل جنوب بولندا، ويمر عبر ألمانيا وبلجيكا.
سبب تسمية العصر الديفوني بهذا الأسم
تم تسمية العصر الديفوني في القرن التاسع عشر باسم العصر الأحمر القديم بسبب وجود الرواسب الأرضية الحمراء والبنية المعروفة في المملكة المتحدة، وهو يشار إليه أيضا باسم الحجر الرملي الأحمر القديم. تم العثور على جميع الأحفوريات القديمة خلال هذه الفترة، ويشار إلى هذا العصر أيضا باسم “عصر الأسماك” بسبب التطور الكبير الذي حدث في الأسماك المختلفة التي ظهرت خلال هذه الفترة. تم تقسيم الأدب القديم في حوض البحر الأنجلو-ويلزي إلى العديد من المراحل، بما في ذلك الدونتي والبيروني والفار لوفي، وتم تضمين هذه المراحل في العصر الديفوني.
تم اعتبار هذا الاسم بعد اكتشاف أول حفريات تعود لهذا العصر في منطقة ديفون في إنجلترا، حيث ظهرت منذ حوالي 400 مليون سنة. وتميزت بعض الأسماك البرمائية في ذلك الوقت بالخياشيم والزعانف القوية، وكانت هناك أيضا ظهور رأسقدميات مثل البحار والأشجار الكبيرة. من الحفريات التي تم العثور عليها للأسماك والمرجانيات الرباعية والسرخسيات، وهي من الأشياء المهمة التي جعلت الجميع يسمي هذا العصر بهذا الاسم. بدأ هذا العصر في ظهور الرباعيات الخاصة بالإنسان وظهرت في العصر السيلوري كما ذكرنا سابقا، وظهرت أنواع جديدة عديدة من الأسماك مثل الفراشات والدودة التي تمتلك 44 ساقا وسرطان البحر وأم الروبيان والعديد من المفصليات.