معلومات عن الشاعر اليوناني قسطنطين كفافيس
في هذا المنزل عاش الشاعر الراحل قسطنطين بترو كفافيس لمدة خمسة وعشرين عاما من حياته.” هذه العبارة توجد في مدخل قاعة الاستقبال في متحف الشاعر الراحل قسطنطين بترو كفافيس في الإسكندرية. إنها مثال حي على أن الموهبة لا تموت أبدا، بغض النظر عن مدة وجودها أمام الجميع. يبدو أن حظ قسطنطين كان جيدا بما فيه الكفاية لتحويل منزله إلى موقع سياحي مشهور في الإسكندرية حيث كان يعيش.
الشاعر اليوناني قسطنطين كفافيس
- ولد قسطنطين بترو كفافيس في التاسع والعشرين من أبريل عام 1863، لعائلة ثرية؛ حيث كانت أمه تنتمي إلى الطبقة الأرستقراطية، وكان والده رجل أعمال، وجده كان تاجر ألماس يوناني، وكان قسطنطين هو التاسع من بين أبناء عائلته.
- كان قسطنطين موليًا بالأدب الإنجليزي والفرنسي، وكان يتحدث اللغة الإنجليزية بطلاقة حتى أن لهجته اليونانية كانت مختلطة بالإنجليزية.
- عانت والدته من فقدان بنتها الصغيرة الوحيدة “هيليني” والتي سبقت قسطنطين في الترتيب، فأخذت تعوض خسارتها في قسطنطين؛ لتتدلله، وتجعله يرتيد معظم الأوقات ملابس الفتيات، وتمشط له شعره كثيراً، ولعل هذا ما فسر ما عُرف عن طبعه بميله للخجل، والانطواء، وأنه نادراً ماكان يعتمد على نفسه.
- كان قسطنطين يشعر برابطة قوية مع والدته، وتألم كثيرًا عند فقدانها في عام 1899، وبعد عام واحد توفي أخوه الأكبر جورج، ثم خسر أخيه الأكبر أريستيديس بعد عامين، ثم في العام التالي توفي أخوه الحبيب ألكسندر، ثم بعده بعشرين عامًا توفي أخوه بول، وأخيرًا توفي أخوه جون.
- في عام 1933، تعرض كفافيس لمرض سرطان الحنجرة وفقد القدرة على الكلام، ولقضاء أيامه الأخيرة، نقل إلى المستشفى اليوناني في الإسكندرية، حتى توفي في نفس تاريخ مولده. وكان يحتفل ذلك اليوم بعيد ميلاده الـ70، والذي كان في التاسع والعشرين من أبريل لهذا العام.
معلومات عن كفافيس الشاعر
- بعد وفاة والده في عام 1870، قضى كفافيس بعض سنوات من حياته في إنجلترا، حيث تشكلت شخصيته الكوزموبوليتية، ونجح في كتابة العديد من القصائد. وبسبب كثرة انتقاده لنفسه، رفض نشر أكثر من مائتي قصيدة في شبابه.
- عاد قسطنطين إلى مكان ولادته (الإسكندرية) في عام 1885، حيث بدأ حياته المهنية كموظف حكومي وسمسار بعد حصوله على دبلوم التجارة، وأصبح شاعرًا.
- قبل أن يصبح امبراطورًا، كان قسطنطين يعمل كصحفي وكاتب مقالات، وكان جمهوره الأول هم زملاؤه وأصدقاؤه الذين كانوا يقرؤون شعره. وعلى الرغم من ذلك، كانت قصائده تتعرض للنقد بسبب خروجها عن التقاليد والمألوف في الشعر اليوناني.
- انتشرت في قصائد قسطنطين مواضيع غامضة عن مستقبله وانغمس في ملذات البشر، كما تعرض لمخاوفه وشكوكه بشأن الجانب الروحاني للحياة، والشعور المستمر بالحنين إلى الماضي، والجدل حول قصائده كان بسبب تناوله لقضية المثلية الجنسية.
- نظرًا للجدل الذي أثارته تلك القضية في ذلك الوقت، فقد تمت معالجتها بشكل أدبي، وعرضت الفنون بشكل بسيط وأشارت إليها بدقة وحساسية، وتعرضت لانتقادات من الجالية اليونانية في الإسكندرية في ذلك الوقت، ولكنها لاقت الترحيب المتوقع من الشعراء.
- رغم الانتقادات الموجهة إليه، إلا أن تبنيه للاحترافية جعله يستمر في الكتابة التي تعبر عن آرائه وأفكاره واتجاهاته.
- استمد الشاعر رؤيته في كتابة قصائده التي لا تنتهي من خلال معرفته بالتاريخ الهيلنستي، وكانت تصل أحيانًا إلى 10 أو 17 مقطعًا.
تصنيفات شعر كفافيس
ولقد صنف كفافيس قصائده الشعرية لثلاثة أنواع، وهي:
- القصائد التاريخية: هذه المجموعة تحتوي على معظم أفكاره ومصطلحاته التي حصل عليها من تاريخ الإسكندرية، ومن خلال معرفته بالثقافة الهيلينية والبيزنطية، بالإضافة إلى تناوله للمشكلة الفلسفية المتعلقة بالحياة البشرية والحياة الأبدية.
- القصائد العاطفية: تتحدث هذه القضية عن الجانب الكبير من الضعف الإنساني وتضم ذكريات الماضي وأحداث الحاضر وآمال المستقبل.
- القصائد الفلسفية: وهي القصيدة التي يتحدث فيها الشاعر عن نفسه، ويتناول فيها أهم الظروف التي تحكم حياته.
تعتبر مرحلة الأربعين من عمره أهم مراحل حياة الشاعر، حيث كتب القصائد التي بدأ في طباعتها ونشرها في تلكالفترة، وذلك في عام 1904م، وتتألف المجموعة الشعرية التي كتبها في تلك المرحلة من 14 قصيدة.
نُشر ديوان آخر عام 1910، وضم قصائد المجموعة الأولى بالإضافة إلى 12 قصيدة أخرى. وتمكن الشاعر من نشر قصائده في مجلة الحياة الجديدة طوال عشر سنوات (من 1908 إلى 1918)، حتى تجاوزت شهرتهفي الإسكندرية ووصلت للشهرة العالمية.
نُشرت قصائد قسطنطين لأول مرة قبل الحرب العالمية الثانية، ثم أُعيدت طباعتها ونشرها عام 1949. ومن أهم الأعمال التي تم تقديم قصائدها بعد ترجمتها للإنجليزية هي:
- قصائد قسطنطين بترو كفافيس عام 1951.
- تم نشر القصائد الكاملة لقسطنطين بترو كفافيس بين 1961 و 1967.
- القصائد المجمعة لقسطنطين كفافيس (2006).
- قصائد مجمعة (2009).
- قصائد غير مكتملة (2009).
متحف كفافيس بالإسكندرية
يرجع تاريخ متحف الشاعر قسطنطين بترو كفافيس إلى كونه كان نزلاً يُدعى “بنسيون أمير”، واختاره قسطنطين للعيش فيه. وقامت القنصلية اليونانية في الإسكندرية بشرائه عام 1991 لتحويله إلى متحف.
يحتوي المتحف على العديد من مقتنيات الشاعر، بما في ذلك المقتنيات التي ورثها عن آله ووالده
- قناع الدفن الخاص بكفافيس.
- الأثاث الخاص بمنزله.
- هدايا من الكنيسة اليونانية.
- تحتوي المؤلفات والأشرطة على أهم قصائد الشاعر المكتوبة بخط يده أو الملحنة والمسجلة.
- هناك العديد من الأيقونات المميزة.
- يضم المجلد الكبير بعنوان “دليل الإسكندرية” العديد من الصور التوثيقية التي تعرض الإسكندرية في تلك الفترة.
- بالإضافة إلى لوحة زيتية للخديوي إسماعيل، الذي كان صديق والد كفافيس.
- توجد لافتات مصنوعة من الرخام في مدخل المنزل تحمل عبارة `في هذا المنزل عاش كفافيس خمسة وعشرون عامًا من حياته`، وهي من الأسوأ.
- يشار إلى أن المتحف كان دائمًا مكانًا للزيارات الهامة، وخاصةً من قبل كبار المسؤولين اليونانيين، وبخاصةً الرئيس اليوناني.
نقد أشعار كفافيس
- لدى كفافيس العديد من المقالات التي كتبها عندما كان صحفياً جديداً، ومن بين أبرز هذه المقالات كان `كفافيس`. ومن بين الجمل التي يذكرها هي:
احتفظ بإيثاكا في ذاكرتك ؛ للوصول إلى وجهتك النهائية. ولكن لا يهمنا الرحلة على الإطلاق. فهناك أفضل من ذلك لسنوات عديدة في الماضي، عندما كنا نستريح في الجزيرة الغنية بكل ما اكتسبته في الطريق، لا تتوقع أن تقدم لك إيثاكا الثروات. وقد استمتعنا برحلة جميلة من إيثاكا. لا شيء آخر ليعطيك. أصبحت لك الحكمة مع الكثير من الخبرة، يجب أن تكون قد فهمت بالفعل معنى إيثاكا.
- ظلت قصائد كفافيس محلاً للاستهداف لسنوات طويلة، بسبب مواضيعها الحساسة للغاية بالنسبة للمجتمع الذي يدافع بشدة عن العادات والتقاليد والأعراف، ويعتبر الشذوذ شيئًا يجب تغطيته وعدم الإعلان عنه أو الشكوى منه.
- قام كفافيس في أسلوب كتابته للشعر باتباع الاتجاه الغير تقليدي، وهذا ما أثار حفيظة الشعراء تجاهه. فآرائه الفلسفية حول الحياة والموت، وموقفه من مقدرات الحياة، بين الاختيار والجبر، أثارت استياء الجميع تجاهه .
- وجّه الانتقاد إلى تعاليم الديانة المسيحية والوطنية الشوفينية، وأعرب بشكل صريح من خلال شعره عن عدم استقامته جنسيًا.
- ربما أصبح التحدث عن هذه القضايا ومناقشتها في عالمنا اليوم أمرًا شائعًا، وعلى الرغم من وجود بعض الاعتراضات، إلا أن ذلك يتطلب التقبل وفقًا لثقافة “الاختلاف” التي أصبحت تحكم الكثير من الأشياء، وأصبحت المعيار الأساسي للفصل في العديد من القضايا التي تتقدم في العالم.
- لذلك، كان من المنطقي أن يحظى شاعرٌ مثل كافافيس بشعره وقصائده بالشهرة والتأييد بعد وفاته بسنوات طويلة، إذ وجد ما قدمه صدىً في الفترة المناسبة تمامًا للاستيعاب.