جمهورية البوسنة والهرسك هي إحدى الدول الواقعة في غرب البلقان، ويقع هرسك في المناطق الغربية من جنوب البلاد والجنوب الغربي، وتقع البوسنة في المنطقة الشمالية والوسطى من البلاد، وتضم عددا من المدن الهامة مثل لوكا وموستار وبنيا، ولكن عاصمة الدولة هي مدينة سراييفو .
الديانة في البوسنة والهرسك
تنتشر في تلك الجمهورية ثلاثة من الأديان وهي الديانة الإسلامية ، والكاثوليكية الرومانية والمسيحية الأرثوذكسية ، وتعود تلك الأديان لعدد من المجموعات العرقية مثل الكروات والصرب والبوشناق ، ولكن هناك طابع عرقي ديني الغرض منه التنازع من القوى الإقليمية من السيطرة على البلاد .
تاريخ جمهورية البوسنة والهرسك
يعتقد العديد من الباحثين في التاريخ بوجود الجمهورية منذ العصر الحجري القديم، ولكن في بداية العصر البرونزي استوطنت بعض الفئات العدوانية المنطقة. ومع ذلك، تشير المعلومات إلى أن هذه الفئات كانت من أصل أوروبي وهندي. وقبل ثلاثة قرون من العصر الميلادي، هاجرت بعض الفئات الأخرى من السلت وهاجموا السكان الأصليين الإليتين للاستيلاء على أراضيهم، ولكن بعض الفئات اندمجت مع الوافدين الجدد .
الطبيعة الجغرافية للبوسنة والهرسك
تمتد جمهورية البوسنة والهرسك على مسافة 51.129 كم من منطقة البلقان التي تقع بالمنطقة الجنوبية من القارة الأوروبية ، ولكن كرواتيا تقع بالقرب منها من عدد كبير من الاتجاهات الغربية والجنوبية والشمالية ، ولكن الجهة الشرقية توجد بها صربيا ، ولكن الجهة الغربية الجنوبية يوجد بها جمهورية الجبل الأسود .
ولكن تلك الدولة تعتبر مغلقة لعدم وجود سواحل بحرية كثيرة بها دون الشريط الساحلي الواقع على البحر الأدرياتيكي الممتد لمساحة تقارب 26 كم ، وتنتشر التضاريس في المناطق الجنوبية والوسطى منها ، والمنطقة الشمالية الغربية تحتوي على التلال ويوجد بالمنطقة الشمالية الغربية السهول .
يتميز المناخ في الدولة بأنه معتدل قاري، حيث يكون الجو حاراً في الصيف وبارداً في الشتاء، وفي بعض الأحيان يمكن حدوث هطول ثلجي، ولكن في منطقة الهرسك الصغرى يكون المناخ متوسطيًا، وتقع تلك المنطقة في الأجزاء الجنوبية من البلاد .
ديموغرافيا البوسنة والهرسك
تم الوصول إلى عدد سكان تلك الدولة حوالي 3،791،622 وفقا لأحدث الإحصاءات التي تمت في عام 2015م، حيث يمثل السنجق 43٪ من هذا العدد، ويعود أصل هذه الفئة إلى السلفيين الجنوبيين الذين اعتنقوا الإسلام قبل حوالي مائة عام خلال فترة الفتح العثماني للمنطقة. والمجموعة الأخرى تتألف من الكروات والصرب، ولكن يطلق على مواطني الدولة اسم البوسنيين بصفة عامة بغض النظر عن الخلفية العرقية .
ومع ذلك، فإن التقسيم بين الهرسكيين والبوسنيين هو تقسيم يعود إلى طبيعة البلاد الجغرافية، ولا يتعلق بالطابع العرقي. ويعود السبب في ذلك إلى حكم البلاد من طبقتين حكومتين هما الجمهورية الصربية واتحاد البوسنة، وإضافة إلى كيان ثالث هو البريتشكو .
الحرب العرقية في البوسنة والهرسك
عند سماع اسم البوسنة والهرسك، يتبادر على الفور إلى الذهن الحرب العرقية التي شهدتها تلك البلاد على يد الصرب ضد المسلمين، حيث ارتكب الصرب أعمال عنف وقتلوا النساء والأطفال والرجال. وتناولت هذه المأساة العديد من وسائل الإعلام العالمية .
اندلعت الحرب في الفترة من مارس 1992 إلى عام 1995، وشاركت فيها عدة دول بما في ذلك جمهورية يوغوسلافيا وكرواتيا والبوسنة والهرسك. قدمت صربيا الظالمة دعما ماليا ومعنويا كبيرا لجيشها لارتكاب المذابح الجماعية ضد المسلمين في البوسنة والهرسك، وهما المجموعتان الأكبر التي تعرضت للتضحية في تلك المعركة وفقا لتقرير المحكمة الدولية للعدل .
نتائج تلك الحرب
ترتب عن تلك المعركة عدد كبير من النتائج الهامة منها تقسيم جمهورية البوسنة والهرسك طبقا لافاقية دايتون ، وقد سقط من الضحايا المدنيين ما يزيد عن 38200 كان أغلبهم من المسلمين وقتل ما يقارب 57700 جنديا ، ولكن تلك الحرب شهدت حالات كثيرة من الإبادة الجماعية بعد الحرب العالمية الثانية .
تم نشر قوات حلف شمال الأطلسي لحماية تنفيذ اتفاق السلام وتجنب الأضرار الجسيمة التي نتجت عنه، كما تم إنشاء مكتب الممثل الأعلى للإشراف التنفيذي على الاتفاق الذي تم لتحقيق السلام .
خلاف برلمان البوسنة والهرسك
حدث تقسيم داخل القوى المسيطرة على البرلمان، حيث كانت الطائفة الأولى تقودها نسبة كبيرة من الصرب وتؤيد البقاء في الاتحاد اليوغوسلافي، في حين كانت الطائفة الثانية تسعى للاستقلال وتقودها الكروات والبوشناق .
زاد تصاعد الخلافات داخل الحزب الصربي من حدتها، حتى أنه تم تشكيل برلمان مستقل يسمى المجلس الوطني لصرب البوسنة والهرسك، الذي أسس في عام 1992 جمهورية صرب البوسنة، وكان لهم فرع حاكم في كرواتيا وشكل الأغلبية الحاكمة في دولة كرواتيا .
ساعدوا في إنشاء مجتمع الكرواتي للبوسنة والهرسك وشكلوا مجلسا سمي مجلس الدفاع الكرواتي، وقضت المحكمة البوسنية، بعد إثبات صحته وبطلانه كما جاء في حكمها وتفسيرها، بأنها جمهورية غير شرعية، وهو ما رفضه الصرب بشكل قاطع، مثلما قاطعوا الانتخابات التي جرت، وكانت نتائجها الموافقة على الاستقلال بأغلبية ساحقة من قبل المشاركين .
مما ترتب عنه زيادة حدة الخلاف العسكري بإقليم سراييفو وقام الصرب بمهاجمة السلطات القائمة في جميع أجزاء الدولة والاعتداء على رموزها ، وسعى الصرب في الاستيلاء على المناطق الموجودة تحت حيازتهم من الأرض ، واستغلت كرواتيا الأمر بشكل سيء ضد حكومة البوسنة والهرسك حتى توسع حدودها ، وتأمين عدد من مناطق البوسنة وكان جيش البوسنة والهرسك غير مجهز للحرب .
واصل المتمردون الحصول على الدعم العسكري من يوغسلافيا واستولوا على مخازن الذخيرة والأسلحة وهاجموا أبناء وطنهم .
استقلال البوسنة والهرسك
حيث تم إعلان الاستقلال عن دولة يوغسلافيا عام 1992 م ، ونشأ عدد من التصدي المسلح وشكلت صربيا الكبرى من المناطق التي يسيطر عليها الصرب ، ولكن في عام 1995 م تم توقيع اتفاق السلام بين أطراف النزاع والذي منه تم الحفاظ على الحدود الدولية للبوسنة والهرسك ، وتم تشكيل حكومة وطنية من جميع الأعراق وتولت ادارة أمور البلاد السياسية والمالية ودبلوماسيا .
أهم مدن البوسنة والهرسك
- تقع مدينة كونتيس في منتصف السراييفو وخلف جبل البرنج، وتعد واحدة من أجمل المدن البوسنية، وتتميز بجسر حجري مكون من 6 أقواس فوق نهر نيريتفا .
- تتميز مدينة سراييفو بتاريخها العريق الذي يتمثل في وجود عدد كبير من المساجد والكنائس، كما تحتوي على مركز تسوق وعدد متنوع من ناطحات السحاب، وهي عاصمة البوسنة.
- مدينة توزلا :تحتوي على عدد من المباني العثمانية الفريدة، ويضم مسجدًا أثريًا يعود تاريخه إلى القرن السادس عشر .