معلومات عن الإنفلونزا أثناء الطفولة ونظام المناعة
كل عام، يصاب ما بين 5 إلى 20 في المائة من الأشخاص بفيروس الأنفلونزا، وحوالي 200،000 منهم يحتاجون إلى الذهاب إلى المستشفى. يتعرض الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاما بشكل خاص لخطر الإصابة بالإنفلونزا، نظرا لضعف جهاز المناعة مع التقدم في العمر. بالإضافة إلى ذلك، يكون الأشخاص كبار السن أكثر عرضة للإعاقة طويلة الأمد بعد الإصابة بالأنفلونزا .
ندرك جميعًا أن أعراض الإصابة بالإنفلونزا تشمل الحمى والسعال والتهاب الحلق وآلام العضلات والصداع والتعب، ولكن يجب علينا أيضًا معرفة كيفية محاربة فيروس الإنفلونزا خلال مرحلة الطفولة باستخدام الجهاز المناعي .
ماهي الإنفلونزا
الأنفلونزا هي مرض معدٍ ينتج عن فيروسات الأنفلونزا التي تصيب الأنف والحنجرة وأحيانًا الرئتين، ويمكن أن يتسبب المرض في أعراض خفيفة إلى شديدة، وفي بعض الأحيان يؤدي إلى الوفاة. وأفضل طريقة للوقاية من الأنفلونزا هي الحصول على لقاح الأنفلونزا كل عام .
يمكن للأنفلونزا أن تسبب مرضا خفيفا إلى شديدا، وقد يؤدي في بعض الأحيان إلى الوفاة. والإنفلونزا مختلفة عن البرد حيث تأتي عادة فجأة. وغالبا ما يعاني الأشخاص المصابون بالإنفلونزا من بعض أو جميع هذه الأعراض مثل الحمى والقشعريرة والسعال والتهاب الحلق وسيلان الأنف أو انسداده وآلام العضلات أو الجسم والصداع والتعب. قد يعاني بعض الأشخاص أيضا من القيء والإسهال، وعلى الرغم من أن هذه الحالة أكثر شيوعا لدى الأطفال أكثر من البالغين .
تأثير الإنفلونزا الأولى على نظام المناعة
يسبب فيروس الأنفلونزا عدوى في الجهاز التنفسي أو الأنف والحلق والرئتين ، ويتم استنشاق الفيروس أو نقله عادةً عن طريق الأصابع إلى الأغشية المخاطية للفم أو الأنف أو العينين ، وينتقل بعد ذلك إلى أسفل الجهاز التنفسي ويرتبط بالخلايا الظهارية التي تبطن الشعب الهوائية الرئوية عبر جزيئات محددة على سطح الخلية .
عندما يدخل الفيروس إلى الخلية، يسرق آلية صنع البروتين في الخلية لإنتاج بروتينات فيروسية خاصة به وإنتاج المزيد من جزيئات الفيروس، وعندما تصبح جزيئات الفيروس جاهزة، يتم إطلاقها من الخلية، وتستطيع بعد ذلك غزو الخلايا المجاورة .
تؤثر الأنفلونزا على الجهاز المناعي لدى الأطفال وذلك بسبب تناول الكثير من الأدوية والمضادات الحيوية التي تضعف جهاز المناعة ، وبالتالي لابد من تقوية جهاز المناعي لكي يستطيع التصدي بشكل كامل لجميع الفيروسات ، ويمكن ذلك من خلال الحصول على مصل الإنفلونزا الموسمي بالإضافة إلى تناول الأطعمة والمشروبات التي تساعد على تقوية جهاز المناعة .
العلاقة بين السلالة الأولى من الإنفلونزا واستجابة نظام المناعة
على مدى عقود كان العلماء وأخصائيو الرعاية الصحية يشعرون بالحيرة من حقيقة أن نفس سلالة فيروس الإنفلونزا تصيب الأشخاص بدرجات متفاوتة من الشدة ، وفي عام 2016 قدم فريق دراسة توضح أن التعرض لفيروس الأنفلونزا في الماضي يحدد استجابة الفرد للعدوى اللاحقة وهي ظاهرة تسمى بصمة المناعة .
وقد ساعد هذا الاكتشاف في قلب الاعتقاد السائد السابق بأن التعرض السابق لفيروس الأنفلونزا يمنح حماية مناعية ضئيلة أو معدومة ضد السلالات التي يمكن أن تقفز من الحيوانات إلى البشر ، مثل تلك التي تسبب ما يسمى بأنفلونزا الخنازير أو أنفلونزا الطيور ، وهذه السلالات التي تسببت بالفعل في مئات الحالات غير المباشرة من الأمراض الخطيرة أو الوفاة في البشر ، تثير قلقًا عالميًا لأنها قد تكتسب طفرات تسمح لها ليس فقط بالانتقال بسهولة من الحيوانات إلى البشر ولكن أيضًا تنتشر بسرعة من شخص لآخر .
في هذه الدراسة، يقوم الباحثون بدراسة ما إذا كانت البصمة المناعية يمكن أن تشرح استجابة الأشخاص لسلالات الإنفلونزا التي تنتشر بالفعل بين البشر، وإلى أي مدى يمكن أن تشرح الاختلافات الملحوظة في مدى تأثير الإنفلونزا الموسمية بشدة على الفئات العمرية المختلفة .
كيفية عمل نظام المناعة ضد فيروس الإنفلونزا
غالبا ما يصارع نظامنا المناعي لتمييز سلالات الإنفلونزا الموسمية ذات الصلة الوثيقة والدفاع عنها، على الرغم من أنها تنتمي إلى الأخوات الوراثية وإخوان السلالات التي انتشرت من قبل، وهذا يشكل أمرا محيرا لأن بعض فيروسات الإنفلونزا الوراثية الثالثة التي ظهرت في الطفولة، يمكن لنظامنا المناعي التعرف عليها والدفاع ضدها .
من الواضح أن هناك شيئًا ما يضعف مناعة السلالات التي تراها بشكل ثانوي ، حتى لو كانت تنتمي إلى نفس المجموعة التي تعرضت لها ، حيث أن النوع الفرعي الثاني من الإنفلونزا الذي تتعرض له ليس قادرًا على إنشاء استجابة مناعية تكون وقائية ومتينة مثل الأولى ، بمعنى آخر قدرتنا على محاربة فيروس الأنفلونزا لا تحددها الأنواع الفرعية التي واجهناها على مدار حياتنا فحسب ، ولكن أيضًا بالتسلسل الذي واجهناه فيه .