معلومات عن الإسفنجيات
الإسفنجيات هي أبسط أشكال الحيوانات متعددة الخلايا، وهي متنوعة للغاية وتأتي في مجموعة متنوعة من الألوان والأشكال والتعقيدات الهيكلية، وتحتوي على العديد من المسام الصغيرة في جدرانها، مما يسمح بتدفق الماء إليها، بالإضافة إلى العديد من الخصائص الأخرى .
تعريف الإسفنجيات
الإسفنجيات (بالإنجليزية: الإسفنج) ، هي كائنات بحرية بدائية متعددة الخلايا ، وتعرف أيضا بـ “فرع الإسفنجيات” ؛ يقدر عددهم بحوالي 5000 نوع موصوف ويعيشون في جميع المحيطات ، حيث يوجدون في المرتفعات المدمجة ومناطق المد العالي حتى عمق 8500 متر (29000 قدم) أو أكثر .
تم العثور على أفراد من عائلة واحدة في المياه العذبة وهي المعروفة باسم “Spongillidae”، ومع ذلك فإنها تمثل 98٪ من جميع أنواع الإسفنجيات البحرية؛ حيث تفتقر الإسفنجيات البالغة إلى الأنظمة العصبية والعضلية المحددة، ولا تظهر حركات واضحة لأجزاء الجسم الخاصة بها .
وصف الإسفنجيات
اعتبر علماء الطبيعة الأوائل أن الإسفنجيات عبارة عن نباتات ، وذلك بسبب شكلها المتفرع المتكرر وافتقارها إلى الحركة الواضحة ، والتي تم وصفها لأول مرة على أنها كائنات حيوانية في عام 1755 ميلاديًا ، وتم تأكيد الطبيعة الحيوانية للإسفنجيات باعتبارها كذلك في عام 1765 ميلاديًا ، وذلك بعد ملاحظة تياراتها المائية وتغيرات قطر الفتحات في التجويف المركزي .
فيما يتعلق بالهيكل والوظيفة والتطور، تتميز الإسفنجيات بتفاوتها عن الحيوانات الأخرى، ومن أبرز مميزاتها عدم وجود أعضاء؛ يعتبر العديد من علماء الحيوان أن الإسفنج يشغل موقعا مستقلا في مملكة الحيوان وتصنف تحت المجموعة “Parazoa.” ومع ذلك، تشير البيانات الجزيئية إلى أن الإسفنج والحيوانات المعقدة تتطورت من سلف مشترك، ومن المرجح أنها حيوانات ذات نية حسنة ولم تتفرع في خطوط تطورية أخرى .
تقسيم الإسفنجيات
يمكن تقسيم شعبة الإسفنجيات إلى ثلاث فئات بناءً على تكوين العناصر الهيكلية، حيث تشكل فئتا “Calcarea” و “Hexactinellida” معًا حوالي 10 إلى 20 في المائة من أنواع الإسفنج المعروفة، بينما يصنف 80 إلى 90 في المائة المتبقية من الإسفنج ضمن فئة “Demospongiae .
استخدام الإسفنجيات
كانت الهياكل العظمية المرنة اللينة لأنواع معينة من فئة “Demospongiae” (على سبيل المثال : Spongiaofficinalis Hippospongiacommunis”،”S. zimocca”، “S. graminea ) أدوات منزلية مألوفة منذ العصور القديمة ؛ حيث أنه في اليونان القديمة وروما، تم استخدام الإسفنج لتطبيقات الطلاء، والمماسح، ومن قبل الجنود كبدائل أوعية الشرب .
خلال العصور الوسطى اشتهر الإسفنج المحترق بقيمته العلاجية في علاج الأمراض المختلفة ، كما يستخدم الإسفنج الطبيعي الآن في الغالب في الفنون والحرف اليدوية مثل صناعة الفخار والمجوهرات والطلاء والتزيين ، وفي الطب الجراحي كذلك؛ لكن استبدل الإسفنج الاصطناعي إلى حد كبير بالإسفنج الطبيعي من أجل الاستخدامات المنزلية .
الإسفنج الحي هو كتلة تحتوي على خلايا وألياف، ويحتوي على نظام معقد من القنوات التي تمر بفتحات ذات أحجام مختلفة عبر الجلد البني الداكن أو الأسود الصلب، وقد تحتوي على أطراف حساسة من الألياف التي تخترقها. فقط بعد تنظيفها بشكل كامل من الملايين من الخلايا الحية، تشبه الإسفنجيات الحية الإسفنجيات التجارية العادية (هيكل ناعم ومرن للإسفنج) .
عادة ما يتم حصاد الإسفنج الذي يحمل قيمة تجارية، والذي يمكن العثور عليه من مستوى المد والجزر إلى عمق حوالي 200 قدم، عن طريق التثبيت أو الحصاد في الأماكن الضحلة، أو الغوص على الجلد، أو عن طريق الصيد في المياه العميقة، وعلى الرغم من أن الإسفنج الأكثر قيمة يتواجد في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط، إلا أنه يتم حصاده أيضا قبالة الساحل الغربي لولاية فلوريدا وفلوريدا كيز، وفي جزر الهند الغربية وقبالة المكسيك وبليز، وإلى حد ما قبالة الفلبين؛ نظرا لأن الإسفنجيات قادرة على تجديد الأجزاء المفقودة، فإنه يمكن زراعة هذه الإسفنجيات من شظايا صغيرة .
قيمة الإسفنجيات
السبب في أنالإسفنجيات ذات قيمة علمية عالية هو لما يلي:
- تنظيمها الخلوي غير المعتاد : الخلايا لا تشكل أنسجة أو أعضاء مثل تلك الموجودة في الحيوانات الأخرى .
- قدرتها على تجديد الأجزاء المفقودة : يمكن لهذه الأسفنجيات، إذا فقدت أي عضو من أعضائها، أن تجدد هذا العضو المفقود .
- خصائصها الكيميائية الحيوية : يحتوي على مركبات غير معروفة في الحيوانات الأخرى بكثرة .
الإسفنجيات تشكل جزءًا هامًا من الحياة البحرية العميقة (البنثوس) وقد ترتبط بكائنات أخرى .
نطاق الحجم وتنوعات الهيكل واللون للإسفنجيات
حجم الإسفنجيات
يبلغ حجم معظم الإسفنجيات بضعة سنتيمترات فقط ، ولكن بعض الإسفنجيات يكون على شكل جرة أو بدون شكل أقل من سنتيمتر واحد (0.4 بوصة) ؛ بينما البعض الآخر على شكل المزهريات أو الأنابيب أو الفروع ، وقد يكون طوله من متر إلى مترين (3.3-6.6 قدم) ، وقد يصل قطر الكتل المستديرة العريضة إلى متر أو مترين ؛ قد يختلف الحجم داخل الأنواع باختلاف العمر والظروف البيئية وإمدادات الغذاء .
تنوع الهيكل للاسفنجيات
تتباين الإسفنجيات بشكل كبير في مظهرها الخارجي، حيث تكون بعضها شجريًا ويحتوي على فروع تشبه الأصابع، في حين أن البعض الآخر (لا سيما في فئة “Demospongiae”) هو عبارة عن كتلة غير منتظمة أو غير متبلورة، والتي تشكل كتل رقيقة على الأشياء أو تكون على شكل وسادة .
بعض الأنواع في فئة الـ Demospongiae لها أشكال كروية محددة بشكل جيد كما هو الحال في “Tethyaaurantium” ، برتقال البحر ؛ وقد يكون البعض الآخر على شكل كوب أو مروحة ؛ تتشكل الإسفنجيات الجيرية من جنس “”Scypha مثل الأكياس الأنبوبية ، مع فتحة (Osculum) في الحافة ؛ كما أن أعضاء الـ”Hexactinellida” منتصبة أو أسطوانية ، مع قاعدة تشبه الساق
لون الإسفنجيات
يختلف لون الإسفنجيات وغالبًا ما تظهر بألوان محايدة أو باهتة أو بنية في المياه العميقة، بينما تتراوح ألوان الإسفنجيات في المياه الضحلة بين الأحمر والأصفر والبرتقالي والبنفسجي، وأحيانًا الأسود، وتكون غالبًا ما تكون زاهية .
معظم الإسفنج الكلسي أبيض كما أن بعض الإسفنج(على سبيل المثال : تكون الإسفنجيات العائلة الاسفنجية (Spongillidae) خضراء في الغالب بسبب وجود الطحالب الخضراء داخلها في علاقة تكافلية، وتكون بعضها الآخر بلون البنفسجي أو الوردي لأنها تحتوي على طحالب تكافلية باللون الأزرق والأخضر .
هذه المتعاطفات يمنحون الإسفنجيات هذه الألوان طالما يتوفر الضوء ؛ حيث تصبح الإسفنجات بيضاء في الظلام عندما لا يحدث التمثيل الضوئي ولم تعد تنتج أصباغ الطحالب المستخدمة في التمثيل الضوئي ؛ هناك سمة أخرى متغيرة في الإسفنج وهي الاتساق ، والتي قد تتراوح من الحالة الناعمة واللزجة لبعض الأنواع المغمورة إلى الجودة الحجرية الصلبة لنوع “بتروسيا” ؛ بالإضافة إلى ذلك، قد يكون سطح الإسفنج ناعم مخملي خشن ، مع عناصر هيكلية بارزة تدعى “spicules” ، أو “conulose” (أي يتم توفيرها مع نتوءات مخروطية تسمى conuli) .
تتمتع الإسفنجيات بقوة وهياكل عظمية كثيفة تتكيف جيدًا مع بيئتها، ونظرًا لأنها تعيش في كل مكان تقريبًا، فإنها تتكيف مع المناطق والأسطح التي تنمو فيها، مما يجعلها سهلة الزراعة والاستخدام في العديد من الأغراض .