معلومات عن اصحاب الرس والنبي الذي ارسل فيهم
أصحاب الرس: ذكر الله تعالى في القرآن الكريم عن أصحاب الرس في مواضع متعددة، حيث قال تعالى في سورة ق (كذبت قبلهم قوم نوح وأصحاب الرس وثمود)”، وفي سورة الفرقان (وعادا وثمود وأصحاب الرس وقرونا بين ذلك كثيرا * وكلا ضربنا له الأمثال وكلا تبرنا تتبيرا)، ويقال أن أصحاب الرس هم أهل إحدى قرى ثمود التي تدعى اذربيجان، حيث كان هناك بئر يسمى الرس وكانوا يوكلون الأنبياء الذين أرسلهم الله لهم في هذا البئر.
معلومات عن اصحاب الرس والنبي الذي ارسل فيهم:
يقال إنهم كانوا أهل قرية من قرى ثمود تقع بالقرب من بئر الرس، وكان ملكهم يدعى تركوذ بن غابور بن يارش بن ساذن بن نمرود بن كنعان. كانوا يعبدون شجرة صنوبر عملاقة تنمو في العين، وحرموا أي شخص من شرب ماء العين، ويقتلون أي كائن حي يشرب منها، سواء كان إنسانا أو حيوانا. ويجتمعون كل شهر لتقديم القرابين والهدايا للشجرة، ويذبحون الحيوانات حتى ترضى الشجرة عنهم.
– وقد أرسل الله إليهم الرسول حتى يدعوهم لعبادة الله تعالى وحده لا شريك له، لكنهم كذبوا الرسل وقتلوهم، عن طريق وضعهم في بئر الرس وأغلقوا البئر فقوقهم، حيث يقال أنهم من قتلوا حبيب النجار حيث قال تعالى (وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ * إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ * قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنْزَلَ الرَّحْمَنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ).
– كان إبليس هو من يحرك شجرة الصنوبر ويحركها ويتكلم عنها، وطلب منهم الرقص والغناء والسجود للشجرة، ويطلب منهم الكثير من القرابين، ولما طال كفرهم بعث الله تعالى أحد الرجال الصالحين الذي لم يكن من عباد هذه الشجرة، وهو النبي حنظلة بن صفوان ويعود نسبه إلى يهودا بن يعقوب، ودعاهم إلى عبادة الله تعالى وحده لا شريك له، وترك عبادة الشجرة، لكنهم كذبه ولم يؤمنون به سوى القليل من الفقراء.
– خاف الملك من أن يكثر عدد من لا يؤمن بالشجرة، قرر أن يؤذيهم في نبيهم فقتل كل ما يملك من حيوانات، حيث قبل أنهم شربوا من العين المقدسة، وعندما قتلوهم أمام الجميل أخذ النبي حنظلة بالدعاء إلى الله حيث قال، ( يا رب ان عبادك أبوا إلا تكذيبي وغدوا يعبدون شجرة لا تضر ولا تنفع , فأيبس شجرهم اجمع وأرهم قدرتك وسلطانك).
– سخر الكفار من دعاء النبي ولم يصدقوا أن تيبس شجرتهم، ولكن بعد وقت قليل يبست جميع الأشجار في القرية والقرى المجاورة، فانقسم الناس إلى قسمين فهناك من قال أن الاله غضب بسبب دعاء النبي حنظلة ، وقال الآخرون أن هناك سحر أصاب الشجرة على يد النبي حنظلة، ثم اجتمعت كل الآراء أن قلت حنظلة هو الذ سيعيد لهم الاله من جديد.
– قاموا اصحاب الرس بحفر بئر ووضعوا فيها نبيه ووضعوا فوق البئر حجر كبير، وقالوا نتمنى أن ترضى عنا الشجرة، ولم يبالوا بسماع صوت النبي حنظلة وهو يدعوا الله ويقول (سيدي قد ترى ضيق مكاني وشدة كربي، وقلة حيلتي، وعجل بقبض روحي ولا تؤخر إجابة دعوتي)، فاستجاب الله دعوته وقبض روحه، وتوفى النبي حنظلة بعدما ظلمه قومه.
انتظر أهل الرس عودة شجرتهم مجددا بعدما قتلوا نبيهم الذي سحرها وغضبها، فأهلكهم الله في عيدهم الشهري، حيث أرسل عليهم ريحا قوية أذابت أجسادهم. وقال الله تعالى لجبريل عليه السلام: “أيظن عبادي هؤلاء الذين غرهم حلمي وأمنوا مكري وعبدوا غيري وقتلوا رسولي أن يقوموا لغضبي أو يخرجوا من سلطاني؟ كيف وأنا المنتقم ممن عصاني ولم يخش عقابي، وإني حلفت بعزتي لأجعلنهم نكالا وعبرة للعالمين.