غالبا ما تبهرنا الطبيعة بلوحاتها الخلابة التي تخلقها بمفردها تماما دون أي تدخل بشري. ويمكننا رؤية ذلك بوضوح في التصاميم الرائعة للجبال والبحيرات الصغيرة التي تشكلت نتيجة لظواهر طبيعية. ولذلك، هناك قائمة طويلة من عجائب الدنيا التي لم يخلقها البشر بل عجزوا عن تفسيرها العلمي، ومن بين هذه الأماكن الغريبة توجد `أعمدة دولريتس` في أستراليا .
موقع أعمدت دولريتس
تقع سلسلة اعمدة دولريست الساحرة في جزيرة ( تسمانيا ) في أستراليا ، حيث تنتشر الاعمدة الصخرية على طول الساحل الغربي للجزيرة ، ويصل ارتفاع هذه الأعمدة إلى 300 متر فوق سطح البحر ، كما أنه تمتد على طول الساحل الغربي لمسافة 4000 كيلو متر ، مما يجعل الأعمدة تظهر للقادمين إلى الجزيرة وكأنها أشخاص يصطفون لحمايتها .
كيف تكوَّنت أعمدة دولريتس في جزيرة (تسمانيا)
يتوقع علما الجيولوجيا وعلوم البيئة أن السبب وراء تكون أعمدة دولريتس هو حدوث انفجار بركاني عظيم منذ ملايين السنين ، وبسبب هذا البركان قد اندفعت صخور منصهرة من باطن الأرض إلى أعلى ، ولكن تعرضها وتفاعلها مع برودة الجو الشديدة جعلها تبرد بسرعة ، وأثرت أيضاً هذه البرودة الشديدة في تكوين بلورات صغيرة تظهر حتى اليوم على سطح الصخور المكونة للأعمدة .
التبريد المنخفض جعل الصخور تتقلص بشدة وتتكون على شكل أعمدة منفصلة بسبب الشقوق التي تنتج عنها، وعلى الرغم من ارتفاع الأعمدة دولريتس إلى 300 متر من سطح البحر، فإن قطر العمود الصخري الواحد لا يتعدى السنتيمترات، وهناك نوعان من هذه الصخور، أحدهما له ستة جوانب والآخر له خمس جوانب .
ويعتقد علماء الجيولوجيا أن هذه الأعمدة قد تشكلت في ( العصر الجوارسي ) وهو العصر الذي عاش فيه الإنسان و الديناصورات معاً قبل حوالي 185 مليون عام تقريباً ، وأن هذا البركان قد وصلت أثاره إلى ثلث جزيرة ( تسمانيا ) .
على الرغم من أن أعمدة دولريتس من أكثر الأماكن التي تميز سواحل الأسترالية ، إلا أنها ليست فريدة من نوعها فتوجد أيضاً أماكن شهيرة تحتوي على سلاسل من الصخور العمودية التي تكونت بفضل براكين أيضاً أحدثت سلاسل من الجبال الصخرية التي أصبحت من أهم الأماكن السياحية التي يذهب لها هواءة رياضة تصلق الجبال والتخييم مثل :
– الجسر العملاق في إيرلند .
– وبرج الشيطان في ولاية (وايومنغ) في الولايات المتحدة .
– سلسلة جبال ولوس أورغانوس في إسبانيا .
– كهف فينغال في إسكتلندا .