معلومات عن أصحاب الحجر
أطلق على أصحاب الحجر هذا الاسم نسبة إلى موقعهم في مدائن صالح في المملكة العربية السعودية. كانوا قوم ثمود، وأرسل النبي صالح إليهم لهدايتهم، وأرسل معه معجزة حية وهي ناقة صالح، التي ميزها الله عن بقية الحيوانات، وربط مصيرهم بمصير هذه الناقة. لكنهم خالفوا العهد وعقروا الناقة، فوقع عليهم العذاب الأليم وهو الصيحة.
صالح نبي الله :
هو أحد الأنبياء المرسلين صلوات الله وسلامه عليهم، أرسل في قومه قوم ثمود وقد سميت قبيلة صالح بقوم ثمود نسبة إلى جدهم الأكبر ثمود بن عامر بن غرم بن سام بن نوح عليه السلام، كانوا قوماً جبارين في الأرض يعبدون الأوثان من دون الله ويرتكبون المعاصي والمنكرات لذلك بعث الله إليهم نبياً منهم يهديهم ويعلمهم ويرشدهم إلى الصواب وهو عبادة الله وحده وترك عبادة الأصنام التي لا تنفع ولا تضر.
أصحاب الحجر قوم ثمود :
كانت قبيلة ثمود إحدى القبائل التي تعبد الأوثان في شبه الجزيرة العربية، وقد اشتد بهم الكفر والشرك بالله، لذلك بعث الله فيهم نبي الله صالح والذي كان واحداً منهم ليهديهم ويرشدهم إلى عبادة الله وترك عبادة الأصنام، وكذلك البعد عن المنكرات والمعاصي، إلا أنهم أنكروا نبوته وأنكروا ما جاء به، حيث أخبرنا الله تعالى في كتابه : “كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلَا تَتَّقُونَ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ” وطلبوا الإثبات بالدليل على نبوته بأن يأتي بمعجزة تشهد له بالنبوة.
خروج الناقة من الصخر :
وبالفعل أيد الله نبيه بمعجزة كبيرة وأية واضحة للجميع، وفي حشد من الناس خرجت الناقة من الصخرة بعد انقسامها إلى جزئيين، بدون أم أو أب وبدون ولادة، فكانت آية ودليل على صدق صالح الذي اخبرهم أنها ناقة الله وأنه يجب عليهم أن يتركوا الناقة تأكل حيث تشاء وتبيت حيث تشاء ولا يقربها احد حتى لا يلقى العذاب من الله.
عاشت القرية في أمان ورخاء، حيث كانت الناقة تشرب في يوم والقبيلة تشرب في اليوم الآخر وتزدهر الخير وتعم جميع أرجاء القبيلة. كانت الناقة تنتج اللبن في اليوم الذي تشرب فيه لتكفي جميع أفراد القبيلة. ومع ذلك، قام بعض المتعصبين داخل القبيلة الرافضين لدعوة صالح بإثارة الفتنة بين الناس. وهم يشككون في أنه إذا تركنا الماء لها يوما ونحن في اليوم الآخر، فإنها ستستخدم من مخزون الماء لدينا ولن يتبقى إلا القليل. لذا يجب علينا التخلص منها. ووافق الكثيرون منهم على ذلك، باستثناء عدد قليل خرجوا مع صالح خارج القرية، حيث أخبرهم صالح أن العذاب لا محالة سيحل.
ذبح الناقة وخروج الصاعقة :
نصح صالح قومه بأن لا يستمعوا لهؤلاء القوم إلا انهم أبو ولم يستمعوا لتحذيراته وتنبيهاته، وقاموا بعقر الناقة ونحرها، لذلك أمر صالح أتباعه بالخروج من القرية وتوعدهم بالعذاب بعد ثلاثة أيام وبالفعل خرج صالح هو وأتباعه ولم يبقى إلا الكافرين الذين قاموا بذبح الناقة وعقرها وقد أخبرنا الله تعالى عن هذه الحادثة في كتابه الكريم حيث قال : “فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا” ظل الكافرين لمدة ثلاث أيام يستهزئون فيها من صالح ومن وعده الكاذب حتى انتهت المهلة وبالفعل في فجر اليوم الرابع جاء العذاب الذي وعدهم الله إياه، وهي الصيحة، فقد كانت صيحة واحدة مات فيها جميع من في القرية.