العالمحروب

معركة مقديشو (1993)

هذا ليس عنوانا للجذب، بل هو حقيقة حول هذا البلد الذي يعد أفقر شعوب العالم، فقد تمكن من هزيمة الولايات المتحدة بدون أسلحة متطورة أو طائرات، وبدون جيش قوي.. وعلى الرغم من أن الجيش الأمريكي كان يمتلك كل أدوات الحرب الحديثة والمتطورة، إلا أنه أعلن هزيمته وانسحب من الصومال دون رجعة. دعونا الآن نروي لكم هذه القصة المثيرة جدا من البداية .

استقلال الصومال : كانت الصومال مقسمة إلى ثلاثة أقسام: الفرنسي والإيطالي والبريطاني. وفي عام 1960، استقلت الأجزاء الإيطالية والبريطانية وأصبحت جمهورية الصومال المتحدة. وفي عام 1977، استقلت الجزء الفرنسي وتحول إلى دولة جيبوتي. وحدثت العديد من النزاعات خلال هذه الفترة، مثل نزاع حدودي بين الصومال وكينيا في عام 1963، ونزاع بين الصومال وإثيوبيا في عام 1964، وحدث العديد من النزاعات المسلحة. وكان حلم كل صومالي هو “الصومال الكبير”، وهو وطن واحد لجميع الصوماليين .

صعود الرئيس محمد سياد بري إلى الحكم : في 21 أكتوبر 1969، تولى محمد سياد بري الحكم عن طريق الانقلاب العسكري.

سقوط نظام محمد بري و أسباب السقوط :قام محمد بري بتنفيذ سياسة شيوعية ماركسية في إدارة شؤون البلاد، وحكم البلاد بالشدة والعنف والدكتاتورية. كما أنه اقتبس تجربة الصين في القطاع الزراعي والبنية التحتية، واعتمد طريقة جديدة في كتابة اللغة الصومالية باستخدام الأحرف اللاتينية بدلا من العربية. قام بالقبض على أعضاء الحكومة السابقة وحل البرلمان والمحكمة العليا وتعليق الدستور، وحظر الأنشطة العشائرية وإحلال الولاء إلى نظامه بدلا من الولاء للعشيرة. واعتقل وسجن كل من يعترض على هذا الأمر، مما دفع الشعب للتمرد عليه. اندلعت الحرب في السادسة والعشرين من شهر يناير بعد سقوط نظام محمد سياد بري. حاول النظام العودة إلى الحكم مرة أخرى، لكنه فشل. وبعد فشل جميع الجهود في إقامة حكومة دستورية في البلاد، أعلن الإقليم الشمالي انفصاله تحت اسم “جمهورية أرض الصومال”، ودخلت باقي الأقاليم والمحافظات في حرب أهلية كبيرة جدا .

تدخل الولايات المتحدة الأمريكية في شئون البلاد : بقرار من مجلس الأمن الدولي، تدخلت الولايات المتحدة على أساس الإغاثة والإنسانية وإعادة الأمان والاستقرار إلى الصومال بعد انهيار الحكومة المركزية. واجتمع مجلس الأمن الوطني في اليوم الثالث من شهر ديسمبر عام 1992 ووافق على قرار رقم 794 الذي ينص على تشكيل قوة حفظ السلام بقيادة الولايات المتحدة وسميت هذه القوة باسم “يونيتاف”، والتي كانت تهدف إلى تقديم المساعدة الإنسانية والسلام ومساعدة الصومال على التغلب على الظروف المأساوية التي واجهتها من مجاعة ومشاكل سياسية واقتصادية .

معركة مقديشو (1993) : قام جورج بوش الأب بإرسال الجنود الأمريكيين إلى الصومال على أساس أنها مهمة إنسانية وقصيرة جدا .. ولكن في الحقيقة لم يكن الأمر كذلك ولكن كان من أجل طمع الولايات المتحدة الأمريكية أن تأخذ بناصية التجارة البترولية حيث كان هناك معلومات من بعض المصادر تقول أن في المستقبل سوف يكون هناك استكشاف بترولي وهذا الأمر مازال حتى اليوم موضع جدل، وفي بداية الأمر الصوماليون في غاية السعادة بالجنود الأمريكان بعد تقديم المساعدات الغذائية إلى الصومال.. ولكن سرعان ما انقلب الأمر وتحولت هذه السعادة والحب إلى عداء وكراهية بعد أن أردك الصوماليون النوايا السيئة والخبيثة إلى الولايات المتحدة وخاصة بعد توسع الغزو الأمريكي.. لذلك قام شعب الصومال بالمقاومة وكان المحفز الأساسي لهم هو محمد فارح عيديد وهو أحد زعماء الحروب في الصومال، وحدثت اشتباكات بين الصوماليين وبين القوات الأمريكية في العاصمة الصومالية مقديشو، وكانت القوات الأمريكية تتخذ من مطار مقديشو الدولي قاعدة لهم لإطلاق العملية العسكرية من أجل القبض على محمد فرح عيديد، وأسفرت هذه المعركة عن قتل تسعة عشر أمريكي وأربعة وعشرون باكستاني، وسقوط مروحيتين أمريكتين من طراز بلاك هوك.. وطارد الصوماليون القوات الأمريكية في الشوارع وتم قتلهم وسحلهم في شوارع مقديشو وفي اليوم الثالث من شهر مارس إلى عام (1994) أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية انسحابها من مقديشو .

فيلم سقوط الصقر الأسود (Black Hawk Down)  : إذا كنت ترغب في الاقتراب أكثر من واقع الأحداث، يجب عليك مشاهدة فيلم أمريكي أنتج في عام 2001 يتحدث عن الحرب في الصومال وعملية تحرير طاقم الطائرة التي سقطت بضربة القاذفة أر جي بي، ويتم إنتاج الفيلم من قبل شركة كولومبيا بيكشر الأمريكية، وإخراج ريدلي سكوت، وبطولة جوش هارتنت .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى