معركة خزاز التي حدثت قبل ظهور الاسلام
تقع معركة خزاز التي حدثت في جبل خزاز بالقرب من بلدة تسمى دخنة في نجد، وبالتحديد في القصيم. يتميز هذا الجبل بأنه كبير وأحمر اللون ويحتوي على أحجار من الجرانيت، ويبعد موقعه عن مدينة الرس بحوالي 49 كيلومترًا إلى الجنوب.
اسباب حدوث معركة خزاز
ذكر الكاتب عبدعون الروظان في كتابه الشهير `موسوعة تاريخ العرب` وصفا تفصيليا لمعركة خزاز التي وقعت قبل ظهور الإسلام والدعوة لعبادة الله الواحد الأحد. كان العرب في فترة الجاهلية يشهدون العديد من المعارك ويتقاتلون مع بعضهم البعض، وكانت معركة خزاز واحدة من أشرس المعارك التي شهدتها الجزيرة العربية، حيث قاتل سكان الشمال مع سكان الجنوب، وتحديدا بين قحطان وعدنا.
كان القحطانيون، الذين يسيطرون على قبائل عدنان في شمال الجزيرة العربية، يخططون للتخلص من سيطرة العدنانيين عليهم. وكانت بين أهل الجنوب وأهل الحبشة حروب كثيرة أضعفت قوتهم. ولذلك، وجد العدنانيون فرصة للتغلب على القحطانيين.
اسباب تمرد اهل عدنان على الجنوب
كان أهل الجنوب في اليمن قد ولوا رجلا يدعى زهير بن جناب، وهو رجل من قبيلة تغلب وقبيلة بكر في الشمال، وهما من قبيلتي ربيعة التي تسكن شمال الجزيرة العربية. كان زهير بن جناب رجلا قويا وعنيفا لا يرحم. وكان يخرج بنفسه ليجمع الخراج من أهل بكر وتغلب. وعندما امتنعوا، كان يقطع عنهم الماء والمرعى، فيجوعون ويعانون من العطش، ويصابون بالجفاف والفقر. وفي إحدى المرات، لم يتمكن أهل بكر وتغلب من سداد الخراج لزهير بن جناب، ورفض هو بدوره أن يمنحهم مهلة لجمع المال وسداده.
اندلعت ثورة في قبيلة بكر وفاز أبناء قبيلة ربيعة
بعد رفض زهير بن جناب منح القبائل مهلة لسداد الخراج، قام بمنعهم من الوصول إلى الماء والمرعى. تقريبا ماتت المواشي جوعا ولم يجدوا ماء للشرب أو لسقي ماشيتهم. لقد كانت هذه القبائل تعاني بالفعل من الفقر الذي جعلهم غير قادرين على سداد الخراج، وبالتالي تفاقمت الأمور وتعرضوا لظلم شديد. لم يجدوا سبيلا للخروج سوى الثورة ضد زهير بن جناب.
مكيدة لقتل زهير بن جناب
لم يككن باستطاعة القبائل الضعيفة ان تعلن الحرب صريحة و واضحة على عرب الجنوب، او على زهير بن جناب و حاشيته، فلم يجدوا امامهم سوى ان يحاولوا قتله، و دبروا لذلك بالفعل، و لكن محاولتهم باءت بالفشل، حيث نجح رزهير بن جناب و رجاله في خداعهم و اقناعهم بأنه قد قتل بالفعل، و هربه رجاله إلى بلده، و عندما عاد إلى قومه بدأ يعد العدة لقتال بكر و تغلب انتقاما منهم، و نجح بالفعل في هزيمتهم القبيلتين و اسر كبار رجالهم.
مقاومة قبائل الشمال
لم تقدر قبائل ربيعة على الصمت بعد خطف رجالها وهزيمتها على يد جيش زهير بن جناب. فجمعوا رجالهم وخرجوا لمقاتلته، ونجحوا في تحرير بعض الرجال وحققوا انتصارمؤقت، ولكنها لم تدم طويلاً بعد أن هزمهم زهير مرة أخرى ونجح في فرض سيطرته على قبائل معد.
انتصار قبائل ربيعة في معركة خزاز
تجمعت قبائل الشمال واصطفت خلف كليب بن ربيعة كزعيم لهم، وتولى قيادة جيوشهم. جمعت أيضا جيوش اليمن والتقت الجيشين في عدة معارك، حيث هزم أهل الجنوب بشكل ساحق. وكانت واحدة من تلك المعارك معركة جبل خزاز، حيث نزل جيش اليمن وتقدم إليهم جيش الشمال بقيادة كليب ومعه مجموعة من الرجال الذين يقودون كتائب القبائل، بما في ذلك السفاح التغلبي سلمة بن خالد. استمرت المعركة لعدة أيام، وانهزمت قبائل اليمن وانسحبت، في حين انتصرت قبائل ربيعة في معركة خزاز التي وقعت قبل الإسلام.