معركة تشيرمانون بقيادة السلطان مراد الأول
معركة تشيرمانون هي إحدى المعارك التي جرت بين الدولة العثمانية وصربيا، وحدثت في عام 1371 عند نهر مارتيسا في المنطقة الحدودية بين اليونان وبلغاريا، وتشارك بعض المصادر في تسميتها معركة مارتيسا بناء على موقعها، وانتهت بانتصار العثمانيين وفتح الطريق أمامهم للسيطرة على شبه الجزيرة البلقانية .
معركة تشيرمانون
وقعت هذه المعركة في أيام حكم السلطان مراد الأول، الذي حكم الدولة العثمانية لمدة 35 عامًا وهو ثالث سلاطين الدولة .
تمكن السلطان مراد الأول من تمديد حدود دولته، فبعد أن كانت دولته تقع في منطقة أوسط تركيا فقط، استطاع تمديد حدودها حتى وصلت إلى وسط أوروبا .
حسب المصادر التاريخية، كانت أكبر الإمبراطوريات في ذلك الوقت تشعر بالتهديد من قبل الإمبراطورية الصاعدة .
في السنة الثانية من حكم السلطان مراد الأول، أرسل حملة عسكرية إلى تراقيا، وتمكن خلالها من السيطرة على أدريانبول، وهي الإمارة التي كانت على حدود صربيا وألبانيا وبلغاريا، وكان هدفه آنذاك الوصول إلى البلقان .
– وقتها شعر البابا أوربان الخامس ، بخطره عليهم فقام بإعداد جيش قوي ، و صار هذا الجيش يقترب إلى مدينة إردنة ( أدريانبول سابقا ) ، و لكن والي هذه المنطقة بادرهم بالهجوم ، و حينها تم توقيع معاهدة مع السلطان مراد الأول ، و كان مفاد هذه المعاهدة الحفاظ على المنطقة ، كمنطقة تجارية و عدم الحرب .
السلطان مراد الأول
اشتهر السلطان مراد الأول بورعه وقوته، وكان أحد أشهر السلاطين الذين حكموا الدولة العثمانية،حيث امتاز حُكمه بتوسيع رقعة الدولة الإسلامية بشكل ملحوظ .
رد فعل السلطان مراد الأول
– في ذاك الوقت كانت الامبراطورية البيزنطية ، محاطة بالأتراك المسلمين من كافة الأنحاء .
في ذلك الوقت، طلب الإمبراطور البيزنطي المساعدة من الكنيسة لمواجهة السلطان مراد الأول .
بعد تحرك هذا الجيش، داهمه جيش العثمانيين القادم من الشرق قبل أن يصل إلى العثمانيين، واندلعت معركة شديدة وتم حصار مدينة بيجة. تمكن جيش العثمانيين بعد ذلك من الاستيلاء على المدينة وخيموا في مدينة تشيرمانون .
استغل البيزنطيون فرصة الليل لمهاجمة جيش العثمانيين ، حيث كانوا أكثر عددًا ، ولكن الجيش العثماني كان جاهزًا للدفاع والهجوم في أي وقت، وجرت المعركة وتبعتهاهجمات الأتراك المتتالية على الجيش الصربي البيزنطي، الذين فروا إلى النهر وغرقوا فيه .
نتائج معركة تشيرمانون
توصل البيزنطيون إلى نتائج هامة، حيث أدركوا قوة وسيادة العثمانيين وبدأوا يخشون التهديد القادم من الشرق.
بعد ذلك، شهدت صربيا تنافسا شديدا على الحكم، ونتيجة هذا الانقسام، ضعفت قواهم مما أتاح الفرصة للعثمانيين في مواجهتهم للعديد من المرات .
بشأن أمر آخر، نجح العثمانيون في الاستيلاء على المناطق الشمالية والشرقية من اليونان، ووصلوا حتى بحر إيجة .
توسع المسلمون شمالاً حتى وصلوا إلى منطقة مقدونيا، وتوالت بعد ذلك انتصاراتهم حتى تم تمديد نطاق سيطرتهم ليشمل مدينة صوفيا عاصمة بلغاريا وكافة المناطق المحيطة بنهر الدانوب، باستثناء بعض المناطق الصغيرة .
بعد ذلك، حدثت آخر محاولة للبيزنطيين عندما تمرد الأمير مانويل على العثمانيين، فأرسل السلطان مراد جيشًا قاده ابنه بايزيد وتمكن من القبض على الأمير وإسقاط والده وسجن أخيه، ثم استولى على مدينة جاليبولي .