منوعات

معركة اليمامة و جمع القرآن الكريم

بعد وفاة النبي صلّ الله عليه و سلم إرتدت بعض القبائل العربية عن الإسلام فبعضهم من منع الزكاة و البعض منع الصلاة في الفترة الممتدة من عام 11 إلى 12 هجرية و لكن تصدى لهم الخليفة الراشد الأول أبو بكر الصديق رضي الله عنه حيث إرتدت جميع القبائل ما عدا مكة و المدينة و الطائف ، بعد مبايعة أبو بكر الصديق خليفة قرر التصدي لتلك القبائل بحروب الردة كان لهذه الحروب مستقبل على الدعوة الإسلامية من أبرز حروب الردة معركة اليمامة حيث كان لها تأثير على جمع القرآن الكريم قتل أحد من أدعى النبوة مسيلمة الحنفي .

بداية اليمامة :-
كانت اليمامة مسرحًا لحدث من أحداث الردة  يقول الرسول صلّ الله عليه وسلم لم تقوم الساعة حتى يظهر دجالون كذابون كل واحد يزعم أنه نبي و لا نبي بعدي ، كان مسيلمة الكذاب أحد أولئك الذين أدعو النبوة فكانت ردتة و ردت من معه من أعظم أنواع الردة ، كان مسيلمة الكذاب أدعى أن الله عزوجل شاركه الأمر مع النبي صلّ الله عليه و سلم ،كانت بني حنيفة عند رسول الله يطلبون البيعة و لكن مسيلمة لم يبايع  و قال أريد أن يشركني محمد معه في النبوه كما أشرك موسى اخيه هارون و عندما سمعه النبي صلّ الله عليه و سلم أمسك عرجونًا صغيرًا و قال له والله يا مسيلمة لإن سألتني هذا العرجون ما أعطيتة لك عاد إلى قومه و أخبرهم أن النبي صلّ الله عليه وسلم أشركه في الأمر معه و حاول مع النبي صلّ الله عليه و سلم و أرسل له رسالة  يقول”من مسيلمة رسول الله إلى محمد رسول الله: آلا إنى أوتيت الأمر معك فلك نصف الأرض ولي نصفها ولكن قريشاً قومُ يظلمون” فرد النبي صلّ الله عليه وسلم ” من محمد رسول الله إلى مسيلمة الكذاب، السلام على من أتبع الهدى، أما بعد، ﴿إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾» أرسل النبي صلّ الله عليه وسلم رجل لقتاله هو الرجال بن عنفوة  ولكن وصل إليهم أمر وفاة رسول الله أصر عليه مسيلمة و شهد له أن النبي صلّ الله عليه وسلم أشركه معه في الأمر و كان هذا من أسباب تقوية أمره .

تطور الأمر في اليمامة :-
أصر مسيلمة الكذاب على موقفة على الردة حتى بعد وفاة النبي صلّ الله عليه و سلم هو أشد أنواع الردة إدعاء النبوة ، و ظهرت أخرى تدعي النبوة سجاج التميمية كانت نصرانية و جهزت جيشًا لغزو اليمامة و لكن مسيلمة عرض عليها أن تنضم لجيشه و تزوجها ثم هاجرت إلى عمان ، فكانت حروب الردة بقيادة عكرمة بن أبي جهل ثم خالد بن الوليد .

تجهيز جيش اليمامة:-
سميت الحرب بمعركة اليمامة أو معركة عقرباء التي كانت في السنة الحادية عشرة من الهجرة، وكان الصديق يعرف قوة مسلمة وإمكانياته فكان غير مرحب بأن يهجم خالد بن الوليد بقوات غير كافية، كما أنه غير مرحب بأن يعمل مسلمة تحالفات مع القبائل المجاورة له، فأمر سيدنا خالد أن يهجم عليهم واحدا تلو الأخرى واختار أكفأ القادة هو خالد بن الوليد لمواجهة مسلمة، ولكنه أرسل عكرمة بن أبي جهل أولا حتى يثبت مسلمة في اليمامة ولا يخرج منها وقال له: لا تقترب من اليمامة وكن على مسافة يرونك فيها حتى يظل الكذاب يتوقع هجوما من المسلمين ولن يتمكن أن يترك اليمامة لكي يهجم على سيدنا خالد فبتلك الطريق عطل مسلمة حتى يتولى سيدنا خالد تصفية الحروب مع القبائل الأخرى وكانت أيضا ضمن حروب الردة حتى يتفرغ لليمامة .

بداية حرب اليمامة:-
تحرك عكرمة بن أي جهل وخيم على مسافة الأفق من اليمامة ، في ذلك الوقت قام أبو بكر الصديق بتجهيز جيش آخر يقوده شرحبيل بن حسنة وأمرهم بالتحرك نحو اليمامة والاعتصام بالقرب منها دون الهجوم، ولكن هاجم عكرمة اليمامة ولم يتمكن الجيش من الصمود، فاضطر عكرمة للانسحاب وأرسل إلى الصديق ليبلغه الأخبار وينتظرون أوامر الخليفة. فأرسل لهم رسالة قوية قائلا لهم: لا تعودوا لتروق الناس، واتركوا مكانكم وتوجهوا لجيوش الإسلام في منطقة عمان. عندما انتهى خالد بن الوليد من المهمة التي كلفه بها الخليفة، أرسل إليه ليتجه نحو اليمامة وأرسل شرحبيل بن حسنة للانضمام إلى لواء خالد بن الوليد، وجمعوا قوات في المدينة من المهاجرين والأنصار وتوجهوا جميعا إلى اليمامة. انضمت كل القوات حتى وصلوا إلى مسافة قريبة من اليمامة وأرسلوا الكشافين ليعرفوا أن مسيلمة ترك المدن الرئيسية وتوجه نحو سهل في الضفة الشمالية لوادي حنيفة. انتقل خالد حتى خيمت الجيشين مواجهة بعضهما، وخيم جيش المسلمين في منطقة مرتفعة لكي يتمكنوا من رؤية السهل وجيش مسيلمة بالكامل. وبلغ عدد قوات جيش المسلمين 13 ألف مقاتل، وعدد قوات مسيلمة 40 ألف مقاتل .

تم تجميع الجيشين في منطقة تدعى حجر، وأيضا في سهل عقرباء. كانت معركة اليمامة يوما مروعا، وكاد المسلمون أن يهزموا لولا رجال من ذوي الدين الذين استقاموا وقالوا: `أيها أهل القرآن، أزينوا القرآن بالأفعال`. قادهم خالد بن الوليد بالثبات، وذلك أثر في روح الاستشهاد في نفوس المسلمين، وتمكنوا من دفع جيش مسيلمة للتراجع والفرار إلى حديقة محصنة بجدرانها. لكن المسلمين، بفضل الله وبراء بن مالك، تمكنوا من اقتحام الحصن وحملهم فوق الحف بأسلحتهم، وتم فتح باب الحديقة ودخل المسلمون، وتم قتل مسيلمة الكذاب على يد وحشي بن حرب. كانت هذه المعركة من المعارك الحاسمة، وانتصر المسلمون وقتل 70 حافظا للقرآن الكريم واستشهد ألف ومائة وتسعون صحابيا جليلا ..

 جمع القرآن الكريم :-
كان القرآن الكريم يحفظ في الصدور، ولكن بعد موقعة اليمامة التي استشهد فيها 70 رجلا حافظا للقرآن الكريم، أشاروا إلى الصديق لجمع القرآن الكريم. كان القرآن يكتب في الرقائع واللخاف والعسب والأكتاف وصدور الرجال، ولم يجمع في مصحف واحد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم. وظل القرآن على هذا الحال حتى عهد الصديق وحدوث معركة اليمامة واستشهاد حافظة القرآن. فخاف عمر بن الخطاب أن يضيع القرآن بموت حملته. فتحدث أبو بكر الصديق معه بشأن جمع القرآن، حتى ارتاح صدر أبي بكر لهذا الأمر. ثم اكتفى أبو بكر الصديق بتكليف زيد بن ثابت بتتبع الوحي وجمعه. فقام بجمعه من الرقائع والعسب واللخاف وصدور الرجال. وكان يشهد على الرجل رجلان ذوا عدل. وتم وضع المصحف في حجرة بين أم المؤمنين جفظة بن عمر رضي الله عنهما .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى