العالمحروب

معركة الزلاقة أشهر معارك جيش المرابطين

يوجد العديد من المعارك الشهيرة في التاريخ الإسلامي، ومن بين أشهر هذه المعارك هي تلك التي دارت بين مملكة قشتالة وجيش المرابطين المسلمين .

معركة الزلاقة
– معركة الزلاقة وقعت في الثالث و العشرين من أكتوبر من عام 1086 ميلاديا ، و كانت بين جيوش المرابطين المسلمين و قوات مملكة قشتالة بقيادة الملك ألفونسو السادس ، و كان لهذه المعركة تأثير كبير في التاريخ الإسلامي للأندلس ، حيث كانت سببا في وقف الزحف النصراني لأراضي ملوك المسلمين .

تم اطلاق اسم معركة الزلاقة على هذه المعركة نظرًا لأنها وقعت في منطقة السهل الجنوبي ببلاد الأندلس، وهذا السهل المعروف باسم الزلاقة، حيث كان الجنود ينزلقون من منحدرها بسبب كثرة الدماء التي سالت خلال الحرب .

الأحوال قبل الحرب
في القرن الرابع الهجري، شهدت الأندلس تقدما حضاريا رائعا، حتى أصبحت قرطبة معروفة بعروس الغرب. كانت تحكمها الخلفاء الأمويون. بعد وفاة عبد الرحمن المنصور، حدثت سلسلة كبيرة من الأحداث الدموية التي أدت إلى ضعف الأندلس وتفككها بشكل مأساوي. كان ذلك ضربة قوية للدولة الإسلامية بأكملها وبداية انحلالها فيما بعد. تزامن هذا الضعف مع تولي الملك ألفونسو السادس حكم قشتالة، الذي استغل النزاعات بين الدول الإسلامية ليضرب بعضها ببعض .

سقوط طليطلة
من أهم الأحداث التي دارت في هذا الوقت سقوط مدينة طليطلة على يد ألفونسو السادس ، تلك المدينة الرائعة التي حكمها المسلمين ، و السئ في الأمر أن ملوك المسلمين لم يهبوا لنجدتها ، و إنما كان موقفهم مخزي للغاية ، مما أدى لزيادة مطامع الملك ألفونسو ، و بدأ في الهجوم على اشبيلية و غيرها من المناطق الإسلامية .

الاستنجاد بالمرابطين
خلال الهجوم على الأندلس، طلبوا النجدة من هناك، وصوتت الأصوات بشدة. كان جيوش المرابطين من بين الذين استجابوا لهذه النداءات، فكان من بين الفقهاء في الأندلس الذين طالبوا بالتوحد مع المسلمين الأفارقة الذين عرفوا بالمرابطين لإنقاذهم .

في البداية، لم يتحرك الأمراء المسلمون لنجدة الأندلس، ولكن المرابطين استجابوا للنداء، وذلك لسببين: الحماية الإسلامية والنخوة التي استيقظت في قلوبهم، والسبب الثاني هو تحقيق المصالح الشخصية هناك .

بعد ذلك، قاد الأمير يوسف بن تاشفين الجيوش المرابطين نحو الجزيرة الخضراء، حيث وجه جهاده خالصًا لوجه الله الكريم، وفي النهاية وقعت المعركة .

تفاصيل المعركة
كان الملك القشتالي يتابع حركات الجيوش المسلمة، وعندما شعر بقرب اقترابهم، قام برفع الحصار عن مدينة سرقسطة المسلمة، في الوقت نفسه كتب إلى أمراء النصارى المختلفين للمساعدة، وقد اختلف المؤرخون حول عدد وتجهيزات الجيشين، حيث ذكر عدد كبير من المؤرخين أن الظروف كانت مواتية للجانب النصراني بشكل كبير .

حاول النصارى خداع المسلمين ولكن لم ينجحوا في ذلك ولم ينخدع بهم قائد المسلمين، حيث حث جنوده على الاستعداد بشكل كامل وأمر برص الصفوف الحربية بشكل جيدعم الجاهزية، وقام بركوب حصانه وقرع طبول الحرب استعدادًا للمعركة .

عندما غربت الشمس، اضطر الملك القشتاري للانسحاب من المعركة لحماية حياته بعد أن أصيب فيها، ويشار إلى أن الملك الإسباني نجا بأعجوبة في هذه المعركة. وهكذا بدأت أخبار النصر في الانتشار في جميع الدولالإسلامية والإسبانية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى