معجزات سورة الدخان

سورة الدخان ومعجزاتها

سورة الدخان هي إحدى سور القرآن المكية التي تحتوي على العديد من معجزات الله عز وجل، مثلما يأتي فيما يلي

تنزيل القرآن الكريم

يقول تعالى : إننا أنزلنا القرآن الكريم في ليلة مباركة كإنذار منا، والمقصود هنا هو القرآن الكريم الذي نزله الله عز وجل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في ليلة القدر في شهر رمضان الكريم، ويعتبر القرآن الكريم من أعظم المعجزات التي جاء بها رسول الله، خاصة عندما يتعلق الأمر بمعرفة مراحل جمع القرآن الكريم وترتيب أجزائه، ومعرفة أسس ترتيب سور القرآن

دخان السماء

لفهم معاني أسماء سور القرآن الكريم، يجب أولا فهم المعجزات التي تتحدث عنها. بخصوص سورة الدخان، وهي السورة الكريمة، فقد اختلف العلماء في تفسير معنى كلمة الدخان المذكورة في السورة الكريمة على عدة آراء. بعض العلماء يرى أن الدخان كان اسما لدعوة الرسول صلى الله عليه وسلم لقومه قريش، ليتبعوا سنة يوسف عليه السلام، وعاقبهم الجوع .

كانوا كلما نظروا للسماء رأوا دخان يصيبهم من شدة الجوع والعطش ؛ كما وردَ في الحديث الذي رواه ابن جرير عن مسروق قال : “كنَّا جلوسًا عندَ عبد الله وهو مضطجعٌ بينَنا فأتاه رجلٌ فقال : إنَّ قاصًّا يقصُّ عندَ أبواب كِندةَ ويزعمُ أنَّ آيةَ الدُّخانِ تجيء فتأخذُ بأنفَاسِ الكفارِ ويأخذُ المؤمِنينَ منهُ كهيئةِ الزُّكام فجلسَ عبد الله وهو غضبَانُ فقال

: يا أيها الناس اتقوا الله فإن أعلمكم من علم شيئا فيقله ، ومن لم يعلم فليقل: الله أعلم؛ فإنه أعلم لأحدكم أن يقول لما لا يعلم: الله أعلم؛ قال الله جل وعلا لنبيه صلى الله عليه وسلم: `قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين` فرسول الله صلى الله عليه وسلم، لما رأى من الناس إدبارا قال: `اللهم سبعا كسبع يوسف` فأخذتهم سنة حتى أكلوا الميتة والجلود وينظر أحدهم إلى السماء فيرى كهيئة الدخان فجاءه أبو سفيان فقال: يا محمد، إنك جئت تأمر بطاعة الله وصلة الرحم وإن قومك قد هلكوا من جوع فادع الله لهم، فيقول الله تعالى: `فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين`، إلى قوله: `يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون` .

يقال إن “البَطشة” في الآية القرآنية “يوم بدر” يعني الضرب بالعصا، وجاءت هذه الآية في سورة الدخان وتشير إلى العذاب الذي أصاب قوم فرعون، ووافق ابن مسعود على تفسير الآية بهذا التفسير وكذلك وافقه جماعة من السلف كممجاهد وإبراهيم النخعي .

تتجه بعض الآراء إلى أن الدخان هو علامة من علامات الساعة ؛ وقد قال سليمان بن مهران الأعمش عن أبي الضحى مسلم بن صبيح عن مسروق: “دخلنا المسجد – أي مسجد الكوفة – فرأينا رجلا يحدث أصحابه: “يوم تأتي السماء بدخان مبين” ، فهل تعرفون ما هو هذا الدخان؟ إنه دخان يأتي يوم القيامة فيأخذ بأسماع المنافقين وأبصارهم ، ويأخذ المؤمنين منه شبه الزكا .

فتنة قوم موسى

يقول تعالى : ” وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجَاءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ ” . وقوم فرعون ، هم قوم موسى عليه السلام حيث يبين الله أنه جل وعلى فتن قوم موسى ؛ إذ جعل موسى يتربى في بيت من كفر بالله وقتل الصبيان وتحية البنات ، وتلك من معجزات الله في نبيه موسى ، فأرسل الله موسى لبني إسرائيل نبيا ليؤمنوا به .

فيقول تعالى في سورة الدخان : يعني هذا البيت أن موسى دعا قومه إلى الإيمان به وأنه رسول أمين لله. ولكنهم رفضوا الدعوة، فدعا موسى لعنة الله على القوم الذين رفضوا دعوته، وأمره ربه بأن يسير بين الظلمات في الليل مع الذين آمنوا به، ونجى الله المؤمنين من عذاب فرعون، وكرمهم الله على غيرهم من عباده بالنعم والفضل .

كما يقول تعالى : وَآتَيْنَاهُمْ مِنَ الْآيَاتِ مَا فِيهِ بَلَاءٌ مبين”، أي: إن هذه النعم كانت اختبارًا وفيها اختبار وبلاء من الله لمن يصبر عليه، وقد كذب بنو إسرائيل في يوم القيامة، فأهلكهم الله جل وعلا .

هلاك سبأ

قارن الله عز وجل بين بني إسرائيل وقوم سبأ في الآية التي تقول: “أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ”،وقوم تُبَّع هم سبأ، حيث دمرهم الله وخرب بلادهم وشردهم لأنهم أشتركوا ونكروا البعث .

يشبه بنو إسرائيل عرب قحطان، وهؤلاء العرب من عدنان، وكانت حميرهم من سبأ، وكانوا يطلقون على ملوكهم اسماء مثل تبعا كما يطلق على ملوك الفرس اسم كسرى، واسم فرعون على ملوك مصر الكفار، وغير ذلك من الألقاب التي تطلق على قادة الأمم .

عذاب القيامة

يتوعد الله تعالى الكافرين والمشركين بأن يقابلهم في يوم القيامة، حيث يقول الله تعالى: “إن يوم الفصل ميقاتهم أجمعين”، ويوم الفصل هو يوم القيامة، حيث يفصل الله بين خلقه، ويعاقب الكافرين ويكافئ المؤمنين .

يبدأ وصف يوم القيامة بأنه لا ينفع القريب القريب في شيء، فإن الله يقول: `فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون`، ويعني بذلك أنه لا يوجد واسطة للحصول على الرحمة، حتى لو كان الشخص قريبًا من الآخر، إلا إذا أحاطت به رحمة الله .

ويبين الله عذابه الكافرين فيقول : يقولون `إن شجرة الزَّقُّوم طعام الأثيم`، ويشيران إلى الكافر وشجرة الزبون كطعام الفاجر، وإذا وقعت حتى قطرة واحدة من هذه الشجرة على الأرض، فإنها ستفسد حياة أهل الأرض، وتشبه الحمم البركانية التي تغلي في بطون الكافرين .

ماذا يحدث بعدما يطعم شجرة الزقوم لمن كفر بيوم البعث؟ يقول تعالى: `خذوه فاعتلوه إلى سواء الجحيم`. يعني ذلك أن ملائكة النار يأخذونه ويطلقون عليه الزبانية، يسحبون الكافر ويدفعونه إلى العذاب. ثم يصبون الحمم والنار فوق رأسه، ويضرب الملك الكافر على رأسه بمقمعة من الحديد حتى تنفتح دماغه. بعد ذلك، يصب الحميم على رأسه فيتسرب إلى جسده ويذيب ما في بطنه من أمعائه حتى يخرج من كعبيه .

فضل قراءة سورة الدخان

كثيرا ما يفضى بسورة الدخان، وفيما يلي بعض الأحاديث النبوية المثبتة لذلك

الأمان يوم القيامة

فعن أبو جعفر عليه السّلام قال : من قرأ سورة الدخان في فروضه ونوافله، بعثه الله من الآمنين يوم القيامة تحت عرشه، وحاسبه حسابًا سهلًا، وأعطاه كتابه بيده اليمنى .

المغفرة والراحة

فقد روي عن النبي صلّى اللّه عليه وسلّم أنه قال : من يقرأ هذه السورة يحصل على الأجر بمقدار مائة ألف رقبة عتيقة لكل حرف فيها، ومن يقرأها ليلة الجمعة يغفر الله له جميع ذنوبه، ومن يكتبها ويعلقها عليه، يتم حمايته من كيد الشياطين، ومن يضعها تحت رأسه يرى في منامه كل خير ويتم حمايته من القلق في الليل، وإذا شرب من ماء هذه السورة، فسوف يشفى مما يعانيه، ومن يكتبها في مكان تجاري فسوف يحقق ربحا كبيرا، ويصبح ثريا بسرعة .

وقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم : من يقرأ هذه الكلمات ليلة الجمعة، يغفر الله له ذنوبه السابقة، ومن يكتبها ويعلقها عليه، يأمن من مكر الشياطين، ومن يتركها تحت رأسه، يرى في أحلامه كل خير، ويأمن من القلق، وإذا شرب ماءها، يتخلص من الصداع، وإذا كتبت ووضعت في مكان يحتوي على تجارة، يربح صاحبها ويزيد ثروته بسرعة .

الأمن والمهابة

حيث قال الإمام الصادق عليه السّلام : من يكتبها ويربطها عليه، فهو آمن من شر كل ملك، ويكون مرعبا في وجه كل من يقابله، ويكون محبوبا عند الناس، وعند شرب ماءها يعود بالنفع من اضطراب المعدة، ويسهل الهضم بإذن الله .

استغفار الملائكة لقارئها

في الدر المنثور : نقل أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: `من قرأ سورة الدخان في ليلة، أصبح يستغفر له سبعون ألف ملك` .