معجزات الرسول قبل البعثة
يفضل المسلمون قراءة القصص عن معجزات النبي قبل بعثته، لأنها تثير بهجة وهدوءا وراحة في النفس، حيث اختص الله سبحانه وتعالى أنبياءه بصفات وخصائص معينة، واختار الأنبياء أن يكونوا بشرا مثلنا يشتركون معنا في الصحة والمرض والجوع والعطش والغنى والفقر، ويعيشون تجارب حياتنا، ويبحثون عن الرزق مثلنا، وهذا ما يجعل معجزات الأنبياء مصداقية لدى الناس، فهم أشخاص عاديون مثلنا ولكن الله اختصهم بأشياء لا يمكننا فعلها. فالنبي، عليه أفضل الصلاة والسلام، كان يشارك الناس في العديد من الأمور، مثل رعاية الأغنام في المراحل الأولى، حيث لم يكن عمه أبا طالب ثريا، لذلك كان النبي، عليه أفضل الصلاة والسلام، يرعى الأغنام لكسب قليل من المال.
وهذه المهنة أشترك فيها العديد من الأنبياء، والتي علمتهم معنى الصبر والتحمل، والإحسان والرحمة والتعاون مع الآخرين، كما جاء في حديث أبي هريرة أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: ( ما بعث الله نبيا إلا ورعى الغنم ) البخاري. وبعد بلوغ النبي صلى الله عليه وسلم ذهب مع عمه في رحلاته التجارية للشام، ومن خلالها استطاع أن يتعلّم فنون التجارة، حتى أصبح من أفضل التجار وحاز على ثقة الناس لصدقه وأمانته.
معجزات الرسول
تعد معجزات الأنبياء آيات واضحة وعلامة صادقة على أن النبي يبلغ عن ربه ولا ينطق عن الهوى، إنما ينطق عن وحي يوحى له. وتقع المعجزات قبل بعثة النبي لتهيئة الناس لقبول الدعوة، وتشير إلى أن النبي يبلغ عن الله. ويتحدث القرآن الكريم عن بشائر النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث يقول رب العالمين: ﴿الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم﴾ [الأعراف: 157].
أما ما روي عن ثعلبة بن هلال وهو من أخبار اليهود ذكر المؤرخون أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه سأله وقال له: يا ثعلبة، أخبرني بصفات النبي صلى الله عليه وآله وسلم في التوراة!! فأجاب: “إن صفته في توراة بني هارون التي لم تغير ولم تبدل هي: أحمد من ولد إسماعيل بن إبراهيم وهو آخر الأنبياء، وهو النبي العربي الذي يأتي بدين إبراهيم الحنيف، معه صلاة لو كانت في قوم نوح ما أُهْلِكُوا بالطوفان.
ولو كانت في عاد ما أهلكوا بالريح، ولو كانت في ثمود ما أهلكوا بالصيحة، يولد بمكة، وهو أمي لا يكتب ولا يقرأ المكتوب، وهو الحماد يحمد الله في الشدة والرخاء، صاحبه من الملائكة جبريل، يَلْقَى من قومه أذى شديدًا، ثم تكون له الدولة عليهم فيحصدهم حصدًا، معه قوم هم أسرع إلى الموت من الماء من رأس الجبل إلى أسفله، صدورهم أناجيلهم، وقربانهم دماؤهم، ليوث بالنهار ورهبان بالليل، وهو يرعب العدو مسيرة شهر، يباشر القتال بنفسه ثم يخرج ويحكم، لا حرس ولا حجاب، الله يحرسه”.
معجزات النبي قبل البعثة
- من معجزات الأنبياء معجزات رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ولادته، فقد حمى الله بيته الحرام تكريما لمولد النبي وإرهاصًا لنبوته، وهو عام الفيل حيث حمى الله بيته الحرام من العدوان، عندما أرسل عليهم طيرًا أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل، وهزم جيش الأحباش وحمى بيته من عدوانهم، عندما أصابتهم الأحجار الصغيرة التي أهلكتهم.
- من بين معجزات النبي محمد حادثة شق الصدر، حيث وقعت هذه الحادثة قبل وبعد البعثة، وقد وقعت قبل البعثة عندما كان النبي في عمر الثالثة. جاء رجلان بثياب بيضاء وقاما بشق بطنه، وعندما علمت مرضعته بهذا الأمر فزعت أن يكون هذا من عمل الشيطان. فأخذته لأمه في مكة وأخبرتها بما حدث فطمأنتها، ويقول العلماء إن حادثة شق الصدر تعني معنى آية { ألم نشرح لك صدرك }، وتعني تطهير النفس من جميع الشوائب والصفات السيئة.
- عن أبي موسى الأشعري قال: خرج أبو طالب إلى الشام وخرج معه النبي – صلى الله عليه وسلم – في أشياخ من قريش (قبل البعثة) فلما أشرفوا على الراهب هبطوا فحلوا رحالهم فخرج إليهم الراهب، وكانوا قبل ذلك يمرون به فلا يخرج إليهم. قال: فهم يحلون رحالهم فجعل الراهب يتخللهم حتى جاء فأخذ بيد رسول الله وقال: هذا سيد المرسلين، هذا رسول رب العالمين يبعثه الله رحمة للعالمين. فقال له أشياخ من قريش: ما علمك؟ فقال: إنكم حين أشرفتم من العقبة لم يبق شجر ولا حجر إلا خر ساجدا، ولا يسجدان إلا لنبي، وإني أعرفه بخاتم النبوة أسفل من غضروف كتفه، مثل التفاحة، ثم رجع فصنع لهم طعاما، فلما أتاهم به وكان هو في رعية الإبل قال: أرسلوا إليه، فأقبل وعليه غمامة تظله، فلما دنا من القوم وجدهم قد سبقوه إلى فيء شجرة، فلما جلس مال فيء الشجرة عليه، فقال: انظروا إلى فيء الشجرة مال عليه! فقال: أنشدكم الله أيكم وليّه؟ قالوا: أبو طالب، فلم يزل يناشده حتى ردّه أبو طالب وبعث معه أبا بكر، وزوّده الراهب من الكعك والزيت.
- من أعجب المعجزات التي حدثت للرسول قبل بعثته، أنه أمر شجرة بالتحرك نحوه، ثم أمرها بالعودة إلى مكانها. وفقا للرواية التي نقلها وعن وأنس، قال: `جاء جبريل إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – وهو جالس حزين ومغطى بالدماء بسبب ما فعله أهل مكة. فقال جبريل: يا رسول الله، هل ترغب في رؤية علامة من الله؟` فنظر النبي إلى شجرة خلفه وقال: `ادعها.` فدعا بها فجاءت ووقفت أمامه. ثم قال لها: `انحرفي، ارجعي.` فأمرها فعادت إلى مكانها. ثم قال النبي: `كفاني الله واياكم.`.
- من معجزات الرسول تكليم الجمادات والبهائم، منها: روى جابر بن سمرة عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قوله: (إن في مكة حجراً كان يسلم علي في ليالي بعثتي، وإني لأعرفه الآن).
هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم
هجرة الرسول من مكة إلى المدينة كانت حدثا عظيما، وهي تمثلت في فصل بين مرحلتين من مراحل الدعوة، وتحملت معان جميلة وسامية من التحمل والصبر والتوكل على الله. عندما كان رسول الله يستعد للهجرة، لم تكن قريش تعلم بهذا الأمر، فكانوا مشغولين بتدبير المكائد ضده. ذهب الرسول متخفيا في وقت الظهيرة إلى منزل أبي بكر وأخبره بالهجرة، واتفقا مع رجل من بني الديل عالم بخفايا الطريق على اللقاء بعد ثلاثة ليال في غار ثور. طلب رسول الله من علي بن أبي طالب أن يخلد في فراشه في تلك الليلة، وخرج الرسول من الباب الخلفي للخروج من مكة قبل الفجر، وذهبا إلى الغار. حينما ذهب الكفار إلى الغار لاحقا، لم يعثروا على رسول الله وأبي بكر. يقول أبو بكر – رضي الله عنه -: `قلت للنبي – صلى الله عليه وسلم – وأنا في الغار: لو نظر أحدهم تحت قدميه لرآنا!`. فقال النبي – صلى الله عليه وسلم -: `يا أبا بكر! ما ظنك باثنين والله ثالثهما`. رواه البخاري .
تعرض رسول الله وأبو بكر للعديد من المصاعب حتى وصلا إلى المدينة المنورة، وكانت الهجرة هذه الحجر الأساس لبناء دولة الإسلام، وتحمل في طياتها الكثير من الدروس التي لا تنتهي وتعبر عن التحمل والصبر والعزة.