امراض الاسنانصحة

معالجة الأسنان المجهرية

تعد معالجة الأسنان بتقنية المجهر أمرا ذا أهمية كبيرة؛ حيث يمكن هذه العملية من إنقاذ الأسنان التي تعاني من إصابة جزئية في العصب، سواء نتيجة للتهاب أو تسوس الأسنان الذي ينتقل إلى العصب ويتسبب في احتراقه. وبواسطة معالجة الأسنان بتقنية المجهر، يمكن أيضا إعادة الحياة إلى الأسنان التي توفي فيها العصب تماما، وتجديد الأنسجة العظمية المحيطة بهذا العصب.

جذور الأسنان

يتألف جذر الأسنان من الجزء غير المرئي في الفم والذي يتموضع في عظام الفك السفلي والفك العلوي، ويختلف عدد الجذور باختلاف الأسنان حيث تمتاز الأسنان الأمامية (القواطع) بجذر واحد، أما الضروس فلها جذرين ويمكن أن يصل عدد الجذور في بعض الحالات إلى ثلاثة.

تحتوي هذه الجذور على قنوات في غاية الدقة وتكون رقيقة جداً وتحتوي هذه القنوات على اللب الخاص بالأسنان، ويتكون هذا اللب من مجموعة من الأنسجة الضامة والأوعية الدموية التي تعمل على توصيل الدم وجميع أنواع المغذيات إلى الأسنان كما يساعد في نمو الأسنان بطريقة صحيحة وسليمة، و يحتوي على بعض الألياف العصبية التي تتصل بالمخ.

أعراض التهابات الجذور

يعتبر ألم الأسنان من بين أصعب الآلام التي يعاني منها الإنسان طوال حياته، ويرجع ذلك إلى اتصال أعصاب الأسنان بخلايا المخ، وهذا يجعل ألم الأسنان أشد أنواع الألم التي يشعر بها الإنسان.

تختلف الأعراض التي تدل على وجود التهابات في الجذور وضرورة علاج هذه الجذور من شخص لآخر حسب كمية البكتيريا الموجودة والأجزاء المصابة، حيث يشعر بعض المصابين بألم شديد أثناء مضغ الطعام بغض النظر عن نوع الطعام، خاصة إذا كان الطعام يحتوي على كمية من السكر.

يعاني بعض الأشخاص من حساسية وألم شديد عند تناول المشروبات الساخنة أو الباردة، ويعاني نوع آخر من تورم في اللثة وظهور ما يشبه الحباية عليها.

تشير كل هذه الأعراض إلى وجود خلل في قنوات الجذور الخاصة بالأسنان التي تحتوي على اللب، ويمكن أن يكون هذا الخلل ناتجًا عن عدوى أو التهابات بسبب تسوس الأسنان، ويجب علاج هذا الأمر بشكل سريع حتى لا يزداد الألم وينتشر البكتيريا الموجودة به.

بالإضافة إلى ذلك، فإن الأمر لا يتوقف فقط على الشعور بالألم، بل يزداد سوءًا مما يؤدي إلى تلف المزيد من الأسنان وتدمير الفم بشكل كامل، ويمكن أن يؤثر على أجزاء أخرى من الجسم. فقد أثبتت بعض الدراسات وجود علاقة بين حدوث النوبات القلبية ووجود البكتيريا في الفم.

لذلك، يجب زيارة الطبيب وإجراء علاج قنوات الجذور وتنظيفها من أي بكتيريا موجودة بها، حتى يتمكن الطبيب من إغلاقها والسيطرة على العدوى ومنع انتشارها.

خطوات معالجة اللب التالف

في حالة الشعور بالآلام والاشتباه في وجود التهاب في الجذور، يجب الذهاب إلى الطبيب لمعالجة هذا الجزء ومنع انتشار البكتيريا. وعادة ما يتم معالجة الجذور خلال جلسة واحدة مع الطبيب أو عدة جلسات حسب الحالة، وتكونالخطوات كالتالي:

  1. يتم إزالة اللب المصاب أو التالف.
  2. يقوم الطبيب بتشكيل نظام كامل لقناة الجذر بعد ذلك.
  3. يتم بعد ذلك تنظيف وتطهير قناة الجذر بالكامل.
  4. عمل حشو وغلق لقناة الجذر.
  5. بعد ذلك، يتم وضع حشو مباشرة على الجذر مثل حشو الكومبوزيت، أو وضع ما يسمى بطربوش الأسنان (كراون).

يجب أن يكون الطبيب منتبه أثناء إجراء حشو الجذور حيث تحدث الكثير من الحوادث مثل كسر بعض الأدوات، أو إيقاع قدر كبير من المطهر هيبوكلوريد الصوديوم الذي يؤدي إلى حدوث التهابات شديدة في الأنسجة، ويجب أن يتأكد الطبيب من إزالة جميع البكتيريا الموجودة في الجذور لأنه إذا تم ترك أى أجزاء من البكتيريا حتى ولو جزء صغير جدا فإن هذا يؤدي إلى انتشار البكتيريا مرة أخرى ويحدث تغير في لون الأسنان المصابة.

الميكروسكوب لـ معالجة الأسنان المجهرية

يُعَد استخدام الميكروسكوب في معالجة الأسنان المجهرية أحد التطورات الهامة في هذا المجال، وذلك لأنه يوفر تكبيرًا كاملاً وعالي الجودة للمناطق الدقيقة جداً في جذور الأسنان، مما يسهل تحديد الإصابات والتهابات وغيرها من المشكلات.

حيث لا يكون لجميع الأسنان جذر واحد ولكن يوجد مجموعة من الأسنان لها أكثر من جذر وبالتالي فإن استخدام المجهر أو الميكروسكوب في هذه الحالة يكون أمر مفضل من أجل تحديد أي جذر مصاب وأي جزء من هذا الجذر به البكتيريا المسببة للألم حتى يتم معالجتها بصورة كاملة وتنظيفه بشكل كامل، دون شعور المريض بأي ألم في الفحص وغيره.

التصوير الشعاعي والمقطعي لـ معالجة الأسنان المجهرية

يعتبر استخدام التصوير المقطعي ثلاثي الأبعاد في علاج الأسنان المجهرية أمرًا حاسمًا، لأنه يسهل تحديد المنطقة التي يعاني منها المريض والتي يحتاج جذرها إلى العلاج من خلال إجراء التصوير المقطعي الثلاثي الأبعاد.

يساعد التصوير الشعاعي الرقمي في توفير تخطيط دقيق لعملية العلاج ومراقبة جودة الحشو وثباته في مكانه، ومراقبة عملية العلاج التدريجية لجذور الأسنان، وكذلك متابعة وجود أي جزء آخر من البكتيريا.

علاج الجذور الجراحي

في بعض الأحيان، لا تستجيب الأسنان للعلاج المعتاد، الذي يتضمن التنظيف ووضع حشوة للعلاج. في هذه الحالات، يكون العلاج الجراحي ضروريا، ويعرف بجراحة العصب. يتم تنفيذها عن طريق إجراء عملية استئصال جزء من الجذر، ويتم تخدير المنطقة المراد علاجها محليا لتجنب الألم لدى المريض. يقوم الطبيب بإجراء شق صغير في اللثة بالقرب من السن المصاب، ثم يقوم بإزالة جميع الأجزاء الملتهبة والمصابة، وبعد ذلك يوضع حشوة صغيرة لإغلاق القناة. يتم خياطة اللثة فيما بعد.

بعد إجراء هذه العملية، ينصح الأطباء بوضع كيس من الثلج على المنطقة المصابة للحد من الالتهاب والانتفاخ.

الرعاية الخاصة بعد معالجة الأسنان المجهرية

  • ينصح الأطباء بتركيب ما يسمى بالتاج أو الطربوش، أو حشوة دائمة بعد إجراء حشو للعصب أو عملية جراحية في الأسنان، بهدف استعادة الأسنان بشكل أفضل.
  • يجب تجنب المضغ أو العض على الجزء الذي تم معالجته.
  • يجب الاهتمام بتنظيف الفم بشكل مستمر باستخدام الفرشاة والمعجون والخيط الطبي، وإجراء فحوصات بشكل منتظم لتجنب تراكم البكتيريا في الفم وتفادي الإصابة بالألم مرة أخرى.

هل تصلح جميع الأسنان للعلاج المجهري

تعني أنه في بعض الحالات لا يمكن علاج الأسنان بسبب عدة أسباب، من بينها الأهمية

تتمثل صعوبة الوصول إلى القنوات الخاصة باللب الملتهب في ضيقها الشديد ورقتها الشديدة، أو إذا تعرض جذر السن لكسر شديد، أو إذا لم تتوافر العظام الكافية في الفك لتمسك السن وثبته في مكانه، أو إذا كان السنضعيفًا جدًا لدرجة أنه لا يمكن عمل حشو تاجي له.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى