مظاهر محبة الانصار للرسول
أرسل الله سبحانه وتعالى لنا سيدنا محمد ليخرج الناس من ظلمات الجهل والكفر إلى نور الحق وعبادة الله، كان رسول الله بين أصحابه وأنصاره كالأب والأخ والقائد، وكانت المحبة التي حملها أصحابه له صلى الله عليه وسلم عظيمة وعميقة، وكانت أهم بالنسبة لهم من المال والأبناء، حتى كانت أهم من حياتهم، وهناك العديد من الأمثلة في التاريخ الإسلامي تدل على ذلك.
مظاهر محبة الأنصار للرسول
عندما دخل النبي المدينة، كان أهل المدينة ينتظرونه بشدة، وعندما دخل عليهم، انتشر البهجة والسرور بقدوم الحبيب لليوم بأكمله. فكان اليوم مليئا بالفرح والاحتفال بقدوم نبي الله. كان هذا اليوم يوما للاحتفال بتحول الإسلام من الضيق والقيد إلى الحرية والتوسع، وكانت هذه اللحظة تاريخية في التاريخ الإسلامي. وظلوا يهتفون: `جاء نبي الله، جاء نبي الله` ويقولون أيضا: `يا رسول الله، يا محمد، يا رسول الله`.
ذُكر في سند حديث عن الإمام مسلم أنه عندما دخل النبيُّ صلى الله عليه وسلم المدينة، صعد الرجال والنساء فوق البيوت، وتفرق العلماء والخدم في الطرق ينادون: «يا محمدُ، يا رسول الله، يا محمد، يا رسول الله».
بعدما استمر رسول الله في المشي وسط هذا الاستقبال الجماهيري العظيم الذي لم يحدث في التاريخ، نزل صلِّ الله عليه وسلم في بيت أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه، وبدأ التخطيط لبناء المسجد النبوي.
التنافس في حب رسول الله
يؤكد “حب الصحابة لرسول الله كان يتضمن المنافسة والجدّ في سبيل رضاه، والسعي لتحقيق محبته، حيث يرغب كل شخص في الفوز بحبّ رسول الله أكثر من غيره، وكانوا يجتهدون في السعي لإرضاء رسول الله والإخلاص له.
من أمثلة هذا ما رواه أسامة بن زيد عن أبيه رضي الله عنهما
“اجتمع على وجعفر وزيد بن حارثة فقال جعفر: أنا أحبكم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم”، وقال علي: “أنا أحبكم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم”، وقال زيد: “أنا أحبكم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم”، فقالوا: “انطلقوا بنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم نسأله”، قال أسامة: “فجاءوا يستأذنونه.
فقال: قال “اخرج فانظر من هؤلاء”، فأجبت: “هؤلاء جعفر وعلي وزيد”، فقال: “أذن لهم”، فدخلوا وسألوه: “من الذي تحبه أكثر؟”، فأجاب: “فاطمة”، ثم سألوه عن الرجال فقال: “أما جعفر فأنت مثلي في الخلق، وأنت مني ومن شجرتي، وأما علي فأنت ابني وختمي، وأنا منك وأنت مني، وأما زيد فأنت مولاي ومني وإلي وأحب الناس إلي”، فأثنى على زيد وكرم الآخرين.
حديث يدل على محبة الرسول للأنصار
قام أهل المدينة من الأنصار بتقديم الكثير من التضحيات والمحبة لرسول الله وللمهاجرين المسلمين، وآخوا الرسول بين المهاجرين والأنصار حتى صار كل واحد منهم أخا للآخر، وكان الأنصار يشاركون المهاجرين في المال والمنازل والأملاك، وقال رسول الله الكثير من الأحاديث التي تدل على محبته للأنصار، رضوان الله عليهم.
وفقًا لحديث البراء، قال النبي صلى الله عليه وسلم عن الأنصار: `لا يحبهم إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق`.
-عن أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ صل الله عليه وسلم، قَالَ: (آيَةُ الإيمانِ حُبُّ الأَنْصارِ، وَآيَةُ النِّفاقِ بُغْضُ الأَنْصارِ)، متفق عليه.
-قال رسول الله صل الله عليه وسلم: من أحب الأنصار، أحبه الله، ومن أبغض الأنصار، أبغضه الله.
-قال رسول الله صل الله عليه وسلم: (يحب الأنصار المؤمنين، ويبغضهم المنافقون، ومن أحبهم أحبه الله، ومن أبغضهم أبغضه الله).