المجتمعمنوعات

مظاهر العولمة في مجتمعنا

مفهوم العولمة

العولمة تعني تسريع الحركات والتبادلات للبشر والسلع ورأس المال، والخدمات والتقنيات، والممارسات الثقافية في جميع أنحاء العالم، وهناك العديد من الآثار الإيجابية والسلبية للعولمة

تعمل العولمة على تعزيز وتقوية التفاعلات بين مختلف المناطق والسكان في جميع أنحاء العالم، حيث أن منظمة الصحة العالمية تعرف العولمة بأنها زيادة الترابط والاعتماد المتبادل بين الشعوب والبلدان .

وفقًا للجنة سياسات التنمية، يمكن تعريف العولمة على أنها زيادة الترابط بين الاقتصادات العالمية نتيجة اتساعات التجارة العابرة للحدود للسلع والخدمات وتدفق رأس المال الدولي، وانتشار التكنولوجيا بشكل واسع وسريع .

تعرف العولمة في الجغرافيا بأنها مجموعة العمليات الاقتصادية ، والاجتماعية ، والثقافية ، والتكنولوجية والمؤسسية التي يمكنها المساهمة في العلاقة بين المجتمعات ، والأفراد في مختلف أنحاء العالم ، فهي عملية تقدمية يتم من خلالها تكثيف التبادلات ، والتدفقات بين أجزاء مختلفة من العالم .

العولمة مرتبطة بشكل كبير ووثيق بالأنظمة والأسواق الاقتصادية، والتي تتأثر بالقضايا الاجتماعية والعوامل الثقافية المعقدة والخصائص الإقليمية وجداول العمل والشبكات التعاونية.  

آثار العولمة

بدأت العولمة في الظهور بشكل بدائي عند استقرار البشر لأول مرة في مناطق مختلفة من العالم ، وعلى الرغم من ذلك فقد أظهرت تقدم سريع إلى حد ما في الآونة الأخيرة ، وأصبحت ديناميكية دولية ، وقد ازدادت بسبب التقدم التكنولوجي من حيث السرعة والنطاق ، بحيث تأثرت في البلدان في جميع القارات الخمس .

استفادت الدول المتقدمة من العولمة عبر تنافس الشركات في جميع أنحاء العالم، وإعادة تنظيم الإنتاج والتجارة الدولية، وتكامل الأسواق المالية، حيث تؤدي العولمة إلى نفوذ الشركات والمنظمات الأخرى في جميع أنحاء العالم .

قد يجادل بعض الاقتصاديين بأن العولمة تساعد على تعزيز النمو الاقتصادي وزيادة التجارة بين الدول، وعلى الرغم من ذلك، قد يرى خبراء آخرون وكذلك العامة أن الآثار السلبية للعولمة تفوق على الفوائد .

يعتقد بعض النقاد أن العولمة تسبب ضرراً على الدول الأقل ثراءً، والشركات الصغيرة التي لا تستطيع المنافسة مع الشركات الكبرى، والمستهلكين الذين يواجهون تكاليف إنتاج أعلى، ومخاطر الاعتماد على مصادر خارجية للوظائف .

يتمثل هدف العولمة في توفير مكانة تنافسية متفوقة للمنظمات بتكاليف تشغيل أقل، وذلك لاكتساب عدد أكبر من المنتجات والخدمات والمستهلكين، حيث يتم ذلك من خلال تنويع الموارد وخلق فرص استثمارية جديدة وتطويرها، ويتم ذلك عن طريق فتح العديد من الأسواق الإضافية والوصول إلى مواد خام وموارد جديدة .

تؤثر درجة عولمة المنظمة وتنوعها على الاستراتيجيات التي تستخدمها لمتابعة العديد من فرص التنمية والاستثمار ، تجبر العولمة الشركات على التكيف مع الاستراتيجيات المختلفة بناءً على الاتجاهات الأيديولوجية الجديدة التي تعمل على تحقيق التوازن بين حقوق ، ومصالح كل من الفرد والمجتمع .

مظاهر العولمة الاقتصادية

لا تقتصر العولمة على الجانب الاقتصادي فقط، فهي تشمل أيضًا مظاهر أخرى مثل المعلومات والتصورات التي ترافق تبادل السلع والرأسمال، وانتشار السلع في الأسواق .

أحد أبرز جوانب العولمة الاقتصادية التي يتم الاعتراف بها بسهولة هو فتح الأسواق للتجارة الخارجية وزيادة الاستثمار في الأعمال التجارية الزراعية في النصف الثاني من القرن الماضي، مما أدى إلى زيادة كبيرة في الاستثمار الأجنبي المباشر المتعلق بتجهيز الأغذية .

من بين علامات العولمة الاقتصادية هو تحفيز الدول على التخصص والاستفادة من مبدأ الميزة النسبية للوصول إلى أسواق أكبر حيث قد يواجه الشركات طلبا أعلى على منتجاتها مما يؤدي إلى انخفاض متوسط تكاليف الإنتاج .

تواجه الشركات الكبيرة متعددة الجنسيات صعوبات في تنسيق أنشطة الشركات التابعة الموجودة في العديد من البلدان، ويعتبر الكثيرون أن النفوذ والتأثير المتزايد للشركات الكبيرة متعدة الجنسيات يشكلان خطرًا كبيرًا على العولمة .

تستطيع الشركات الكبيرة والمتعددة الجنسيات تحويل استثماراتها بين الأقاليم بحثًا عن الأنظمة التنظيمية الأكثر ملاءمة، وقد تستطيع الشركات المتعددة الجنسيات العمل كعمليات احتكار محلية للعمالة، ودفع الأجور بأقل من توازن السوق الحر .

العولمة السياسية

تعد العولمة السياسية متغيرًا يدور حول التسلسلات المبتكرة للبحث والاختيار، حيث يسمح ببناء جدول زمني للسياسة العالمية واستخلاص أجندة للمشاكل العالمية ذات الأولوية منها .

العولمة السياسية تؤثر على المفهوم الاستراتيجي للدولة، وذلك لأنها تفرض العديد من القيم السياسية والاجتماعية والثقافية الغربية، ويمكن أن تؤثر بشكل كبير على العلاقات مع الدول الأخرى في جميع أنحاء العالم .

يعتبر التأثير السياسي ومظاهر العولمة الثقافية يأتي عبر انتشار القنوات الفضائية والبرامج التلفزيونية والمسلسلات التي لا تحترم القيم والتقاليد والعادات الشرقية، ويمكن أن تصبح هذه البرامج أداة لتدمير هذه القيم والتقاليد .

كما إننا نجد أن العولمة السياسية قد تفرض هيمنة كبيرة على دول العالم النامية والضعيفة ، وذلك من خلال التأثير في اقتصاد تلك الدول ، كما لا ينظر إلى الرأي العام في الدول النامية ، مما يتسبب ذلك في إثارة الاضطرابات ، والمشاكل لذلك قد تسبب العولمة السياسية عدم الاستقرار لبعض الدول .

سلبيات العولمة

: جعلت العولمة العالم يشبه قرية صغيرة، وساعدت في تطوير وتوسيع آفاقالتكنولوجيا، ولكن مع وجود العديد من الإيجابيات، هناك العديد من السلبيات للعولمة، من بينها ما يأتي:

  • لم تحقق العولمة المكاسب المتوقعة في حقوق العمال وحقوق الإنسان وحماية البيئة .
  • تساهم العولمة في التجانس الثقافي، وهذا يمكن أن يؤدي إلى فقدان بعض الشعوب لهويتهم وإنشاء ثقافة واحدة من خلال توافق أذواق الناس .
  • يمكن أن تزيد الشركات متعددة الجنسيات من سلطتها، وذلك على حساب الحكومات والمواطنين .
  • تسعى العولمة لإثارة الشك في المعتقدات الدينية، ويُفضل الفكر اللاديني الغربي في ذلك، إذ تسعى إلى استبدال العقيدة الإسلامية بالفلسفة المادية الغربية .
  • لقد ساهمت العولمة بشكل كبير في نشر الكفر والإلحاد، ونشر العديد من الأفلام التي تعلم الشعوذة والسحر .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى