مظاهر التسامح
التسامح والعفو هما من أهم الصفات الحميدة التي تساعد على نشر الألفة والتآخي والمحبة بين أفراد المجتمع، وبالتالي يتمتع هذا المجتمع بالترابط والخير والتكافل الاجتماعي بين أفراده، إلى جانب العديد من فوائد التسامح الأخرى .
مفهوم التسامح
يمكن تعريف التسامح بأنه إزالة المشاعر والانفعالات والأفكار السلبية التي ترافق الغضب والمواقف الصعبة، واستبدالها بأفكار إيجابية محايدة تجاه الذات والآخرين .
انواع التسامح
رغم أن مفهوم التسامح ومعناه واحد مهما اختلف الظروف، إلا أن هناك مجموعة متنوعة من أنواع التسامح، وتتضمن:
-التسامح الديني : يعتبر التسامح الديني واحدًا من أهم أشكال التسامح، حيث يؤكد على ضرورة وجود تسامح وتعايش بين الأشخاص الذين ينتمون إلى ديانات مختلفة، وخاصةً من أبناء الوطن الواحد، مع الحرص على رفض العنف والإرهاب تجاه أي شخص ينتمي إلى ديانة أخرى .
-التسامح السياسي : يتطلب ذلك تطبيق الديمقراطية بمعناها الصحيح الذي يضمن حرية التعبير عن الرأي سواء للأفراد أو الجماعات، ما دامت تلك الآراء لا تسبب أي ضرر على الأفراد أو المجتمع .
-التسامح الفكري : من المؤسف أن اختلاف الأفكار أصبح اليوم سببًا للعداء بين الكثير من الأشخاص، مما يؤكد أهمية نشر ثقافة التسامح الفكري .
-التسامح العرقي : كانت التفرقة العنصرية بين الأشخاص وفقًا للون والعرق فكرة منتشرة في الماضي ولا تزال لها تأثير في العصر الحاضر، ولكن التسامح العرقي يهدف إلى القضاء على هذا النوع من التفرقة العنصرية .
اهمية التسامح في حياتنا
يُعد الشخص الذي يتمتع بالتسامح شخصية قوية في المجتمع، لأن هذه الصفة النبيلة تحتاج إلى قدر كبير من الثقة بالنفس والقدرة على التعامل مع الآخرين وقبول الاختلافات بينهم .
يساعد العمل الجماعي في المجتمع الإنسان على فهم معنى التعاون ويساعد في الشعور بالاستقرار والهدوء النفسي والداخلي بشكل مستمر .
بالإضافة إلى ذلك، يتمتع الشخص المتسامح بشخصية محترمة ومحبوبة من الآخرين، ويجعل الآخرين يتطلعون إلى الاستماع إلى آرائه حول أي موضوع أو موقف لأنهم يثقون في حياديته .
العفو عن الناس والصفح عنهم، وخصوصًا إذا كان ذلك ممكنًا، يُعد من الأعمال الصالحة التي تحصل بها المسلم على الأجر والثواب العظيمين وتحقق بهما رضا الخالق عز وجل .
يساعد التسامح على تنشيط الإنسان بالطاقة الإيجابية، كما يجعل حياته خالية من الصراعات والمشاكل، ويساعد على استبدال مشاعر الكراهية والحقد بمشاعر الحب والتسامح والعفو .
عندما يتسم أفراد المجتمع بالتسامح، يساعد ذلك على نشر قيم الحب والتآزر في المجتمع ويجعل المجتمع متحابًا ومتراحمًا ومزدهرًا .
-ومن ناحية أخرى أشارت بعض الأبحاث والدراسات إلى أن التحلي بالتسامح يعود على الإنسان بالعديد من الفوائد الصحية مثل التخلص من أمراض القلب والأوعية الدموية وضغط الدم التي تنتج عن الغضب وعدم التسامح ، بل ويُساعد أيضًا على تقوية الجهاز المناعي وعلى التخلص من الشعور بالاكتئاب والحزن .
التسامح في الإسلام
ظهرت مظاهر التسامح بشكل كبير في الإسلام وفي عدة مواضع، مثل:
-عندما فرض الله تعالى العبادات والطاعات المختلفة على الإنسان لم يخلوا ذلك من وجود قدرًا من الرحمة والتسامح مع أي شخص غير قادرًا على تنفيذها ، ومن مظاهر ذلك إعطاء الرخصة للمرضى والمسافرين بالإفطار في رمضان ثم تعويض أيام الصيام بعد ذلك وجاء ذلك في قوله تعالى : { أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ } سورة البقرة [اية : 184] .
-عندما عاد رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إلى مكة المكرمة كفاتح منتصر، وقف عند باب الكعبة وقال: {الله وحده لا شريك له، صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده} حتى قال: {يا معشر قريش، ما رأيكم فيما أفعل فيكم؟} قالوا: خيرا، أيها الأخ الكريم وابن الأخ الكريم، فقال: {اذهبوا فأنتم الأحرار} .