منوعات

مظاهر الاستبعاد الاجتماعي بالأمثلة

من مظاهر الاستبعاد الاجتماعي

تتعدد أشكال الاستبعاد الاجتماعي حسب تنوع البيئات التي تظهر فيها هذه الظاهرة وتنوع الجوانب التي تشملها موضوع الاستبعاد أو الاقصاء الاجتماعي. وفي هذا السياق، فإن كلمة `اجتماعي` لا تشير إلى الجانب الرئيسي في هذه الظاهرة، وإنما المفهوم الأساسي هو استبعاد فئة من المجتمع أو اقصاء فئة من الأفراد عن التفاعل الاجتماعي مع الآخرين. وبالتالي، يمكن القول أن مظاهر الاستبعاد الاجتماعي يمكن أن تكون سياسية واقتصادية أيضا. وتهدف هذه المقالة إلى عرض نماذج للاستبعاد الاجتماعي الذي يحدث على مستويات مختلفة وفي مجالات متنوعة وبأسباب متعددة.

تقييد حرية التعبير

الاقصاء بشكل عام له جوانب متعددة، حيث يمكن أن يكون الاقصاء سياسيا عن طريق حرمان الشعوب من حقها في التعبير عن آرائها. وهذا يتعارض مع مبادئ الحوكمة التي تمت الموافقة عليها من قبل المنظمات الدولية مثل البنك الدولي، والذي وضع مبدأ هاما للاندماج الاجتماعي للشعوب وهو اختيار الحكومات وإزالتها في الوقت الذي يعتبر فيه أداء الحكومة غير مرض من قبل المواطن. وبالتالي، تنطبق بعض الأنظمة الاستبدادية حيث يتم تطبيق الاقصاء الاجتماعي ويحرم الشعوب من التعبير عن آرائهم السياسية.

التمييز الاجتماعي السياسي

يمكن للإقصاء الاجتماعي أن يشمل البعد السياسي في نفس الوقت، حيث يتم ذلك عن طريق تقييد التفاعل بين المجتمع والحكومة، والتي تتجلى في عدة أشكال تتعلق بإقصاء المجتمع من خلال حرمانه من حقوق المواطنة وتقييد الحقوق الأساسية مثل حق التنظيم، بالإضافة إلى بعض الجوانب الأخرى مثل عدم تحقيق المساواة في فرص الحياة، حيث يسيطر طبقة اجتماعية ما، مثل النخبة السياسية أو الطبقة الاجتماعية العليا، على جميع المزايا المتاحة للمجتمع.

دون أن يكون هناك مراعاة لمبدأ المساواة الاجتماعية ، حيث تقوم الدولة في مثل هذه الحالات ، بمنع الحريات المدنية التي كفلها الدستور للمواطن في كل الدول ، وتصبح للطبقات المهيمنة في المجتمع ، حقوق الوصول إلى كل مطالبها على حساب الطبقات الأخرى في المجتمع ، وبالتالي يحدث ما يسمى بالاقصاء السياسي الاجتماعي.

التمييز الطبقي العرقي

أحد جوانب الاقصاء الاجتماعي هو التمييز بين طبقات المجتمع، وذلك عن طريق التفرقة العنصرية التي تأخذ أشكالا مختلفة، مثل التمييز العرقي. يحدث الاقصاء الاجتماعي عندما يتم تهميش طبقة في المجتمع بسبب التمييز العنصري بناء على العرق، وهذا يكون واضحا بشكل كبير في المجتمعات المتعددة الطبقات التي تحتوي على تنوع طبقي. يحدث التمييز بين الطبقات الاجتماعية فيما بينها بسبب الانتماء إلى طائفة أخرى، وهذا يؤدي إلى اقصاء اجتماعي لهم في مجالات مثل الحقوق الاقتصادية، مثل تحجيم فرص العمل والحصول على وظائف وكذلك اقصاءهم اجتماعيا فيما يتعلق بحقوقهم الائتمانية.

على سبيل المثال، عانت جنوب أفريقيا لفترة طويلة من التمييز العنصري بين البيض والسود، حيث ساد نظام حكم قائم على التفرقة العنصرية بناء على اللون. تم استبعاد السود اجتماعيا ولم تحظ بحقوق متساوية مع البيض، وعند تحليل الوضع في جنوب أفريقيا قبل فترة الفصل العنصري، يتضح وجود مجموعة من المشاكل الناتجة عن الفصل العنصري. وعانى المواطنون في جنوب أفريقيا في فترة ما قبل عام 1994 بسبب حكم الأقلية البيضاء، حيث تم استبعاد المواطنين من المناصب والوظائف وتعرضوا للتمييز العنصري وفقا للون.

التمييز على أساس الجنس

يحدث الاقصاء الاجتماعي بسبب التمييز على اساس الجنس ، وهو في الغالب يكون في تلك المجتمعات التي يكون بها اضطهاد للمرأة ، حيث يتم اقصائها اجتماعياً من الاندماج في المجتمع ، بسبب جنسها ، حيث تحكم بعض المجتمعات عادات ، وتقاليد ربما تكون حائلاً ضد مشاكرة المرأة في المجتمع ، وهو أحد مظاهر الاقاصء الاجتماعي الذي اهتم به المتخصصون ، لتفسير استبعاد المرأة عن مناحي الحياة ، و قد يتخذ الاستبعاد الاجتماعي شكل التمييز ضد المرأة من خلال تقليل فرصة هذه النساء ، للوصول إلى حقوقها الأسايسة ، والسياسية ، و منعها من المشاركة في سوق العمل.

الاقصاء الاجتماعي في بيئة العمل

يمكن أن يحدث الاستبعاد الاجتماعي في أي بيئة أو مكان، حيث تترابط العلاقات الاجتماعية بشكل عام وتتداخل. ونظرا لتعدد عوامل الاستبعاد، قد يظهر هذا حتى في بيئة العمل، نتيجة لاضطهاد صاحب العمل للموظف على سبيل المثال، وخاصة الموظفين الذين يتميزون بالجدية أو المهارات الفائقة التي تفوق مهارات أصحاب العمل. وبالتالي، يتم استبعاد هؤلاء اجتماعيا ويمكن أن يتم حرمانهم من المزايا الوظيفية التي يستحقون الحصول عليها.

وبهذا السبب نرى أن له تأثيرات مختلفة ومتنوعة وأنواع مختلفة تؤثر على الأفراد في السياق الاجتماعي، ومن المستحيل أن يكون هناك تقييد وتحديد لسبب واحد في سياق الإقصاء الاجتماعي، حيث أن عمليات الإقصاء الاجتماعي في المجتمع لا تنطوي على عمل متعمد واحد، فالأسباب كثيرة، والأطراف التي تقوم بعملية الاستبعاد كثيرة، والنتيجة في النهاية هي تشكيل عمليات وعلاقات تعتمد على القوة غير المتكافئة.

تهميش الطبقات الفقيرة

من بين ظواهر الاقصاء الاجتماعي، يأتي التمييز الطبقي للفقراء، حيث يؤثر هذا الأمر على الطبقات الفقيرة المحرومة، خاصة في مجال الخدمات العامة. يحق لجميع الطبقات في المجتمع الوصول إلى هذه الخدمات، ويجب أن تتسم هذه الخدمات بثلاثة معايير رئيسية: العدالة والمساواة والجودة. يؤدي الاستبعاد الاجتماعي إلى زيادة الفقر في المجتمعات، وينشأ هذا الفقر نتيجة لعدم المساواة بين الفئات الاجتماعية. يرون المتخصصون أن التغلب على أزمة الفقر في المجتمعات يتطلب القضاء على الآثار السلبية للاستبعاد الاجتماعي.

في الهند على سبيل المثال ، يتواجد طبقات فقيرة ، تحت خط الفقر ، بشكل هائل ، وهناك نوع من الاستبعاد الاجتماعي للطبقة الفقيرة خاصة في مجالات عدم حصولها على الخدمات العامة ، ولكن جاءت الحكومة الهندية نحو تحقيق استراتيجية الادماج الاجتماعي ، وتحقيق ما يسمى بالتمثيل لكافة طبقات المجتمع ، حيث دمجت مجموعة من الشباب الفراء في وظائف الخدمة المدنية ، لتحقق الادماج الاجتماعي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى