يعد كتاب وحي القلم لمصطفى صادق الرافعي من أهم الأعمال الأدبية وأجملها، ويتكون من ثلاثة أجزاء، وهو عبارة عن مجموعة مقالات إنشائية ونقدية مأخوذة من الحياة الاجتماعية والتاريخ الإسلامي والقصص المنشورة في العديد من المجلات والصحف الشهيرة في بداية القرن السابق، مثل السياسة والمقتطف والبلاغ وجريدة المؤيد وغيرها.
ما يتضمنه كتاب وحي القلم
يمكن لكتاب وحي القلم أن يجمع جميع خصائص مصطفى رفاعي الأدبية، إذ تتميز بأسلوب واضح، ويمكنه أيضا جمع جميع الخصائص النفسية والعقلية، حيث تكشف عن عواطفه ووقاره وخلقه وشبابه وتدينه، وكذلك نحسه بغضبه ومرحه. لمن يريد معرفة مصطفى رفاعي حقا، فعليه بقراءة هذا الكتاب والتعرف على آرائه وأفكاره. بدأ مصطفى رفاعي كتابة هذه المقالات في عام 1934، حيث كان يكتب كل أسبوع قصة أو مقالة وينشرها في مجلة رسالة. وتنوعت مواضيع الكتاب بين الوصف والحب والإسلام وآدابه والجماليات القرآنية، وكتبت هذه المواضيع على شكل قصص لجذب القارئ.
وقد استطاع الكاتب أن يجمع في الجزء الأول من كتابه أربعين مقالة، وست وأربعين مقالة في الجزء الثاني، أما الجزء الثالث فإنه يحتوي على خمس وأربعين مقالة، وعن أروع وأشهر المقالات التي قدمت في هذا الكتاب، هو مقال اليمامتان، وعاصفة القدر، وبنته الصغيرة، وانتصار الحب، والطفولتان، والقبح الجميل
نبذة عن مصطفى الرافعي
هو مصطفى صادق بن عبد الرازق بن سعيد بن أحمد بن عبد القادر الرافعي، وهو سوري الأصل لكنه ولد ونشأ في مصر، انتماءه إلى أسرة عريقة وذات مكانة أدبية مرموقة ثقل من موهبته واطلاعه الكثير على الكتب جعله ذو موهبة أدبية فريدة، فقد عمل والده اض شرعي، وقد درس الرافعي في كتاب القرية وحفظ القرآن الكريم.
لم يستمر الأفعى في تعليمه، فعندما حصل على شهادة الابتدائية في محافظة دمنهور، أصيب بمرض التيفود الذي أبقاه في فراشه لعدة أشهر. وبعد شفائه من المرض، فقد فقد سمعه نهائيا عندما بلغ الثلاثين من عمره. وعلى الرغم من أن مصطفى الرافعي لم يحصل سوى على شهادة الابتدائية مثل العقاد، إلا أنه كان يعاني من إعاقة دائمة حيث لم يكن يسمع، ولكنه على الرغم من كل شيء كانت إرادته قوية ولم يهتم بالعقبات.
حياة الرافعي الأدبية
لم يستمر الرافعي في كتابة الشعر طويلا، وأتجه إلى كتابته النثر، وعلى الرغم من أنه لفت الأنظار إليه في كتاباته الأدبية، ولكنه لم يستطع أنيتوصل كما توصل شعراء عصره مثل أحمد شوقي وأيضا حافظ إبراهيم، وهناك بعض كتب التي تعبر عن بعض الدراسات الأدبية وأهمها (تاريخ آداب العرب)، وهناك كتاب (تحت الراية القرآن)، ففي هذا الكتاب يتحدث عن الإعجاز في القرآن، وفي هذا الكتاب يقوم برد على آراء طه حسين وخاصة كتابه (الشعر الجاهلي)، فعبقرية مصطفى الرافعي قد ظهرت بصورة جميلة ووصل من خلالها إلى مكانة شامخة في تاريخ الأدب العربي سواء كان قديما أو معاصرا وخاصة في مجال المقال، وأبدع فيها الرافعي إبداعا يفوق كل الإبداعات هي المقالات التي جمعها مصطفى الرافعي في كتابه المميز وحي القلب.
وفاته
بعد مسيرة حافلة بالإنجازات والطموحات المحققة، شغل مصطفى الرافعي عدة مناصب مهمة، بما في ذلك أمين سر في محكمة طلخا وفي محكمة طنطا الشرعية، وتوفي عام 1937 عن عمر يناهز 57 عامًا.
ترك لنا الأدب النثري الأهم منها أوراق الورد ورسائل الأحزان، وتحت راية القرآن وإعجاز القرآن وكتاب المساكين وحديث القمر