أفادت دراسة بأن اتباع نظام غذائي غني بمضادات الأكسدة يقلل من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني. وأجرى فريق من الباحثين في INSERM دراسة حول تأثير مضادات الأكسدة على خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني. وأظهرت الدراسات السابقة أن بعض المواد المضادة للأكسدة، مثل فيتامين C و E والليكوبينات والفلافونويد، ترتبط بتقليل خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني. وأراد الباحثون في هذه الدراسة التأكد مما إذا كان النظام الغذائي العام يرتبط بمرض السكري.
تفاصيل الدراسة : استخدم الفريق بيانات دراسة تسمى E3N، التي ضمت حوالي 100,000 امرأة فرنسية ولدن بين عامي 1925 و 1950، وتمت متابعتهن منذ عام 1990. ثم قام فريق آخر من INSERM بدراسة أكثر من 60,000 امرأة لم تعان من مرض السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية من عام 1993 إلى 2008. وأجاب المشاركون على استبيان حول نظامهن الغذائي في بداية الدراسة، وذلك بتوضيح ما لا يقل عن 200 نوع من المواد الغذائية المختلفة. قام فريق البحث INSERM بحساب مستوى القدرة المضادة للأكسدة لكل مشاركة باستخدام بيانات وقاعدة بيانات إيطالية تحتوي على معلومات حول قدرة المواد المضادة للأكسدة الموجودة في مجموعة كبيرة من الأطعمة المختلفة. بعد ذلك، درس الفريق الروابط بين هذه النتائج وخطر انتشار مرض السكري خلال فترة المتابعة.
نتائج الدراسة : أظهرت النتائج أن زيادة استهلاك مضادات الأكسدة لما يصل إلى 15 مليمول في اليوم تقلل من خطر الإصابة بمرض السكري، ومع ذلك، فإن تأثيرها يزداد عند تناول مستويات أعلى بكثير. يمكن الحصول على هذا المستوى من مضادات الأكسدة الغذائية من خلال تناول الأطعمة الغنية بالمواد المضادة للأكسدة مثل التوت والفراولة والمكسرات مثل الجوز والبندق والشوكولاتة الداكنة والشاي والخوخ.
بالإضافة إلى ذلك، أظهرت نتائج الدراسة أن المشاركين الذين كانت لديهم أعلى درجات من مضادات الأكسدة، انخفض خطر إصابتهم بمرض السكري بنسبة 27 في المئة، مقارنة بالمشاركين الذين كانت لديهم أدنى درجات. وتحتوي الفواكه والخضروات والشاي والتوت الأحمر بشكل رئيسي على المواد الغذائية المضادة للأكسدة.
يعتمد هذا الارتباط على الأخذ في الاعتبار جميع العوامل والمخاطر التي تعرض للإصابة بالسكري، مثل التدخين ومستوى التعليم وارتفاع ضغط الدم وارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم وتاريخ العائلة لمرض السكري، وقبل كل شيء، متوسط وزن الجسم، فهو العامل الأهم، وهذا ما أوضحته فرنشيسكا رومانا مانشيني، المؤلفة الأولى للدراسة.
القهوة ومرض السكري : قال غي فاغرازي، الباحث الرئيسي في دراسة E3N ، إن البحث لم يتضمن القهوة على الرغم من احتوائها على مستويات عالية من مضادات الأكسدة. وذلك لأن المركبات المضادة للأكسدة في القهوة تمت دراستها بالفعل وثبت أنها تقلل من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2، وتقدم النتائج المضادة للأكسدة من مصادر أخرى. يكتمل هذا العمل بمعرفتنا الحالية لتأثير الأطعمة والعناصر الغذائية المعزولة، ويوفر رؤية شاملة أكثر للعلاقة بين الغذاء وداء السكري من النوع 2 .
في الختام، أوضح مانسيني أن مضادات الأكسدة تقاتل تأثير الجذور الحرة التي تضر الخلايا بشكل عام، ولكن مضادات الأكسدة يمكن أن يكون لها أيضا آثار معينة، مثل تأثيرها على حساسية الخلايا للأنسولين ، وقد نشرت نتائج هذه الدراسة في مجلة ديابيتولوجيا من الرابطة الأوروبية لدراسة مرض السكري .
طرق أخرى لتقليل فرصة الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني : بعيدا عن زيادة استخدام الأطعمة الغنية بالمضادات الأكسدة، هناك وسائل أخرى للحد من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، وفقا للمعاهد الوطنية للصحة.
– الحفاظ على وزن الجسم الصحي : يمكن تأخير أو منع مرض السكري من خلال الحفاظ على وزن صحي.
– النشاط البدني : يساعد ممارسة النشاط البدني لمدة لا تقل عن 30 دقيقة لمدة خمسة أيام في الأسبوع على تقليل خطر الإصابة بمرض السكري.
– تناول الطعام الصحي : تناول الأطعمة بأجزاء أصغر يساعد في خفض كمية السعرات الحرارية وفقدان الوزن، واختيار الأطعمة منخفضة الدهون وشرب الماء بدلا من المشروبات السكرية يساعد كثيرا في الوقاية من مرض السكري بشكل عام .