مضادات الاكتئاب تقلل من نوبات الصرع
الادوية التي تستخدم لعلاج الاكتئاب تعمل على تحسين المزاج وتغيير السلوك عن طريق قدرتها على رفع نسبة احد الناقلات العصبية الذي يسمى السيروتونين بطرق مختلفة والسيروتونين هو المسئول عن الحالة المزاجية والاتزان النفسي بكل انواعه في الانسان ، لذلك كان استخدام مضادات الاكتئاب فعال في حالة المرضى الذين يعانون من خلل في نسبة السيروتونين في الجسم وخاصةً في الدماغ ولكن حديثاً تم اكتشاف استخدام جديد لمضادات الاكتئاب بالاضافة الى قدرتها لعلاج الاكتئاب الا ان العلماء اكتشفوا انها تعمل على تقليل نوبات الصرع .
مرض الصرع : إنه مرض مزمن يسبب تشنجات كهربائية في الدماغ واضطرابات دماغية، ولكنه لا يعني أن المريض يعاني من إعاقة عقلية أو اضطراب نفسي، كما أنه ليس مرضا معديا، بل توجد خلل في وظائف الدماغ والخلايا العصبية والألياف العصبية المحيطة بخلايا الدماغ، مما يتسبب في موجات كهروكيميائية مفاجئة تؤدي إلى توقف مؤقت يظهر على المريض بأشكال متعددة مثل فقدان الوعي .
اسباب مرض الصرع : يمكن أن يحدث الصرع لأسباب غير معروفة، وقد أكد الأطباء أن أكثر من 65% من مرضى الصرع ليس لديهم أسباب معروفة. ومن أشهر الأسباب التي تؤدي إلى الصرع هي: التعرض لإصابة قوية في الرأس، ونقص بعض المواد الضرورية في الجسم مثل الكالسيوم والمغنيسيوم والسكري، ونقص الأكسجين خاصة أثناء الولادة. كما يمكن أن يحدث الصرع نتيجة التسمم ببعض المواد السامة، أو بعد الإصابة بمرض التهاب السحايا، بالإضافة إلى توقف وصول الدم إلى الدماغ نتيجة سكتة دماغية، أو ارتفاع درجة الحرارة أثناء الولادة
مضادات الاكتئاب والصرع : من خلال دراسة حديثة أجريت على مرضى مصابين بالصرع ويعانون من اضطرابات نفسية، تم تقسيم المرضى إلى مجموعتين. المجموعة الأولى تناولت مثبطات انتقائية لمادة السيروتونين، مثل الفلوؤوكسيتين (بروزاك) والسيرترالين (زولوفت). أما المجموعة الثانية، فتناولت عقاقير تعمل على تثبيط امتصاص السيروتونين والنورايبينفرين معا، مثل الدلوكسيتين (سيمبالتا) والفينلافاكسين (إفيكسور). يجب ملاحظة أن المجموعتين تناولتا عقاقير تعمل على تحسين المزاج وتستخدم بفعالية كمضادات للاكتئاب .
نتائج التجربة : قام فريق البحث بإشراف الدكتور رامسيس رايبوت، وهو من المركز الطبي لجامعة رش في شيكاغو، برصد حالة 100 مريض يعانون من اضطرابات نفسية وخلل في الاتزان النفسي، بالإضافة إلى الصرع. وقد تمت متابعة تحسن حالتهم بعد ثلاثة أشهر، ثم تم رصد حالتهم مرة أخرى بعد ستة أشهر. وكانت النتيجة تحسن حالة المرضى النفسية وانخفاض كبير في نوبات الصرع بنسبة 86%. وقد أثبتت هذه الأدوية فعاليتها في تقليل نوبات الصرع بشكل كبير وعلاجه. أكد الدكتور أورين دافينسكي، من مركز لانجون الطبي في نيويورك سيتي، أن المضادات الاكتئابية كانت فعالة في مساعدة مرضى الصرع وأن هذه التجربة تؤكد سلامة وفعالية استخدامها مع مرضى الصرع دون أي قلق أو تحفظ .