مصروف الأبناء و كيفية تحديده

غالبا ما يصاب الوالدين بالارتباك والقلق حول تحديد مصروف أبنائهم هل يبخلون عليهم أم يسخرون لهم المال. تصبح الأم والأب في حيرة شديدة من أمرهم. هناك عدد من الأسئلة التي تدور في ذهن الأب، متى سيعطي المصروف لأولاده وما هو المبلغ الذي سيراعونهم به، وهل إذا أسخروا لهم المال سينشأ الطفل مدللا أم لا. يقول رون ليبر، أحد كتاب العمود في صحيفة نيويورك تايمز، إن الآباء والأمهات دائما يتعاملون بأساليب خاطئة مع مصروف أبنائهم، إما أن يعطوا القليل من المال لأبنائهم أو يسخروا المال الزائد، أو يتأخروا في إعطائهم المال مما يقلل من مسؤولية الطفل تجاه نفسه. لا يركز الأبناء على توقيت إعطاء الطفل النقود، هل يعطى المصروف قبل أداء الأعمال المنزلية أو بعدها، خصوصا أن الآباء يجنبون أبناءهم السؤال عن مصدر رزقهم ومن أين يحصلون على الأموال، وهذا خطأ آخر لأن الطفل يطلب دائما ويجد طلبه، وحينما يكبر يفاجأ بعدم وجود ما يريد ويحدث الصدمة الأولى. لذا يقترح خبراء التربية بشأن هذا الأمر عددا من الأسئلة والطرق للإجابة عليها، من بينها:

أولًا متي يجب ان يبدأ الاباء بإعطاء اطفالهم المصروف الشخصي :

وجد الباحثون وخبراء الدكتوراه في نمو الطفل أنهم وصلوا خلال أبحاثهم حول عالم الطفل إلى أنه يبدأ في تحديد رغباته واهتماماته في سن مبكرة قبل دخوله المدرسة. لذلك، فإن هذه المرحلة هي الأنسب لمناقشة المال مع الطفل. قام خبراء عدد من التجارب حيث قدموا للطفل دولارا عند خلعه سنه الأولى. شعر الطفل في تلك اللحظة بالقوة وأراد المزيد من خلع أسنانه للحصول على المزيد من المال. لذا، فإنه من الأفضل أن نبدأ في إعطاء الأطفال المال في الأسبوع الأول من تغيير أسنانهم، حتى يشعروا بقوة المال وكيف يمكن للمال أن يلبي احتياجاتهم .

ثانيًا ما هو المقدار الذي يتم اعطاءه للطفل من المصرف :

السؤال الثاني الأكثر انتشارا بعد السؤال عن سن المصروف هو مقدار المصروف. يقول خبراء التربية أن الأفضل هو البدء بدولار واحد بالأسبوع والاستمرار عليه لمدة عام، ثم مساعدة الطفل وإعطاؤه حصالة لحفظ المال، مع مساعدته على تقسيم المصروف بين الادخار والانفاق والصدقة للمحتاجين والفقراء حتى لو كانوا يعملون في المنزل كما فرضية. الأهم في موضوع الحصالة هو زرع حب التدبير والتعقل في أساليب الصرف في نفوس الأطفال منذ الصغر، فالادخار يغرس فيهم قيم الصبر والتريث بدلا من الاستعجال في الحصول على الأشياء مرة واحدة، وينمي لديهم الصبر في طلب الأشياء والتفكير في أن كل شيء له وقته المحدد للحصول عليه .

يمكن مشاركة الأطفال في عملية إعداد ميزانية المنزل وحساب كل جزء منها، بما في ذلك ميزانية الطعام والشراب والملابس وغيرها، كما يمكن توضيح للطفل كيفية إدارة أموالهم بطريقة سليمة. وبالطبع، يختلف حجم ميزانية الأطفال عن ميزانية الكبار، لكن هذه المبادرة تساعد الأطفال على فهم كيفية إدارة الأموال فيما يتعلق بهم .

يمكن لبعض الأطفال أن يتعندوا مع أمهاتهم في المهام المنزلية، ويمكن للأمهات أيضا أن تتعند مع الأطفال من خلال قطع المصروف عنهم. ولكن على أي حال، لا يجب عليك قطع مصروف طفلك. بدلا من ذلك، يجب عليك تقديم مزايا خاصة للقيام بأشياء في المنزل، مثل ترتيب الخزانة أو السرير أو الغرفة الخاصة بالطفل. ويجب أن يكون لهذه المزايا قيمة تفوق المصروف المعتاد المخصص للطفل، مثل لعبة جديدة. إن مفاجأة الطفل من وقت لآخر هي واحدة من الأشياء التي تحفزه على مزيد من الاهتمام بإدارة أمواله بطريقة صحيحة. كما يجب عليك تعليم طفلك التبرع بالمال للفقراء والمحتاجين بانتظام، وهذا سيجعله يتقبل فكرة قطع مبالغ من مصروفه للتبرع بشكل طبيعي ..