مصادر القيم الاسلامية
الإسلام هو دين القيم والأخلاق؛ إذ جاء برسالة سماوية تحمل النور والقيم والأخلاق للبشرية، وتميزت القيم الإسلامية بالاعتماد على الأحكام الشرعية التي جاءت بها الدين الإسلامي لإخراج الناس من الظلمات إلى النور، وكان هناك مصادر لهذه القيم والتي جاءت كذلك في المقام الأول من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة؛ إذ إنهما مصدرا التشريع الإسلامي، وجاء الإسلام لوضع مبادئ القيم والأخلاق التي ينبغي أن يتحلى بها البشر في كل زمان ومكان.
القيم الإسلامية
القيم في اللغة هي جمع لكلمة قيمة ، وقد قام ابن منظور بتعريفها على أنها ثمن الشيء بالتقويم ، وقام الزجّاج بتعريفها كمصدر على أنها الاستقامة ، وقد قال الله تعالى “دِينًا قِيَمًا” ؛ بمعنى أنه دينًا مستقيمًا ليس فيه عوج ، وتعني القيم الإسلامية كمصطلح أنها مجموعة من المعايير التي نتجت عن تصورات الدين الإسلامي للكون والخالق والحياة والإنسان ، ويأتي ذلك نتيجة لتفاعل الإنسان والمجتمع مع الخبرات المختلفة الحياتية ، ومن هنا يجسد سلوك الإنسان العملي وتوجهاته وأهدافه ، وهناك تقارب بين مفهومي القيم والأخلاق ؛ حيث أن الأخلاق تعتمد على قيم سلوك الفرد والمجتمع.
مصادر القيم الإسلامية
تكمن مصادر القيم الإسلامية في المقام الأول في مصادر التشريع الإسلامي، وهي القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، ثم يليهما بعض المصادر الأخرى المرتبطة بالحياة الإسلامية، ومن أهم هذه القيم ما يلي:
القرآن الكريم
يعد الشريعة الإسلامية المصدر الأساسي للتشريع الإسلامي، وبالتالي فهي المصدر الرئيسي للقيم الإسلامية، والتي تتضمن ما يلي:
قيم اعتقادية : وهي القيم المتعلقة بما يجب على المؤمن أن يعتقده ويؤمن به فيما يتعلق بأمر الخالق الله تعالى وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وقد قال الله تعالى في ذلك “يا أيها الذين آمنوا، آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي نزل من قبله، ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، فقد ضل ضلالا بعيدا.
قيم خلقية : تتعلق هذه القيم بالأخلاق الحسنة والفضائل التي يجب أن يتحلى بها المسلم، والتخلي عن الرذائل. وقد قال الله تعالى للنبي الكريم: “وإنك لعلى خلق عظيم”، وقال للمؤمنين: “لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة.
قيم عملية : وهي القيم المرتبطة بما يقوم به المكلف من أعمال وتصرفات وأقوال ، وتتمثل في نوعين وهما العبادات والمعاملات ، وقد قال الله تعالى “وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا”.
السُنة النبوية
السنة هي جميع أقوال وأفعال النبي محمد صلى الله عليه وسلم. وقد شرح فيها الكثير من أحكام الشريعة. وبناء على ذلك، يجب علينا اتباع القيم التي وردت في السنة ومحاكاة سلوك النبي الكريم. قيل عن النبي صلى الله عليه وسلم: `من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا`، وقال أيضا: `أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا، وخياركم خياركم لنسائهم.
إجماع علماء المسلمين
في حالة وجود دليل على حادثة معينة أو أي قضية تتعلق بها القيم ؛ فإن ذلك يخضع للسلم القيمي الذي يحكم المجتمع الإسلامي.
العرف السائد
القيم الإسلامية لا تعتمد بشكل مستقل على نفسها كمصدر، وإنما تعود بشكل أساسي إلى أدلة التشريع الإسلامي المعتبرة، مثل الإجماع والنصوص والاستحسان والقياس، لتصبح قيمًا إسلامية.