“مشعل الريحان ” علامة بارزة في تصوير الماكرو للحشرات
عندما يحب الإنسان عمله فإنه يبدع فيه ويقدم كل ما لديه من معرفة وخبرة في سبيل نجاحه، لكي يتميز عن غيره مهما واجهه من تحديات أو صعوبات فعليه أن يجتازها جميعا في سبيل تحقيق أهدافه، ومن بين هذه المهن الصعبة والتي يتعلق بها الكثيرون هي مهنة تصوير الماكرو والتي تحتاج إلى دقة كبيرة جدا من قبل المصور والتي من خلالها يكشف كافة التفاصيل، وصاحب المقال اليوم اجتاز مراحل صعبة في عمله ليتمكن من بلوغ هدفه في تصوير الماكرو للحشرات النادرة والمهددة بالانقراض وهو السعودي مشعل الريحان الذي برز اسمه في مجال التصوير الدقيق للحشرات ، فنعرض اليوم لأهم التحديات التي قابلها ليستطيع أن يحقق هدفه من التصوير الدقيق ومن ثم نعرض لمفهوم تصوير الماكرو ومميزاته.
ما هو تصوير الماكرو ؟
تصوير الماكرو هو تصوير الأجسام الدقيقة عن قرب لإبراز تفاصيلها بشكل أوضح سواء كانت تلك المجسمات جماد أو حيوان أو حشرات أو غيرها، حيث يعتبر من أصعب أنواع التصوير الذي يحتاج إلى صبر وقوة إرادة خاصة التعامل مع الحشرات لأن التصوير في مثل هذه الأمور يتوقف على عدة عوامل أهمها العوامل الجوية التي تؤثر على اهتزاز الصورة وتظهر احترافية المصور عندما يتحدى كل هذه الظروف للوصول إلى صورة دقيقة تبرز كل تفاصيل المجسم.
عوامل نجاح تصوير الماكرو
تتضمن حدة التفاصيل تحديد كل تفصيلة في الجسم بوضوح، وخاصة عند رسم الحيوانات والحشرات .
يتم استخدام العمق الميداني لاختيار الفتحة الصحيحة للعدسة لتحقيق أعلى درجة من الوضوح .
اختيار الإعدادات الصحيحة واستخدام الوضع اليدوي .
يتم اختيار مستوى الإضاءة الصحيح لتحقيق صورة طبيعية جدًا.
مشعل الريحان هو أحد أنجح مصوري الماكرو للحشرات
مشعل الريحان هو عضو في الاتحاد الدولي للتصوير FIAP، حيث حقق 44 جائزة في مسابقات دولية، ويتميز في مجال عمله بقدرته على رؤية ما لا يراه الكثيرون. تم تسجيل صورته الاحترافية من نوع الماكرو لأحد العناكب الذنبية المهددة بالانقراض والتي تنتمي لفصيلة Wolf Spiders وجنس Sosippus janus في موسوعة آركيف الأمريكية، وتتميز هذه الفئة بالسرعة العالية في التخفي وعدم سهولة مشاهدتها، ولذلك فإن تصويرها يعد إنجازا مميزا.
بالنسبة لرأي الريحان في هذا النوع من التصوير، يرى أن التركيز الدقيق هو أحد الرسائل الهامة التي تخدم البشرية بدون أدنى شك، حيث يساعد في نشر الوعي وتثقيف المجتمع حول دور الحشرات في المجتمع ويؤكد أنها ليست عدوانية كما يعتقد البعض، بل لكل حشرة خصائص وصفات مميزة تميزها عن غيرها، ولذلك فإن التصوير الماكرو يعتبر وسيلة تجعل الحشرات شيئا مختلفا يمكن فهمه عند الاقتراب منها، حتى في حالة الحشرات الحذرة التي يتطلب تصويرها جهدا وصعوبة، حيث يعمل المصور على تحقيق العمق الميداني المناسب للصور.
بدون شك، تصوير الماكرو يعتبر من أشكال التصوير التي تعتبر صعبة والتي يستمتع بها المصور مشعل الريحان بشكل كبير. يرى أن التصوير الماكرو يمنحه فرصة لالتقاط صور متعددة لمختلف أنواع الحشرات. الدافع وراء ذلك هو رغبته في الحفاظ على هذه الحشرات ومنع انقراضها. قد ساهم مؤخرا في عمل مع منظمة حماية الحيوانات الأمريكية أركيف عام 2010، حيث كان أول عربي ينضم إلى قسم الحشرات النادرة. تمنحه هذه المساهمة لقب “CROWN” الذهبي الثاني من اتحاد مصوري العالم.
أصعب الصور التي التقطها مشعل الريحان
بالتأكيد، قضاء حوالي 13 عاما في مهنة تصوير الماكرو يجعل الريحان يواجه العديد من التحديات في التقاط العديد من الصور. ومن بين أصعب هذه التحديات هو أخذ عينة من الحشرة باستخدام التصوير الدقيق، ثم تثبيتها على أجزاء صغيرة ومعالجة الصورة ودمجها. يستغرق هذا العمل حوالي 8 ساعات، وفي بعض الأحيان يتم البحث عن بعض الحشرات لمدة أسبوع كامل. وفي نفس الوقت، تكون معدات التصوير الماكرو باهظة الثمن وصعبة الحصول عليها بسبب قلة استخدامها.
ومن بين الصور المميزة التي التقطها، صورة لنحلة تتجه نحو زهرة دوار الشمس، حيث قام برسم تفاصيل الصورة من خلال زرع البذور والانتظار حتى نموها وتحولها إلى زهرة. وأخذ أيضا صورة لمكان العناكب الذئبية في إحدى البيوت القديمة، وهي نوع نادر من العناكب. ولم يكن يعلم أن لسعة العنكبوت يمكن أن تكون مؤذية، بل إنها قاتلة. كان هدفه فقط تصوير الصورة بشكل احترافي للكشف عن كل تفاصيلها.