مشروع ” إعصار” ضمن فعاليات الأسبوع الثقافي الياباني في المملكة
اختتمت فعاليات الأسبوع الثقافي الياباني، الذي نظمته وزارة الثقافة والإعلام، مساء أمس في مركز الملك فهد الثقافي بالرياض لمدة يومين. حضر هذا الحدث أكثر من 6 آلاف زائر. في ختام الفعاليات، ألقى الدكتور عصام بخاري، الملحق الثقافي السابق لسفارة خادم الحرمين الشريفين، محاضرة بعنوان “اليابان بعيون سعودية.” في هذه المحاضرة، استعرض تجربته مع الشعب الياباني على مدى أكثر من عشرين عاما، وشملت الجوانب الدبلوماسية والاجتماعية وشهدت نمو العلاقة الاستراتيجية بين الرياض وطوكيو. ركز الدكتور على أهمية دور التعليم في بناء النهضة اليابانية وتعزيز ثقافة احترام النظام، والتي تساعد على نجاح مشاريعهم التي دمرت جراء الحرب العالمية الثانية. أيضا، شهد الأسبوع الثقافي الياباني في المملكة مشروع “إعصار”، وهو مشروع ناجح في مجال فن المانغا والأنيمي قام به الشباب السعودي. فما هي أهداف مشروع “إعصار”؟ سنوضح ذلك في هذا المقال.
مشروع ” إعصار”
شهدت فعاليات الأسبوع الثقافي الياباني إطلاق مجموعة من الشبان مشروعا إعلاميا تحت اسم “إعصار”، والذي يتضمن مجلة دورية وأفلام كرتونية على يوتيوب. يحاول المشروع استلهام الثقافة والتراث الياباني الذي يساهم في تشكيل جزء من ذاكرة العديد من الشباب من خلال المسلسلات الكرتونية اليابانية الشهيرة. ومؤسس هذا المشروع ورئيسه التنفيذي هو “محمد التميمي”، الذي أوضح أن الانطلاقة كانت في عام 2012 بهدف إيجاد محتوى متنوع يمكن أن يكون خيارا ترفيهيا يستجيب للشعبية المتزايدة لفنون الأنيمي والمانغا وللتعرف على المواهب الوطنية في الرسم والتأليف والإخراج.
وأضاف كذلك أن هذا المشروع هو أول دار نشر عربية للقصص المصورة المتعلقة بفن المانغا، والتي نالت شهرة واسعة بين القراء والمتابعين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وحازت على استحسان اليابانيين في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك المخرج البارز “اوسامو كوباياشا.” وأشار إلى أن بداية المشروع كانت بسيطة، حيث كانوا يتبادلون الأفكار والتجارب في منتديات خاصة على الإنترنت.
وقد نجح مشروع ” إعصار” في الفترة القليلة الماضية في إنتاج مجموعة أعمال مميزة منها فيلم ” الفتى الماسي” والذي قد حقق المركز الثامن عالميا في جائزة المانغا الدولية لعام 2014 ، وقد طلبت جامعة كاليفورنيا الأمريكية أن تكون المجلة ضمن مقتنيات ومكتبتها، وقد علق أحد أعضاء فريق المشروع عن سر نجاح المشروع وقال أن القصص المصورة اليابانية تتميز بالتشويق والتنوع في حكاياتها وشخصياتها ومواضيعها وهو ما جعلها تكون أكثر جاذبية وأكثر إقبالا على القراءة الورقية في ظل انتشار وسائل التقنية الحديثة وأن لهذه القصص شعبية لن تقل عن المسلسلات الأمريكية ذات المواسم المتتالية.
دورة تعليم اللغة اليابانية في الأسبوع الثقافي الياباني في المملكة
ومن بين ما عرض في هذا المعرض دورة تعليمية للغة اليابانية للمبتدئين تقدمها الدكتورة يونيدا، أستاذة اللغة اليابانية في جامعة الملك سعود، وقد لاقت استجابة كبيرة من قبل زوار الفعاليات، حيث استطاعوا التحدث مباشرة مع اليابانيين بعد انتهاء المحاضرة التي استمرت نصف ساعة، وقد قدم الدكتور يونيدا خلالها مجموعة من مفردات التحية والعبارات الأساسية المستخدمة في حياتنا اليومية، وتم عرضها على شكل حوار مع المساعدة السيدة هارمي .
تفاعل الجمهور مع هذه المحاضرة حيث قاموا بتطبيق أداء الكلمات بينهم واختيرت مجموعة من الأشخاص لأداء حوار كامل باللغة اليابانية على خشبة المسرح، ونجحوا في ذلك، وشملت الفعاليات أيضا عروض رياضة الدفاع عن النفس اليابانية وعرض فيلم درامي ياباني بعنوان `بعد الزهور` وفعاليات أخرى مثل المعرض الثقافي وعرض التراث الشعبي الياباني وفنون الخط، وعرض الأفلام المتحركة والأفلام الدرامية اليابانية، وعرض فرقة الأوركسترا اليابانية بقيادة المايسترو `هيروفومي يوشيدا` وعرض اللباس التقليدي وحفل الشاي الياباني وعروض المانغا وفن طي الورق.
ومن الملاحظ أن الدكتور عادل بن زيد الطريفي، وزير الثقافة والإعلام، قام بتدشين فعاليات الأسبوع الثقافي الياباني في المملكة نيابة عن خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، حفظه الله. وكان السفير الياباني لدى المملكة، نورهيردو أوكودا، حاضرا في حفل الافتتاح، بالإضافة إلى سفراء الدول الشقيقة والصديقة لدى المملكة، ومسؤولي الملحقيات الثقافية وبعض المسؤولين في وزارة الثقافة والإعلام، وعدد من الأدباء والكتاب والمهتمين بالشأن الثقافي والدبلوماسي.