صمويل بيكيت هو كاتب وشاعر وروائي يحظى بشهرة عالمية لتميز أعماله الأدبية، ولد عام 1906 في دبان بأيرلندا وتوفي عام 1989م في فرنسا عن عمر يناهز ثلاثة وثمانين عام تاركاً وراءه العديد من الأعمال الأدبية المتنوعة ما بين روايات وأشعار ومسرحيات، فقد كتب بيكيت الكثير من المسرحيات المميزة لكن كان أكثرها إبداعاً هي مسرحية ” في انتظار غودو ” والتي نال بفضلها جائزة نوبل للأدب وذلك عام 1969م. وفيما يلي نسلط الضوء على أفضل أعماله المسرحية فتابعونا.
اعمال صمويل بيكيت
كتب صميول بيكيت العديد من المسرحيات التي عرضت نظرته الفلسفية حول العديد من الموضوعات في الحياة، مثل جوهر الحياة وسر الوجود والموت وغيرها، ومن بين أهم أعماله:
- تشمل المسرحيات الصامتة مثل مسرحية أيام سعيدة ومسرحية في انتظار غودو ومسرحية ليس أنا.
- مسرحية “لكن الغيوم” تتألف من الكلمات والموسيقى، وتدور حول وقع الأقدام وشبح الثلاثي.
- نهاية اللعبة” و “ذاك الوقت” و “ماذا أين” و “اللحن القديم” هي أعمال مسرحية.
هناك العديد من الأعمال المسرحية الرائعة، وسنسلط الضوء فيما يلي على أهم هذه المسرحيات ونقدم لكم نظرة مختصرة عنها.
الايام سعيدة لصمويل بيكيت
تعد واحدة من أفضل أعمال بيكيت التي تبحث عن معنى الوجود والغاية من الحياة، حيث تتمحور حول شخصيتين فقط هما ويني، امرأة في الخمسينات من عمرها، وزوجها ويلي الذي يبلغ من العمر الستينات تقريبًا.
يتم دفن كلا الزوجين في الأرض إلى خصرهما، ويتعذر تحريك أي منهما سوى الجزء العلوي من جسده فقط، وبجوار ويني، توجد حقيبة تحتوي على بعض أدواتها الشخصية التي قررت استخدامها لإنشاء روتين يومي لها وتجديد الحيوية والتغلب على الملل .
فكان المنبه يرن في كل يوم لإيقاظ ويني التي تبدأ يومها بتلاوة الصلوات ثم غسل أسنانها بواسطة الفرشاة والمعجون ، ومن بعدها تضع القليل من الزينة على وجهها، وتبدأ في استعادة ذكرياتها عن الماضي مع زوجها ويلي الذي بالكاد يجيبها أو يتحدث معها، وفي نهاية كل يم تخلص بيني إلى أن الحياة بالرغم من كل الصعاب لا زالت سعيدة وهناك دائماً شيء ما بها سيظهر ليجعلك سعيداً بالرغم من حالتها السيئة.
يصف الفصل الثاني من المسرحية وضع ويني حيث أن جسدها قد غُطي بالكامل بالتراب باستثناء عينيها، وبدأت تتحدث إلى ويلي ولكنه لم يجيب، مما جعلها تعتقدأنه ربما مات أو رحل وتركها كما فعل الآخرون، وفي هذا الوقت يحاول ويلي استعادة ذكرياتها ولكنها تصبح مشوشة للغاية.
لكن ويلي لم يمت إنما تمكن من مغادرة حفرته وعاد يوماً ما لويني مرتدياً ملابس عصرية جميلة للغاية وقبعة حينما رأته ويني قادم نحوها شعرت بسعادة عارمة، وأخبرته أن مظهره اليوم يذكرها باليوم الذي تقدم لخطبتها فيه لكن وتبدأ في غناء أغنية ، بينما ويلي يتحرك نحوها في مصت تام ويجلس بجوارها وينظر الاثنين في أعين بعضهما البعض دون النطق بكلمة واحدة ويسدل الستار على هذا المشهد.
في انتظار غودو لصمويل بيكيت
مسرحية “انتظار جودو” هي واحدة من أهم أعمال الكاتب صمويل بيكيت، وتدور حول شخصين من المشردين الفقراء، الأول يدعى استراجون والثاني يدعى فلاديمير، يجلس الاثنان معًا على قارعة الطريق في انتظار شخص يدعى جودو، ويطول الانتظار الخاص بهما كثيرًا .
خلال هذه الفترة، يقرر استراجون فجأة المغادرة لأنه مل الانتظار، لكن يقنعه فلاديمير بالبقاء معه، حيث يظهر غودو في أي لحظة ويخلصهما من المعاناة التي يعيشانها، وعلى الرغم من عدم تأكيد وجوده في المكان والوقت المناسب لانتظاره.
يغفو ستارجون لفترة أثناء انتظارهما، ولكن يواصل فلاديمير إيقاظه، حيث يريد الحصول على شخص يساعده في كسر الملل الذي يصيبهما في انتظار غودو. خلال هذه الفترة، يقرر الاثنان الانتحار عن طريق القفز من فوق الشجرة التي ينتظران تحتها، ولكنهما يتراجعان عن هذه الفكرة.
خلال انتظارهما تأتي سيدة ممسكة بيدها بحبل طويل مربوط في نهايته شخص يتضح فيما بعد أنه عبد لديها وأنها في طريقها لبيعه، ينظر فلاديمير واستراجون لبعضها البعض ويفكران ترى هل هذا الشخص هو غودو، لكن يتضح لهما أنها ليس هو، وبعد قليل يصل طفل صغير برسالة لفلاديمير واستراجون من غودو يخبرهما بها بأنه لن يتمكن من القدوم إليهما اليوم لكنه سيحضر بلا شك يوم غد، فيقرر الاثنين الانتظار والبقاء تحت الشجرة حتى يأتي غودو.
وفي صباح اليوم التالي تتكرر الأحداث من جديد فتصل المدعوة بوزو مع العبد لاكي لكنهما لا يتذكرا التقائهم من قبل باستراجون وفلاديمير، وبعد قليل يأتي الطفل الصغير حاملاً رسالة من غودو بأنه لن يأتي اليوم لكن سيأتي في الغد ولا يتمكن من تذكرهما أيضاً، لذا يقرر الاثنين شنق أنفسهم في اليوم التالي إن لم يحضر غودو هذه المرة .
تثير المسرحية العديد من الأسئلة حول المستقبل وتحمل رموزًا مخفية تتعلق بما يجب على الإنسان فعله في الحياة .
نهاية اللعبة لصمويل بيكيت
تدور أحداث هذه المسرحية في فصل واحد فقط وبمشاركة أربع شخصيات فقط، والفكرة الرئيسية هي الموت. الشخصيات هي: ناح ونيل والدي الشخصية الثالثة هام، والشخصية الرابعة هي كلوف، خادم هام.
يحاول بيكيت من خلال هذه المسرحية للتطرق أيضاً لمعاني حول الوجود والموت، فالشخصيات الأربعة قابعة في مكان واحد يعزلهم عن العالم الخارجي الذي لا يحدث به شيء فكل شيء تحول لصفر الوقت صفر وحتى الضوء الذي يمكن رؤيته من فتحة الجدار في الغرفة هو صفر فلونه رمادي ولا يتغير بين النور والظلمة.
يوضح لنا كيف يستطيع هؤلاء الشخصيات التصرف في هذا الجو الروتيني الدائم في انتظار الموت الذي لا يأتي، فإن شعورهم بأي شيء من حولهم يكون صفر.
يحاول بيكيت منخلال التكرار الذي يتميز به المسرحية وتجسده في تكرار بعض الكلمات والمواقف كما هي، التعبير عن نمطية الحياة وكيفية تكوينها من مجموعة من اللحظات العابرة التي يمكن أن تؤثر في معنى الحياة النهائي .
مسرحية ليس انا لصمويل بيكيت
تسلط المسرحية الضوء على فم الممثلة التي تتحدث عن أحداث المسرحية، حيث يتم تعتيم كل شيء حولها في ظلام دامس، ويظهر في الصورة فقط الفم الذي يتحدث عن قصة حياة امرأة في السبعينات من عمرها تعاني طوال حياتها من العديد من الأحداث، ومع ذلك تظل صامتة طوال الوقت .
يستمد الفم بالحديث عن معاناة امرأة بدءا من ترك والدها لها وهي طفلة، ومن خلال الأحداث المؤلمة التي تعرضت لها طوال حياتها والتي تتضمن أربعة أحداث رئيسية، يحاول بيكيت من خلال هذا الحوار أن يوضح صراع المرأة الداخلي الذي ينتاب الجميع في البحث عن أسباب معاناتها، وأحيانا تشعر بأن الله يعاقبها، لكن في النهاية تصل إلى استنتاج أن الله ليس بحاجة لسبب لما يمنحه لنا.
رغم أحداث المسرحية المتنوعة، إلا أن جوهرها يتمحور حول إصرار المرأة على إنكار حدوث أيٍ من الأحداث التي ترويها لم يحدث معها شخصيًّا، وتصر على أن هذا حدث مع شخص آخر .