الاماراتالخليج العربي

مسجد البدية الآثري بالامارات

تحتوي الإمارات على العديد من الأماكن والمواقع الخلابة والمذهلة القديمة والحديثة في كل ما يخصها، ونحن نختار الأماكن الأكثر قيمة من بين هذا التنوع لنكون منبرا للفائدة للجميع. واليوم سنتوجه إلى أقدم مسجد في الإمارات لنتعرف على تفاصيله، وهو المسجد الذي يقع بالقرب من تل حجري الصغير بين الجبال والبحر، على الطريق الذي يربط بين مدينة خورفكان ودبا الفجيرة. المسجد هو تحفة معمارية قديمة، وعلى الرغم من بساطة تصميمه، فإن عمره يزيد عن نصف قرن وبالتقريب يزيد عن 650 عاما، وهو بني في عام 1446 ميلادي، وهذا يؤكد أنه كان واحدا من أفخم المباني التي تم بناؤها في العصر القديم. قام إداري التراث والآثار في الفجيرة بإجراء دراسات على الفحم النباتي الموجود بين جدران المسجد، وتمت التحاليل الكيميائية لمعرفة سنة البناء، وتم الوصول إلى هذه النتيجة في عام 1998. تم إجراء العديد من الترميمات على المسجد خلال القرن الماضي والحالي، مما جعله يظهر بمظهره الحالي الجميل.

تسمية المسجد : لم يكن اسم هذا المسجد `مسجد البدية` من البداية، بل تم تسميته بأسماء مختلفة على مر العصور التي مرت على هذا المسجد القديم والعتيق. في الماضي، كان يعرف هذا المسجد بـ `المسجد العثماني` نظرا للنقوش والزخارف المشابهة للمساجد العثمانية التي تم بناؤها في البلاد العربية، وخصوصا في سلطنة عمان وقطر. ولذلك، أطلقوا هذا الاسم عليه. ولكن هذا الاسم لم يستمر، بل تم تسميته في العصر الحديث بـ `مسجد البدية` نسبة إلى القرية التي تم بناؤه فيها، فالقرية تعرف بالفعل باسم البدية، وهي أكبر قرى مدينة الفجيرة. يشير الاسم إلى البادية والبدو والحياة البدائية القديمة، حيث تعتبر هذه القرية قديمة وكبيرة ومشهورة وتقع وسط عدة قرى محيطة بها.

وصف المسجد : المسجد عبارة عن مبنى مربع الشكل، وضلعه يبلغ طول 15 ياردة، ويحتوي على باب واحد فقط، وذلك بناء على التصميم التقليدي القديم. ويتميز المسجد بمحراب صغير لا يتجاوز طوله أو عرضه الياردة أو الياردتين، ومنبر بسيط للغاية، ولا يتجاوز ارتفاعه ثلاث درجات من السلم. ويتم بناء المسجد من حجارة البازلت، وله نقوش من القدم، ويوجد به فتحات لدخول الضوء والهواء وفجوات لوضع المصابيح القديمةالتي تعمل بالوقود للإضاءة ليلا، وهذا بناء على الطريقة التقليدية المعتادة. وقد مرت الآلاف من السنين على إنشاء هذا المسجد، وما زال يحتفظ بنقوشه التي اشتهرت منذ القدم، ويتواجد به فتحات للهواء والإضاءة، ويتم وضع المصابيح في فجوات معينة لإضاءة المسجد في الليل.

كما يوجد أربع قباب خارجية رائعة غير متساوية وكل قبة من هذه القباب الأربعة مقببة بأربع قبب متدرجة الحجم بشكل مهرم بنظام هندسي رائع ويوحي أن الاهتمام بالبناء والتعمير والهندسة المعمارية في هذا التوقيت رائع  وعالي  للغاية ، كما تستند القباب على عمود وسطي قوي رئيسي فيما يوجد بعض الأعمدة الجانبية ثانوية و التي تعمل على تقوية المسجد وكذلك القباب.

أهمية المسجد : المسجد ليس مجرد مكان للعبادة وأداء الصلوات، بل هو أيضا مركز سياحي ذو قيمة تاريخية يجذب السياح من جميع أنحاء العالم. وعلى الرغم من أن المسجد ما زال يستضيف الصلوات الخمس في كل صلاة دون تقصير، نظرا لكونه قديما وعريقا، إلا أن صلاة الجمعة لا تقام فيه نظرا لصغر حجمه وعدم قدرته على استيعاب العدد الكبير من المصلين الذين يأتون لأداء صلاة الجمعة. ومع ذلك، بفضل قيمته التاريخية، لا يزال المسجد يحتل مكانة عالية بين المساجد الكبيرة التي تم بناؤها في الآونة الأخيرة. وعلى الرغم من تأثره بعوامل الزمن والقدم، فإن القيمة التاريخية والتراثية للمسجد منحته سمعة ومكانة عظيمة، مما يجعل العديد من السياح من مختلف الجنسيات والأديان يزورون هذا المسجد، وخاصة في شهر رمضان المبارك. فهو بالفعل مركز سياحي فريد لا يمكن تجاهله.

لا يوجد عائق يمنعك، وأنت في الإمارات، ولا سيما في مدينة الفجيرة، من استخدام سيارتك الخاصة والذهاب إلى هذا المسجد القديم لأداء صلاة واحدة والتمتع بزيارة رائعة وممتعة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى