مريم عبدالملك الصالح .. أول معلمة في الكويت
تُعتبر السيدة مريم عبد الملك الصالح أول سيدة كويتية تعمل كمعلمة، وبعد ذلك عملت كأول ناظرة كويتية، ويتم تناول مسيرتها في الكويت في هذا التقرير
نشأة أول معلمة كويتية ” السيدة مريم عبد الملك الصالح ”: ولدت مريم الصالح في أكتوبر عام 1926 في ” فريج السبت ” بالقرب من حفرة مشهورة في المنطقة، وتسمى أيضا فريج “الزنطة” لضيقه في مدينة الكويت. بدأت رحلتها مع التعليم عند المطوعة نورة اليحيي، حيث بدأت حفظ القرآن الكريم وهي في سن الخامسة، وتعلمت قراءته عند المطوعة المذكورة واستطاعت أن تكمل حفظه في ستة أشهر فقط، وكان عمرها حينها 5 سنوات، وذلك في عام 1930. لم تتجاوز السيدة مريم سن العاشرة حتى أصبحت تقوم بدور فعال في تدريس الفتيات الأصغر سنا منها. ثم انضمت إلى مدرسة افتتحها الأستاذ عمر عاصم الأزميري مع زوجته عائشة وابنته زهرة، وكانت تقع بالقرب من المدرسة المباركية. هناك درست مبادئ الحساب والحياكة والتطريز. بخصوص ذلك، صرحت السيدة مريم الصالح قائلة: “اختار أهلي مطوعة غريبة خوفا من أن تدللني جدتي ولا أستفيد”. كانت السيدة مريم الصالح محل اهتمام والدها، فحرص على تعليمها قواعد النحو والفقه والتاريخ والجغرافيا، واستطاعت أن تتقن مادة العلوم بشكل كبير وهي في سن صغيرة .
رحلة السيدة مريم عبد الملك الصالح مع التعليم : افتتحت دولة الكويت أول مدرسة نظامية لتعليم البنات خلال العام الدراسي 1937 و1938، حيث تم تعيين السيدة مريم الصالح كأول مدرسة في دولة الكويت، وقامت بالتدريس للصف التمهيدي. وكان اسم تلك المدرسة `المدرسة الوسطى الأميرية`، وكانت تعرف بـ `البستان` في ذلك الوقت. قامت وزارة التربية في دولة الكويت بتوسيع تلك المدرسة بدمجها مع مدرسة أخرى تدعى `مدرسة القبلية`. واستمرت السيدة مريم الصالح في العمل بتلك المدرسة لمدة عشر سنوات، قبل أن تعين كأول ناظرة لمدرسة الزهراء وتصبح بذلك أول ناظرة لمدرسة في دولة الكويت .
محطات هامة في حياة السيدة مريم عبد الملك الصالح : بجانب المهام المهمة التي كانت تقوم بها السيدة مريم عبد الملك الصالح في عملها كناظرة، فقد كانت أيضا أحد الأركان الأساسية في العديد من المهام الأخرى، حيث تم تكليف السيدة مريم بمهام الوكيلة والسكرتيرة وأمينة المخزن، بالإضافة إلى تدريس 12 حصة في الأسبوع. وعلى الرغم من كثرة المهام التي كانت على عاتق السيدة مريم في ذلك الوقت، فقد استطاعت القيام بهذه المهام دون الشعور بالإرهاق في أواخر الأربعينات من القرن الماضي. وبعد سنتين من ذلك، تزوجت السيدة مريم وأنجبت أطفالا الذين يحتاجون إليها.
ففي ذلك الوقت طالبت السيدة مريم من إدارة المعارف إعفائها من منصب الناظرة و الرجوع مرة أخرى إلى طاولة التدريس مرة أخرى ، حتى تتاح لها الفرصة للخروج من المدرسة في ساعات الفراغ ، حتى تتمكن من مراعاة منزلها ورعاية أطفالها ، وبالفعل تم قبول طلبها من قبل دائرة المعارف الكويتية ، وعادت السيدة مريم مرة اخرى إلى طاولة التدريس بعد قبول ذلك الطلب، ثم بعد ذلك عملت في الوزارة كموظفة لشئون الطلبة، ثم بعد ذلك رئيسة لقسم أموال الموظفات، ثم تقلدت بعد ذلك منصب مراقبة بمكتب وكيل الوزارة ، حيث عملت السيدة مريم صالح في التدريس لمدة 25 سنة، و15 سنة في الوزارة ثم تقاعدت بعد ذلك في عام 1982، وفتحت مدرسة خاصة مارست فيها إشرافها على التعليم وهو يعد بالنسبة لها كالماء والهواء لا غنى عنه، ولا أزال في هذه المهنة”، كما تقول مريم الصالح.