صحة

مرض الفصام عند الأطفال

هناك العديد من السلوكيات النفسية التي تتشكل في داخل الطفل نتيجة تفاعله مع المجتمع المحيط به، والذي يؤثر عليه إيجابا أو سلبا. المجتمع هنا يعد القلم الذي يكتب على الورقة البيضاء التي يمثلها الطفل، والمجتمع الذي نشير إليه هنا هو الأسرة المحيطة بالطفل، أو المدرسة، أو أقرانه الذين يحيطون به. عندما يتفاعل الطفل مع من حوله، قد تنشأ سلوكيات جيدة يجب تعزيزها وتنميتها، أو سلوكيات سلبية يجب علاجها وتصحيحها، حتى لا تؤثر هذه السلوكيات على حياة الطفل في المستقبل. فإن الضرر النفسي يمكن أن يكون أحيانا أكثر تأثيرا من الأمراض العضوية، إذا تحول إلى عادة أو طابع، فسيستمر مع الشخص طوال حياته بعد ذلك. ومن بين الأمراض التي تواجه أطفالنا هو مرض الفصام، والذي يعرف بالفصال عند الأطفال. فما هو المرض، وما هي الأعراض والأسباب وطرق العلاج؟ سيتم توضيح ذلك في الفقرات القادمة .

ما هو الفصام عند الأطفال : المرض الذي يحدث نتيجة للاضطرابات في المخ ويعتبر من الأمراض الحادة التي تؤثر على الأطفال وهو نادر الحدوث ويصيب الأطفال بشكل أساسي في سن الرابعة. يؤثر هذا المرض على مدى الإدراك والسمع والتخيل لدى الأطفال، مما يؤدي إلى الإصابة بالهلاوس والاضطرابات السلوكية التي تؤثر على سلوك الطفل وتزيد من حدة المرض .

أسباب مرض الفصام عند الأطفال : منذ اكتشاف المرض في النصف الأول من القرن الماضي وحتى الآن، لم يتم معرفة سبب مرض الفصام. يرى البعض أنه مرض فطري يصيب جزءا من المخ، وحتى الآن يتم إجراء العديد من الأبحاث الطبية لمعرفة سبب هذا المرض العقلي والنفسي الذي يصيب الطفل أو الإنسان بشكل عام .

الأعراض التي تظهر على الطفل نتيجة الأصابة بالمرض : تعتبر التأخر في النطق والتأخر اللغوي من أولى الأعراض التي تؤثر على الأطفال المصابين بمرض الفصام، ثم يعاني الطفل من صعوبة في الحركة والزحف أو يتحرك بشكل غير طبيعي، مما يؤدي إلى تأخره في المشي وصعوبة في تعلمه بطريقة طبيعية، بالإضافة إلى حركات غير إرادية مثل تحريك الأطراف. كما يعاني الطفل من أعراض مضاعفة أخرى تتزامن مع الاضطرابات التي يعاني منها، مثل الهلاوس التي تجعل الطفل يتصور أنه يسمع أشياء ليست حقيقية، وتتحول هذه الهلاوس إلى عادة شخصية إذا لم يتم العلاج. بالإضافة إلى الأوهام التي يعاني منها الطفل، حيث يتخيل أن هناك شخصا يحاول الإيذاء ويتصور أفعالا غير حقيقية. ونلاحظ أيضا عدم اتساق الطفل في الحديث وعدم تواصله بشكل جيد مع الآخرين، بالإضافة إلى عدم توافق حركات جسمه مع كلامه، وعدم اهتمامه بأي مشاعر حوله، وعدم التعبير عن عواطفه بشكل سليم عند التحدث .

كيفية العلاج من مرض الفصام عند الأطفال : بالنسبة للعلاج لهذا المرض، فليس هناك علاج محدد ويختلف العلاج حسب حالة الطفل؛ فهناك طفل يحتاج العلاج لفرط الطاقة وآخر يحتاج العلاج لاضطراب السلوك، وهناك العديد من التعاليم والأساليب التي يمكن للطبيب أن يوصي بها للطفل. وعلى الرغم من أن مرض الفصام يمتلك المريض بعض المهارات الطبيعية القليلة، إلا أن الاستجابة للعلاج تختلف من شخص لآخر، فبعضهم يمكنه الاستجابة للعلاج والتطور واستعادة العديد من المهارات الدراسية بطريقة طبيعية، ومن الممكن أن يتفوق في دراسته. ولذلك، فإن الأمر الأكثر أهمية هو أن يتبع الطفل التعاليم التي يوصي بها الطبيب وحضور جلسات العلاج والاهتمام بها من قبل الأب والأم، حتى يتم الشفاء تماما من هذا المرض. حفظ الله أطفالنا جميعا .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى