السياحةالعالم

مرصد بوشا الفلكي في اندونيسيا

وكما نعرف عن جمهورية إندونيسيا، فإنها من أكثر الدول التي تتقدم وتتطور ضمن دول منطقة جنوب شرق آسيا. فهي تتسم بالتقدم والتكنولوجيا الحديثة في مجالات سياحية متعددة، وتعتبر واحدة من أبرز الوجهات السياحية في المنطقة. تقع في منطقة أوقيانيا الآسيوية الرائعة، وتضم عددا كبيرا من الجزر الساحلية والسياحية، حيث يتجاوز عددها العشرة آلاف وخمسمائة جزيرة. تعتبر إندونيسيا أيضا الدولة التي يسكنها أكبر عدد من المسلمين في العالم، وتشتهر أيضا بأرخبيلها الإندونيسي الذي كان في القرن السابع الميلادي من أهم المناطق التجارية في جنوب شرق آسيا. كما تأثرت الحضارة الإندونيسية بالعديد من الحضارات المختلفة، بما في ذلك الحضارة الهندوسية والهندية والهولندية، بالإضافة إلى تأثير التجار المسلمين من شبه الجزيرة العربية، مما أدى إلى اعتناق الإسلام من قبل سكان إندونيسيا وانتشاره في الأراضي الإندونيسية. كما شاركت أيضا في حروب التوابل التي وقعت في الماضي بين الدول الأوروبية وجزيرة مالوكو الإندونيسية. والآن، فإنها واحدة من أجمل الوجهات السياحية في آسيا بسبب جمالها الطبيعي المميز، فهي تتميز بالبراكين الرائعة والنباتات الاستوائية النادرة والغابات الاستوائية الساحرة. ولقد تقدمت أيضا في مجال التكنولوجيا السياحية بشكل ملحوظ، خاصة في إنشاء المشروع الشهير لمرصد بوشا

كما ذكر سابقا، يعد مرصد بوشا واحدا من أهم الوجهات السياحية التي يزورها العديد من السياح القادمين إلى المدينة، نظرا لكونه المرصد الأقدم والأرقى المنشأ في إندونيسيا. يقع في منطقة ليمبانج السياحية التي تقع في مقاطعة جاوا الغربية، كما يوجد بالقرب من مدينة باندونج، حيث يبعد مسافة حوالي 15 كيلومترا إلى الشمال. ويقع على تلال ليمبانج العالية على قطعة أرض تبلغ مساحتها حوالي 6 هكتارات .

ومن الجدير بالذكر أيضا أن هذا المرصد الرائع، مرصد بوشا، له تاريخ حافل، حيث تم التفكير في بناء هذا المرصد في عام 1920 ميلادي من قبل شركة جزر الهند الشرقية. قام السيد كارل البرت والسيد رودلف بوشا بالبحث عن مكان مناسب لبناء هذا المرصد، وقد اختاروا هذا المكان ليكون مركزا للمرصد، حيث يقع بالقرب من مزارع الشاي، ويجب أن يكون مرتفعا وعاليا .

ومن الملحوظ أيضا أن هذه المزارع تقع تحت ملكية ابن العالم الفيزيائي الشهير جونس بوشا والذي هو في الأصل المسؤول عن التقدم في مجال العلوم والتكنولوجيا في شركة جزر الهند الهولندية، ولذلك تمت تسمية المرصد بهذا العالم. كما يجدر بالذكر أنه تم الانتهاء من بناء مرصد بوشا في عام 1928 ميلادي، وتم افتتاحه وبدء استخدامه في نظام المراقبة للأجرام السماوية في نفس العام. ومع ذلك، تم إيقاف العمل فيه خلال الحرب العالمية الثانية. في عام 1951 ميلادي، تم تشغيل المرصد مرة أخرى، لكن تحت إشراف مرصد المعهد التكنولوجي في مدينة باندونج، وأصبح جزءا مهما في مجال البحث العلمي. يستخدم أيضا في تعليم علم الفلك في إندونيسيا، ويتكون من خمسة تلسكوبات، وأهمها تلسكوب المزدوج زايس الذي يستخدم لمشاهدة طبيعة القمر وكوكب المريخ وكوكب زحل أيضا. وتستخدم تلسكوب شميت لمراقبة بناء المجرات ومسارات النجوم. وهناك أيضا تلسكوب بامبرج المخصص لقياس المسافات، وتلسكوب كاسجرين جوتو المسؤول عن جمع البيانات، والذي تم تقديمه كهدية من اليابان إلى إندونيسيا .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى