منذ أكثر من ستة آلاف سنة، عرف الإنسان زراعة النخيل، حيث كان النخيل يعتبر أكثر من مجرد مصدر للغذاء من خلال ثماره الغذائية والطبية، فقد كان من بين أكثر النباتات فائدة للإنسان، حيث كان يستخدم جذعها وأغصانها لصناعة مسكنات وفرش.
أهمية النخيل
يستخدم النخيل في العديد من الصناعات في الوقت الحالي، سواء في الصناعات الغذائية التي يستخدم فيها التمر، أو في الصناعات الأخرى التي يستخدم فيها جذور وأغصان النخيل. ويتميز الوطن العربي بأفضل أنواع النخيل وينتج أفضل أنواع التمر في العالم بدرجات مختلفة.
ثمرة النخيل
ينمو النخيل على المستنقعات وبالقرب من الآبار الجوفية في الصحاري الشبة قاحلة، وعلى ضفاف الأنهار والينابيع العذبة، يتميز النخيل بأوراقه الريشية، أما ثماره التي تسمي التمر أو البلح هي بشكل بيضاوي، حيث تتشكل الثمرة الناضجة من نواة قاسية على شكل أسطوانة ومحاطة بغلاف رقيق وشفاف وفوقها يأتي الجزء اللحمي الذي يُأكل، يتراوح طول التمرة بين 20-60 ملم وقطرها ما بين 8-30 ملم، ويتميز التمر الناضج بالطعم الحلو السكري.
مراحل زراعة النخيل
زراعة النخيل من أكثر الأشياء أهمية في الوطن العربي عموما، بغض النظر عن الاستفادة المترتبة عليها، فهي تعتبر جزءا من تراث وثقافة الوطن العربي بشكل عام وبشكل خاص في المملكة. وترمز النخلة في شعار المملكة المكون من سيفين ونخلة إلى الرخاء والنمو. وتحتل المملكة المرتبة الثانية في إنتاج التمور بعد جمهورية مصر العربية، ويليها إيران في المرتبة الثالثة والجزائر في المرتبة الرابعة.
لا يمكن العثور على حديقة أو بستان في أي مكان في الوطن العربي بدون وجود أشجار النخيل التي تستخدم للزينة أو الاستفادة من ثماراتها.
أساس الحصول على فسائل نخيل جيدة
يتم زراعة النخيل باستخدام وسائل صغيرة، ولذلك يجب العناية بها بشكل جيد للغاية.
عند زراعة الفسائل، يجب ترك مسافات بينها لتجنب التزاحم والازدحام.
يتم الاهتمام بالنباتات عن طريق تقليم الأوراق والأغصان الجافة الزائدة.
ينبغي تربية خمس فسائل فقط في قاعدة نخلة الأم، ويجب ألا يتجاوز عددها خمس فسائل خلال الخمس سنوات الأولى والخمس سنوات التالية، حتى يتسنى الحصول على فسائل جيدة وقوية، ولا ينبغي أخذ الفسيلة إلا بعد أن تثمر على نخلتها حتى يتم التأكد من صلاحيتها.
لتشجيع النخيل على تكوين الفسائل في قاعدتها، يجب تحضينها عن طريق تكديس التربة حول الجذع حتى ارتفاع خمسين سنتيمترًا، ويجب ترطيبها بالماء بشكل دوري لتسريع عملية تكوين الجذور.
مرحلة تقليع الفسائل ومعاده
بعد إنتاج النخلة الأم، يتم تقليع الفسائل في فصلي الخريف والربيع، ويجب مراعاة الآتي عند تقليع الفسائل:
يتم قص جذوع الفسيلة المراد إزالتها، ويتم الاحتفاظ بصفين فقط حول الجزء الداخلي.
يتم قطع الجريد المتبقي في الفسيلة إلى نصف طوله وربطه قبل أسبوعٍ تقريبًا من إزالة الفسيلة.
نزيل التراب المحيط بالحفرية ليظهر موقع ارتباطها بالأصل.
تستخدم العتلة لفصل الفسيلة عن النخلة الأم، وذلك عن طريق وضعها في المنطقة المتصلة بها وتحريكها بلطف مع الضرب الخفيف في مكان الاتصال حتى يتم الانفصال.
بعد القلع، يوضع الفسيلة على الأرض ويتم تشذيب الجذور الزائدة منها.
في حالة تأخر غرس الفسيلة أو رغبة في نقلها إلى مكان بعيد، يتم وضعها في الظل وتلف جذورها بالخيش المبلل، ويتم ترطيبها بالماء من حين لآخر.
غرس الفسائل
-من الأفضل غرس الفسائل فور قلعها.
– يتم حفر حفرة مناسبة وتركها للتهوية قبل الزرع، ثم يتم وضع الفسيلة في وسط الحفرة، بحيث يكون أكبر قطر لجذع الفسيلة متساويًا مع سطح التربة، وتزرع بشكل مائل نحو الشمال لتجنب تعرضها للشمس في فترة الظهيرة.
يتم ردم الحفرة بتراب مخلوط بسماد عضوي متحلل، مثل السماد البلدي وليس الكيماوي.
يتم إنشاء حوض حول الفسيلة لسقيها بشكل مناسب.
– يتم الاعتناء بالنباتات المزروعة وتقليمها حتى تنمو وتثمر.