مراحل تطور انتشار الإسلام في وسط أسيا
مر الإسلام بمراحل وفتوحات عظيمة عديدة، التي سمحت للمسلمين بنشر الإسلام في أقصى بقاع العالم، سواء في الشرق أو الغرب. كانت من أشهر هذه المراحل والفتوحات نشر الإسلام في وسط آسيا، والدول التي تعتنق الإسلام في وسط آسيا تتبع المذهب الحنفي. وقد حدثت معظم هذه الفتوحات في عصر الدولة العباسية، حيث كانت غالبية فتوحات الدولة الإسلامية في القرن العاشر الميلادي .
أسس انتشار الإسلام في وسط اسيا
تم اعتماد انتشار الإسلام في تلك المناطق على التأثر بالثقافة المحلية ومحاولة الاندماج معها للتوصل إلى تلك الشعوب، حيث تم مزج الدين الإسلامي مع الثقافات المحلية بشكل يمكن أصحاب تلك البلدان من قبوله .
لقد لعب الفلاسفة والعلماء المسلمون دورا بارزا في نشر تعاليم الدين الإسلامي في وسط آسيا، وكان من بين أشهر هؤلاء العلماء الفرابي والخوارزمي والبيروني وابن سينا، والذين تركوا أثرا كبيرا في نشر الثقافة الإسلامية هناك .
تطور الحركة الإسلامية بعد الاتحاد السوفيتي
عند تأسيس الاتحاد السوفيتي، كانت هناك دول تحت إمارته، بعضها يدين بالإسلام والبعض الآخر ليس مسلما ولكنه يعيش تحت راية الإسلام. ومع انهيار الاتحاد السوفيتي، تناقص عدد المسلمين في هذه الدول بشكل كبير، خاصة بعد الثورة الشيوعية التي أسفرت عن قتل وتهجير المسلمين بشكل قسري. كانت هذه المرحلة هي الأصعب التي مر بها المسلمون في تلك الفترة، من عام 1917 إلى 1931، حيث تم قتل عدد كبير منهم .
مرحلة الصحوة الإسلامية
خلال الفترة من منتصف عام 1980 حتى عام 1988، قامت الحكومة السوفيتية بتخفيف الاضطهاد الذي كان يمارسه ضد المسلمين، وتم إنشاء العديد من المساجد ودور العبادة خاصة بالمسلمين، وسمح لهم بممارسة شعائرهم ودعوتهم بحرية .
زادت مرحلة النهضة الدينية مع انهيار الاتحاد السوفيتي، حيث تم قمع الدولة السوفيتية للإسلام وشعائره، وعلى الرغم من ذلك، تمكنت العديد من البلدان الإسلامية من طباعة نسخ من القرآن الكريم وإرسالها إلى تلك البلدان بصحبة علماء المسلمين لإعادة نشر الإسلام فيها، وكانت المملكة من بين الدول التي شاركت في هذا الأمر .
مرحلة الإسلام في القرن الواحد والعشرين
– عانى العالم من العديد من الهجمات الإرهابية ، التي تم إلصاقها في المسلمين ، و كان من أشهر هذه الهجمات تلك التي حدثت ، في الولايات المتحدة الأمريكية ، الحادي عشر من سبتمبر ، هذا فضلا عن قيام بعض الجماعات المتطرفة من المسلمين ، ببعض الأعمال التي تنافي الدين الإسلامي ، مما أدى إلى حالة من عدم الاستقرار و التشدد ، بل و الاضطهاد في بعض بلدان وسط اسيا .
بعد كل الأحداث التي شهدتها المسلمين والدين الإسلامي، وبعد المحاولات والاتهامات التي تم الترويج لها لإثبات أن المسلمين هم رعاة الإرهاب، قامت مؤسسات إسلامية وجمعيات معتدلة بإرسال بعثات إلى جميع أنحاء العالم لنشر مبادئ الإسلام السمحة. وقد قاد هذه الدعوات أعلام الدين الإسلامي البارزين والأكثر اعتدالا، وكانت هذه البعثات من مختلف الدول الإسلامية، وكان للأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية والحرمين الشريفين في المملكة دورا رائدا، بالإضافة إلى بعض الجمعيات الإسلامية البارزة في الإمارات العربية المتحدة والكويت.