منوعات

مراحل تطور الأزمات الإدارية

تمر العديد من المؤسسات بمشاكل إدارية تؤثر على أدائها وتحقيق أهدافها، وتلك المشاكل قد تنشأ على مستوى الإدارة أو المرؤوسين، ولكن جميعها يتفقون في مراحل نشأتها وتطورها وحتى انتهائها

تعريف الأزمة
تُستخدم كلمة الأزمة لوصف العائق الذي يعرقل سير العمل داخل المؤسسة أو يمنع تحقيق أهدافها وأغراضها وفقًا للخطة المحددة مسبقًا، والتي لم تسر الأمور على ما يرام كما كان مخططًا لها.

مراحل تطور الأزمات
أولا : بداية الأزمة:
وهي المرحلة التي تظهر فيها بوادر المشكلة، ويطلق عليها البعض مرحلة التحذير أو الإنذار المبكر للأزمة، وحينها لا تكون الأزمة واضحة جلية بل تكون على هيئة إحساس سطحي مبهم وتنذر بخطر غير محدد المعالم بسبب غياب كثير من المعلومات حول أسبابها أو المجالات التي سوف تخضع لها وتتطور إليها، وهناك العديد من العوامل الأساسية التي يجب ان يتحلى بها الأفراد وينتهجونها عند ظهور الأزمة، مثل قوة وحسن إدراك متخذ القرار وخبرته في افتقار الأزمة لمرتكزات النمو ومن ثم القضاء عليها في هذه المرحلة أو إيقاف نموها قبل أن تتطور وتصل للمراحل اللاحقة.

ثانيا : تنمو الأزمة: هي المرحلة الثانية من تطور الأزمات، حيث تتزايد الأزمة وتتفاعل مع المحفزات الذاتية والخارجية، بسبب سوء الفهم المنتشر لدى متخذ القرار في المؤسسة خلال المرحلة الأولى من الأزمة، وبسبب وجود ضغوط مباشرة تسببها الأزمة وتعرقل سير الأمور بشكل أوضح من المرحلة الأولى، فيزداد الإحساس بوجود الأزمة ولا يستطيع متخذ القرار إنكار وجودها.

ثالثا : نضج الأزمة
هذه المرحلة هي المرحلة المتوسطة من الأزمة وتعتبر أخطر مراحلها على الإطلاق؛ حيث تتطور الأزمة بشكل سريع في جميع المقاييس، وتزداد حدتها وشدتها؛ وذلك بسبب سوء التخطيط المباشر أو الفشل الذي تتميز به خطط المواجهة عندما يكون صاحب القرار عديم الخبرة والاستبداد في رأيه أو اللامبالاة؛ وفي هذه الحالة، نجد أن الأزمة تصل إلى مراحل متقدمة وتتزايد قوتها وتأثيرها وتفاعلها في بيئة العمل وحتى في المجتمع المحيط. وقد تستمد الأزمة طاقة تدميرية تجعلها صعبة السيطرة عليها، ويصبح الاصطدام حتميا، وتتزايد عمليات الإقالة والعقوبات والخسائر المادية والمعنوية.

رابعا : انحسار الأزمة” هي مرحلة تخفيف حدة الأزمة وتقليل تأثيرها، حيث تنحسر الأزمة وتتقلص بعد الصدام العنيف الذي يفقد جزءا كبيرا من قوتها الدافعة، وتبدأ في الاختفاء التدريجي. ويجب الانتباه إلى أن بعض الأزمات يمكن أن تعود للظهور مرة أخرى بقوة عندما يفشل الصراع في تحقيق أهدافه، ولذلك يجب أن تتمتع إدارة المؤسسة بالقدرة والخبرة التي تمكنها من التنبؤ بالمستقبل في ظل الظروف الحالية، ويجب مراقبة الموقف من جميع الزوايا خوفا من حدوث عوامل إثارة وانفجارات جديدة.

خامسا : عندما تتم السيطرة على الأمور في مرحلة الانحسار بنجاح، ولم تفشل الإدارة في إعادة الأمور لمرحلة النضج والثورة، فإن الأزمة تصل في نهاية المطاف إلى مرحلة الاختفاء، حيث تفقد الأزمة بشكل كامل قوة الدفع المولدة لها أو لعناصرها، وتتلاشى مظاهرها، وبالتالي تكون هذه المرحلة هي الأخيرة في تطور الأزمة بعد تصاعد خطورتها إلى مرحلة الانحسار.

ومن الجدير بالذكر أن جميع المؤسسات، دون استثناء، تواجه مراحل أزمات، ولكن يجب على المدير الخبير أن يكون على دراية واسعة بمختلف أدوات التعامل مع الأزمة وفقا لمتطلبات وظروف كل مرحلة؛ وإلا فإنه ومؤسسته سيصبحان فريسة للفشل، وينبغي أن نلاحظ أن مراحل نشوء الأزمة وتطورها تشكل سلسلة متصلة يصعب بل قد يكون من المستحيل فصلها أو تجاوز إحدى مراحلها، ولذلك يجب التخطيط للمستقبل وتوفير استراتيجيات طارئة لضمان التعامل السليم مع أي أزمة محتملة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى