اسلاميات

مراحل الموت وخروج الروح .. ومدة خروجها

مراحل الموت 

تبدأ مراحل الوفاة تدريجيا، حيث يموت الخلايا أولا ثم الأعضاء والأجهزة الحيوية. بعد ذلك، يتوقف الجسم تماما عن العمل. تعد فقدان البصر إشارة من علامات الموت وفقا للفقهاء، حيث يقول النبي – صلى الله عليه وسلم -: (عندما ينتزع الروح، يتبعه البصر). وكذلك، ينتج صوت الغرغرة وتردد الروح في الحلق. يشير ذلك إلى قول الله – تعالى -: (لولا أنه إذا بلغت الحلقوم)

سكرات الموت 

يمر كل الكائنات بمرحلة السكرات عند الموت، وتعتبر السكرات إحدى مراحل الموت التي ذكرت في قوله تعالى “كل نفس ذائقة الموت”، ولكن درجة السكرات تختلف من شخص لآخر، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- “إن للموت سكرات

وتكون هذه السكرات تكفيرا للذنوب وزيادة في الحسنات للمؤمن، وقال النبي عن روح المؤمن (فتخرج فتسيل كما تسيل القطرة من في السقاء)

أما الكافر فتكون سّكرات الموت أصعب وخروج الروح بصُعوبة شديدة، لقول النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: (فتتفرقُ في أعضائِه كلِّها فينزِعها نزعَ السَّفُّودِ من الصُّوفِ المبلولِ فتتقطُّعُ بها العروقُ والعصبُ)

ذكر العلماء في كتبهم العديد من العلامات التي تشير إلى الموت، ولكن لم يتم الاستناد إلى أي سند شرعي في ذلك،وتشمل هذه العلامات التي ذكرها العلماء على سبيل المثال لا الحصر: 

  • عدم القدرة على الصُّراخ. 
  • انعدام الصوت.
  • توقّف النفس.
  • بكم اللسان.
  • ثّقل في القلب. 
  • انفصال الكفّين.
  • استرخاء القدمين. 
  • تمدُّد في الوجه. 
  • انخفاض درجة حرارة الجسم للبرودة. 
  • انخساف الصّدغين.
  • عدم القدرة على الحركة وسكون الجسم.
  • تغير رائحة ولون الجسم. 
  • ظهور علامات الخوف والفزع.

تبشير الملائكة المحتضر قبل موته

عندما يقترب موعد وفاة الإنسان، ينزل ملك الموت إليه ليساعده على استخراج روحه من جسده، ويقوم ملائكة معاونو ملك الموت بإخراج الروح من الجسد ونقلها إلى الحلقوم، ثم يقوم ملك الموت بالتقاط الروح وإخراجها من الجسم، وإذا كان العبد مؤمنا يتبشر بالجنة من قبل الملائكة   

يتمتع المؤمن بالمغفرة من الذنوب ورضوان الله عليه بسبب بشرته، حسب ما ذكر في قوله تعالى: (إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون)

فإن الملائكة تأتي للعبد الكافر بوجوه سوداء وتنبئه بعذاب من الله وسخطه وغضبه عليه، كما ورد في قوله تعالى: (ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطوا أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن آياته تستكبرون)، وتدل هذه الآية الكريمة على غضب الله على الكافر وما يواجهه من شدة السكرات عند انتهاء الحياة وعصيانه لله وعدم اتباعه لرسوله وكتبه وعقوبته على تكبره عن آيات الله عز وجل 

وقد ورد عن الكلبي أنه عندما يحين الموت، يأتي مع ملك الموت سبعة من ملائكة الرحمة وسبعة من ملائكة العذاب، وعندما تصل الروح إلى الحلقوم تراقبها لتروا أيا منهم سيصعد بروحه إلى السماء، وتأتي الملائكة للمؤمن بحالة وصورة جميلة، وأما الكافر فيأتيه ملائكة الموت بشكل مخيف 

قبض الروح من قِبل ملك الموت وأعوانه 

عندما يأتي ملك الموت ليأخذ الروح من الجسد، يكون معه عدد من الملائكة المساعدة، حيث يتم توصيل الروح إلى الحلقوم من قبل الملائكة، ثم يقوم ملك الموت بأخذ الروح خارج الجسد، وإذا كانت الروح لعبد مؤمن فيقوم ملائكة الرحمة برفعها إلى السماء، أما إذا كانت الروح لعبد كافر أو فاجر فيقوم ملائكة العذاب بنقلها إلى السماء، وذلك بحسب ما جاء في قول الله تعالى: (وهو القاهر فوق عباده ويرسل عليكم حفظة حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون) 

ثم يعودون إلى الله، مولاهم الحق، الذي له الحكم، وهو الأسرع في الحساب، ويقوم الملائكة المعاونون لملك الموت بوضع الروح في أكفان من الجنة أو النار، حسب أعمال صاحبها الصالحة أو الفاسدة

صعود الروح إلى السماء 

بعد أنّ يقبض ملك الموت  الرّوح مع معاونيه، وتصعد الروح إلى السماء وتستقبلها الملائكة حتى تصعد إلى السماء السبع، ويُكتب في عليّين، فإذا كانت الروح لعبد صالح، تصعد روح إلى السماء حتى تبلغ الجِنان، ويأمر الله سبحانه وتعالى أنّ توضع في طُيور خُضر، أما إذا كانت الروح لعبد غير صالح وأعماله فاسقة فتعود الرّوح إلى أسفل سافلين

ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يتعلق بقبض الروح وصعودها إلى السماء

و(إنَّ العبدَ المؤمنَ إذا كان في إقبالٍ مِنَ الآخِرةِ وانقِطاعٍ مِنَ الدُّنيا نزَلَتْ إليه ملائِكةٌ بِيضُ الوُجوهِ كأنَّ وُجوهَهمُ الشَّمسُ، معَهم كفَنٌ مِن أكفانِ الجنَّةِ، وحَنوطٌ مِن حَنوطِ الجنَّةِ، فيجلِسُونَ مِنه مدَّ البصرِ، ثمَّ يجيءُ مَلَكُ الموتِ حتَّى يجلِسَ عند رأسِه فيقولُ: أيَّتُها النَّفسُ الطَّيِّبةُ اخرُجِي إلى مغفرةٍ مِنَ اللهِ ورِضوانٍ، قال: فتخرُجُ تَسيلُ كما تَسيلُ القطرةُ مِن فِيِّ السِّقاءِ، فيأخُذُها فإذا أخَذَها لم يَدَعُوها في يدِه طَرْفةَ عينٍ حتَّى يأخُذُوها، فيجَعُلونَها في ذلك الكفَنِ وذلك الحَنوطِ، فيخرُجُ منها كأطيَبِ نَفحةِ مِسكٍ وُجِدَتْ على وجهِ الأرضِ، قال: فيصعَدُونَ بها فلا يمرُّونَ بها على ملأٍ مِنَ الملائِكةِ إلَّا قالوا: ما هذه الرُّوحُ الطَّيِّبةُ؟ فيقولونَ: فلانُ بنُ فلانٍ، بأحسَنِ أسمائِه الَّتي كانوا يُسمُّونَه في الدُّنيا، فينتَهُونَ به إلى السَّماءِ الدُّنيا فيستَفتِحُونَ له فيُفتَحُ له)

وقد جاء عن رسول الله عن روح الكافر بعد أنّ يقبضها ملك الموتً: (…فيَأْخذَها، فإذا أخذَها لَم يَدعُوها في يَدِهِ طَرْفَةَ عَينٍ حتى يَجْعَلُوهَا في تِلْكَ الْمُسُوحِ، يخرجُ منها كأَنْتَنِ ريحِ جِيفَةٍ، وُجِدَتْ على ظَهْرِ الأَرضِ فيصْعَدُونَ بِها، فلا يَمُرُّونَ بها على مَلَكٍ من الملائِكَةِ إلَّا قَالُوا: ما هذا الرُّوحُ الْخَبِيثُ؟ فيَقُولُونَ: فُلَانُ بنُ فُلَانٍ بأَقْبَحِ أسْمَائِهِ التي كان يُسَمَّى بِهَا في الدُّنْيَا، حتى يَنْتَهِيَ بِهَا إلى سمَاءِ الدُّنْيَا فَيُسْتَفْتَحُ لهُ، فلا يُفْتَحُ لهُ، ثُمَّ قَرَأَ لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أبْوَابُ السَّمَاءِ قال: فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ: اكْتُبُوا كِتَابَه في سِجِّينٍ في الْأَرْضِ السُّفْلَى).

بعد أن تصعد الروح إلى السماء، توضع بين يدي الله سبحانه وتعالى من قبل الملائكة، فإذا كانت من الصالحين في الدنيا، يأمر الله ملائكته بأن يأخذوها لترى مقعدها في الجنة، وتسلمها الملائكة في الجنة حتى تتم عملية تنظيفها وغسلها وتكفينها، ثم تعود الروح لتعود إلى جسدها وكفنها، ولكن عودة الروح هذه المرة ليست مثل تعلق الروح في الجسد قبل وفاتها، ولا تعلق الروح في القبر، وعندما يتم حملها في التابوت، تسمع ما يقال عنها سواء كان خيرا أم شرا، وعند وصولها إلى المصلى ودفنها، تعود روحها إليها، وتدخل القبر بروحها وجسدها، ثم يأتي إليها الملكان منكر ونكير ليسألاها. 

مفهوم الموت 

يُعنى مفهوم الموت هو أن تفارق الروح الجسد، أما حقيقتهُ هو خروج الرّوح من جميع أجزاء وأعضاء جسم الإنسان لتقف عن العمل تمامًا، يرجع ذلك للكثير من الأدلة كما جاء في قول الله عز وجل: (فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا)، فالحياة بدأت في جسم الإنسان بنفخ الرّوح، والموت يحدث بمفارقة الرّوح للجسد، وهذه هي حقيقة الموت التي اتفق عليها جميع العلماء والفُقهاء، كما يٌعرف الموت أيضًا بالوفاة، والمنيّة، والمنون، والأجل، انقطاع الأبهر وانقطاع الوتين كلها مرادفات لكلمة الموت كذلك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى