اسلامياتالتاريخ الاسلامي

مراحل الحكم الإسلامي في الأندلس

اين تقع شبه الجزيرة الايبيرية أو الاندلس

كانت شبه الجزيرة الإيبيرية تعرف قبل الفتح الإسلامي باسم إيباريا، وتقع في الجزء الجنوبي الغربي من قارة أوروبا.

تشمل أجزاء أسبانيا والبرتغال وأندورا وجبل طارق شبه الجزيرة الإيبيرية الرئيسية وهي الدول التي تشغل منطقة الأندلس اليوم ، وتحدها البحر الأبيض المتوسط من الجنوب الشرقي ، أما الحدود الشمالية الغربية فهي المحيط الأطلسي ، وتغطي إسبانيا الجزء الأكبر من شبه الجزيرة بمساحة تصل إلى 600 كيلومتر مربع.

تحتوي شبه الجزيرة الإيبيرية على كثير من السلاسل الجبلية و التي يصل ارتفاعها ال 1600م. و تعتبر ايباريه من الأماكن الجميلة في العالم و التي تم وصفها على أنها (شامية في طيبها وهوائها ، يمانية في إعتدالها واستوائها ، هندية في عطرىا وذكائها ، احوازية في معظم جبايتها ، صينية في جواهر معادنها و عدنية في منافع سواحلها.

متى فتح المسلمون الاندلس

فيما لا شك فيه بأن الجانب التاريخي لأي أرض كانت و قراءة معلومات عن تاريخ الأندلس و تاريخ غيرها من الدول التي كانت تعتبر عظمى في يوم من الايام له كثير من الفائدة لإستقراء المستقبل من صفحات الماضي المشرق.
تم تسمية هذه الجزيرة باسم باطقة نسبةً إلى نهر قرطبة، بعد أن أُطلق عليها اسم أبياريه. والاسم الثالث للجزيرة هو إشبانيا، نسبةً إلى رجلٍ امتلك هذه الأرض واسمه أشبان. وتم اشتقاق الاسم العربي “إسبانيا” منه، وبالتالي تم تسميتها بـ “إسبانيا” باللغة الإنجليزية .

دخل العرب المسلمون شبه الجزيرة الإيبيرية في عام 92 هجري، وأطلقوا عليها اسم الأندلس الذي استخدمه قبائل الجرمان في القرن الخامس الميلادي، وهكذا بدأت سلسلة الفتوحات الإسلامية في المنطقة .

فتح العرب المسلمون لشبه الجزيرة الإيبيرية (الأندلس) كان هدفه الرئيسي نشر الدين الإسلامي في جميع أنحاء العالم، تماماً كما حدث في جميع الفتوحات الإسلامية الأخرى.

كيف بدأ الفتح الاسلامي للاندلس

عندما يتم طرح السؤال حول كيفية فتح الأندلس، نجيب بأن فتح الأندلس تم بفضل القائد طارق بن زياد، ولكن التاريخ يحمل واقعا أوسع بكثير من تلك الإجابة المختصرة، وتظهر لنا أسبابا كانت مجهولة ولكنها حساسة جدا ولا تقل أهمية عن قيادة طارق بن زياد لتلك المعركة.

حيث قرر حاكم مدينة سبتة في ذاك الوقت (جوليان ) و أبناء الملك السابق غيطشة التخلص من حاكم إسبانيا لأسباب عديدة , فأرسلوا نداء إستغاثة للمسلمين لتخليصهم منه و هذا ما جعل الفتح بالنسبة للعرب المسلمين خالي من الصعوبات. حيث قام جوليان بعرض التسهيلات لدخول الأندلس من قبل المسلمين لطارق بن زياد حاكم مدينة طنجة آنذاك .

أما الأخير فلم يعطي قراره النهائي في الأمر إلا بعد إستشارة موسى بن نصير و الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك اللذان وافقا على هذا الفتح لتوسيع الرقعة الإسلامية في العالم و لكن مع أخذ الحيطة و الحذر تحسباً من هدر أرواح المسلمين و دمائهم. أرسل موسى بن نصير حملة استطلاعية تتضمن مئة فارس , خمسمئة جندي و أربعمئة من المشاة بقيادة طريف بن مالك المعافري لتقصي الأوضاع في الأندلس و خصوصا المنطقة الجنوبية منها .

و عاد القائد طريف من هذه الحملة إلى طنجة بغنائم كثيرة و معلومات عظيمة و مفيدة للحملة العسكرية القادمة . قد تم فيما بعد اختيار قائد الحملة العسكرية من قبل موسى بن نصير و قد وقع الخيار آنذاك على القائد طارق بن زياد في عام 92 هجري / 711 ميلادي و الذي تولى هذه الحملة برفقة سبعة آلاف مقاتل.

معركة كورة شذونة و فتح الاندلس

تدور الكثير من الحوارات والقصص حول مساعدة سبتة للقائد طارق بن زياد في عملية عبوره إلى شبه الجزيرة الإيبيرية، وذلك عن طريق تزويده بالسفن، لكن من غير المنطقي أن تكون هذه الحملة العظيمة التي تضم سبعة آلاف مقاتل حملة غير مخططة وغير مستعدة بشكل كامل من قبل العرب المسلمين، وهذا يدل على أن طارق بن زياد قد عبر إلى شبه الجزيرة الإيبيرية على متن سفن كثيرة العدد قد تم تصنيعها وتجهيزها خصيصا لعملية الفتح الإسلامي التي حدثت في الأندلس.

عندما علم الملك الإسباني رودريكو (لوذريق) بقدوم جيش مسلم بقيادة طارق بن زياد، قام بتجهيز العتاد والمئات من المقاتلين للقضاء على المسلمين العرب، ولكن حنكة طارق بن زياد وخبرته الاستراتيجية في الحرب، بالإضافة إلى مساعدة القائد طريف، جعلتهم يفوزون بالمعركة بعد ثمانية أيام من القتال، على الرغم من مشاركة اثني عشر ألف مقاتل عربي مسلم فقط، وقد سميت هذه المعركة بمعركة كورة شذونة، والتي وقعت في تاريخ 29 رمضان سنة 92 هجري.

بعد فوز المسلمين في هذه المعركة، قاد موسى بن نصير ثمانية عشر ألف مقاتل لزيارة الأندلس، وتم نشرهم في أنحاء شبه الجزيرة لفتح المدن التي لم يتم فتحها من قبل القائد طارق بن زياد.

بدأ الفتح في مدن المملكة القوطية على يد طارق بن زياد حيث تساقطت مدن شذونة، مورور و قورمونة على التوالي ثم اتجه الى مدينة إشبيلية التي انضمت الى مدن الفتح بعد مقاومة لا تذكر من قبل حامية المدينة ثم واصل طارق بن زياد زحفه الى مدينة قربة و من ثمة طليطلة عاصمة الدولة القوطية ثم نحو الشمال حتى وصوله الى مدينة المائدة.

و عند وصول موسى بن نصير الى إلاندلس واصل فتح المدن، التي لم بتم فتحها من قبل طارق بن زياد و إفتتحا معاً مدينة سرقسطة و المناطق القريبة منها و تمت مواصلة الفتوحات في الغرب حتى جاء أمر من الخليفة الاموي بإيقاف الفتوحات و توجه موسى بن نصير و طارق بن زياد إلى دمشق بشكل فوري و ذلك حفاظا” على أرواح المسلمين.

نتائج الفتوحات الإسلامية في الأندلس

كان من أبرز النتائج الإيجابية للفتح الإسلامي انتشار الدين الإسلامي في بلاد الغرب وتحول اسبانيا إلى ولاية تابعة للدولة الإسلامية الكبرى آنذاك، ولاحظ غياب التفرقة والتمييز بين طبقات المجتمع الغنية والفقيرة بسبب تعاليم الدين الإسلامي التي انتشرت بشكل واسع في تلك الفترة، وفيما يتعلق بالجوانب الاقتصادية.

“تم توزيع الأراضي الزراعية بشكل متساوٍ بين العرب والإسبان والبربر، ولم يعد هناك حاجة لعمل الإسبان في الزراعة لصالح الأرستقراطية، التي كانت تدفع لهم مبالغ زهيدة. وبهذا تحسنت الحياة الاقتصادية في بلاد الأندلس.

الاندلس قبل الفتح الإسلامي

هناك العديد من القبائل التي سكنت شبه الجزيرة الإيبيرية قبل الفتح الإسلامي، و من هذه القبائل: الفينيقيون، الرومانيون ، القرطاجيون و الإغريق الذين قاموا بتسميتها بإسم اسبانيا ثم غزتها فيما بعد القبائل المتبربرة والقوطيون إلى ان تم فتحها من قبل المسلمين في عام 92 هجرية؛ 711 ميلادي.

هناك عوامل رئيسية قد أدت بطريقة غير مباشرة إلى المساهمة في الفتح الإسلامي و أهمها العامل السياسي، فلم يكن نظام الحكم ملكي في ذاك الوقت متعارف عليه في تلك الدولة و اعتادت اسبانيا على النظام الانتخابي في تولية الملك للعرش و كانت الانتخابات تضم النبلاء و رجال الدين لتنصيب الملك على عرشه .

عندما تولى الملك غطيشة (ويتزا) الحكم في عام 700 م، عين ابنه وقله (أخيلا) وليًا للعهد، مما تسبب في سخط طبقة النبلاء ومحاولة خلعه من العرش بطرق مختلفة.

أما العامل الثاني و الذي لا يقل أهمية عن العامل السياسي فهو العامل الإجتماعي فقد كانت إسبانيا تنقسم الى طبقتين أساسيتين طبقة النبلاء و رجال الدين و هم الطبقة الراقية في المجتمع و التي لها من الميزات ما لا يعد ولا يحصى مقابل طبقة صغار الكسبة و الفلاحين و التي عليها من الضرائب و الإلتزامات ما لا يطاق ولا يحتمل.

وهكذا كان هذان العاملان الرئيسان اللذان ساهما في سقوط إسبانيا بيد المسلمين ونهضتها فكريا وحضاريا، وهناك أسباب جوهرية دفعت المسلمين لفتح الأندلس .

عصور الحكم الإسلامي في الأندلس

استمر الحكم الإسلامي في الأندلس لمدة ثمانية قرون، شملت معظم مراحل تشكل العالم الإسلامي، وتم تقسيم هذه الفترة إلى ثماني عصور أو عهود .

  1. العصر الاول ( عصر الفتح) : قام طارق بن زياد وموسى بن نصير بعمليات فتح إسلامية تستمر حوالي 4 سنوات .
  2. العصر الثاني( عصر الولاة) : هذه الفترة هي الفترة اللاحقة للفتح الإسلامية والتي استمرت حتى نهاية الدولة الأموية لمدة تقرب من 42 عامًا، حيث حكمت بلاد الأندلس فيها عشرون واليًا .
  3. يشمل العصر الثالث، والمعروف باسم عصر الإمارة، فترة دخول عبد الرحمن الداخل إلى الأندلس وانفصاله عن الخلافة العباسية، واستمر هذا العصر لمدة 178 عامًا، بدءًا من مجيء عبد الرحمن الداخل إلى الأندلس.
  4. العصر الرابع ( عصر الخلافة) : تضم فترة عصر عبد الرحمن الناصر نفسه خليفة ويُعتبر هذا العصر ذروة ازدهار الأندلس .
  5. العصر الخامس ( عصر ملوك الطوائف) : هو العصر الذي بدأ فيه الضعف والانحطاطفي الأندلس.
  6. العصر المرابطي (العصر السادس) هو الفترة التي شهدت القضاء على ملوك الطوائف في الأندلس وبدء تثبيت دعائم جديدة.
  7. العصر السابع (عصر الموحدين) : هي الفترة التي تلت عصر المرابطين.
  8. العصر الثامن والأخير في المجد الأندلسي هو عصر مملكة غرناطة الذي انتهى بالسقوط وانتهاء الحكم الإسلامي على الأندلس.

وعلى الرغم من ذلك، لا تزال بعض آثار المسلمين في الأندلس موجودة حتى يومنا هذا، مثل المساجد وبعض القصور، وبذلك انتهت الأندلس من خريطة العالم الإسلامي في عام 897 هجري / 1492 ميلادي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى