مراحل الثورة الفرنسية
ما هي الثورة الفرنسية
تدعى الثورة الفرنسية أيضا “ثورة 1789″، وتعد هذه الثورة من الحركات الثورية التي هزت فرنسا، وتعد من أهم مراحل تاريخ فرنسا، حيث تم الإطاحة بأنظمة مثل نظام بوربون الملكي، وبعدها تم إنشاء أول جمهورية في أوروبا، وينبغي عدم نسيان دور الرجال والنساء في تحقيق تغيير حقيقي في فرنسا وولادة نظام جديد يسمى “الاشتراكي.
كيف بدأت الثورة الفرنسية
بدأت أعمال الشغب تزيد في فرنسا احتجاجا على حكم الملك لويس السادس عشر، وزادت أعمال الفوضى والنهب على يد المتمردين، وهذا كان البذرة التي أدت إلى اندلاع الثورة الفرنسية. انتشر العنف بسرعة في جميع أنحاء فرنسا، وبعد ذلك هرب بعض أفراد العائلة المالكة إلى دول أخرى. ومن ثم بدأت سلسلة من الإصلاحات التي كانت في صالح الشعب الفرنسي.
ما هي أسباب الثورة الفرنسية
لا يوجد سبب مباشر وواضح لثورة فرنسا، ولكن نجد أنها نشأت بسبب عدة عوامل، بما في ذلك:
- نتيجة ضعف المحصول لسنوات، نشأ نقص شديد في الغذاء، مما أدى إلى بيع المنتجات المتاحة بأسعار مرتفعة للغاية.
- أدت المشاركة في الحرب التي دامت سبع سنوات إلى دخول فرنسا في فترة ثورية، حيث استهلكت الكثير من المال.
- كانت الحرب من أسباب الثورة الفرنسية، حيث كانت الإمبراطورية الفرنسية تسعى للهيمنة والتفوقعلى الموارد المالية، وأدى النظام الضريبي المفروض إلى الإفلاس.
- زاد التنوير من حدة الخلافات السياسية، وبدأت مفاهيم جديدة تظهر، مما أدى إلى انتقاد شديد للنظام الملكي.
- أدت التناقضات الاجتماعية إلى ظهور طبقتين، وهما الأرستقراطية والبرجوازية.
- شاركت فرنسا في الثورة الأمريكية، وأدى ذلك إلى استنزاف جميع مواردها وحدوث عجز كبير، مما أثار غضب الشعب الفرنسي.
مراحل الثورة الفرنسية
عند التحدث عن مراحل الثورة الفرنسية نجد أنه قبل عام 1789، تصاعدت سلسلة من التوترات السياسية والاجتماعية في جميع انحاء فرنسا وهذا يرجع للأزمة المالية التي مرت بها فرنسا في القرن الثامن عشر، وقد أدت سوء الإدارة والمعاملة إلى حدوث مراحل الثورة الفرنسية والتي تتمثل في خمس مراحل وهما:
- المرحلة الأولى: تعتبر هذه المرحلة من عام 1789-1791 فترة قيام أحد الجنرالات بإنشاء مجلس تشريعي والاستيلاء على السيادة بدلا من الانصياع لأوامر الملك، وبشكل تدريجي بدأ في إلغاء النظام القديم وسن قوانين جديدة لإنشاء فرنسا جديدة، وتعتبر هذه المرحلة من أهم المراحل في تاريخ فرنسا.
- المرحلة الثانية: بدأت هذه المرحلة في عام 1792، حيث تم تنفيذ إعدام ماري أنطوانيت في 16 أكتوبر 1793، بهدف السيطرة على أي ثورة قادت إلى إطاحتها، لكنها أدت في النهاية إلى حدوث الثورة التي كان يخشاها والتي كان هدفها إنشاء جمهورية فرنسية، وأدت إلى إعدام الملك واستبدال الجمعية التشريعية بمؤتمر وطني جديد.
- المرحلة الثالثة: كانت هذه المرحلة في الفترة من عام 1793 إلى عام 1794، وشهدت احتجاجات عنيفة داخل فرنسا نتيجة هجوم خارجي عليها، وفي هذا الوقت بدأت لجنة الأمن العام في التدخل ومحاربة الإرهاب، ولكن استخدمت اللجنة الأمن العام أساليب عنيفة ونفذت آلاف الإعدامات بسبب اعتقادها في رغبتها في إنشاء مجتمع نقي.
- المرحلة الرابعة: تأتي هذه المرحلة في الفترة من عام 1795 إلى 1799، وكانت ثروات فرنسا تضاءلت، مما أدى إلى حدوث مجموعة من الانقلابات، وعلى الرغم من ذلك، حقق الجيش الفرنسي نجاحا باهرا في الخارج وكان من بين الجيوش الناجحة في ذلك الوقت، وفي هذه المرحلة، تم التفكير في إنشاء نوع جديد من الحكومة بقيادة جنرال جيد.
- المرحلة الخامسة: كان هذا الفترة بين عامي 1800 و 1802، وفي الواقع اختار المتآمرون جنرالا شابا يدعى `نابليون بونابرت` وراهنوا على أنه سيسيطر على السلطة من خلاله، حيث كان من المفترض أن يكون مجرد رئيس رمزي، ولكنهم اختاروا الشخص الخطأ لهذه المهمة حيث أطمع بونابرت في السلطة لنفسه ونجح بالفعل في ذلك.
ما هي نتائج الثورة الفرنسية
قد تحتاج إعادة إعمار فرنسا إلى الكثير من الإيمان والمساواة بين جميع المواطنين الفرنسيين، وهذا ظهر في كل جانب من جوانب الحياة العامة بدءا من الإدارة والقضاء والضرائب وحتى الكنيسة، وحدث تنوع إقليمي كبير في الهيكل المؤسسي وكان ذلك لصالح المواطن الفرنسي العادي، ومن نتائج الثورة الفرنسية الملحوظة
- تميزت دولة أقوى بأنها أكثر مركزية ولديها إدارة كبيرة ذات فاعلية.
- تشمل الإجراءات إلغاء جميع الامتيازات المالية الخاصة وتقديم المستحقات المالية للفلاحين، كما تم إنشاء نظام ضريبي موحد يعتمد على دخل الفرد.
- تم التوسع في العديد من الحقوق المدنية، مثل المساواة أمام القانون والمشاركة في الانتخابات والمناصب الحكومية، وتوفير وظائف متعددة للكثير من المواهب.
- شهدت الكثير من التغيرات الاجتماعية والاقتصادية، حيث حصل الفلاحون على أراضٍ وتم تنظيم نقابات خاصة بالعمال.
- حدثت تغييرات في الأفكار والثقافة المتعلقة بالسياسة، حيث انحصر تأثير وسلطة الكنيسة وتراجعت عن السابق، وبدأت القومية في الظهور، مما أدى إلى تغيير تدريجي وزيادة المشاركة الشعبية.
ما هي أهمية الثورة الفرنسية
بدأت الثورة الفرنسية في عام 1789 مع الكثير من الآمال الغير محدودة، وأدت إلى التغييرات السياسية والاجتماعية العديدة. نجحت هذه الثورة في تغيير فرنسا بشكل دائم، وانتشر صداها في جميع أنحاء أوروبا،لذلك فهي لها أهمية كبيرة.
تميزت الثورة الفرنسية بأهميتها الخارجية التي ارتكزت على مبادئ عدة مثل التوحيد والعقلانية والكفاءة، وتأثرت السلطة والموظفون والمسؤوليات مباشرة بتلك المبادئ، مما أدى إلى إنشاء نظام وطني في العديد من المجالات، ومن أمثلتها إنشاء هيكل للأوزان والمقاييس والعملة الذي أسهم في تسهيل أعمال التجارة.
تمكنت فرنسا لأول مرة من تمثيل كيان عاطفي حقيقي هو الأمة، مما أدى إلى المساواة بين جميع المواطنين الفرنسيين من خلال إقرار قانون موحد يشمل الشعب بأكمله وحتى الضرائب، ما أدى إلى تعزيز المواطنة الحقيقية وتحقيق الوحدة الوطنية.
ملخص الثورة الفرنسية
لا شك أن الثورة الفرنسية كانت حدثا فاصلا ومهما في التاريخ الأوروبي الحديث، حيث استطاع نابليون بونابرت إعادة تصميم المشهد السياسي لفرنسا، والقضاء على النظام الإقطاعي والملكية بذكائه، وإنشاء سياسة اقتصادية جيدة، وتمكنت الثورة الفرنسية من اللعب بدور حاسم في تشكيل الدول الحديثة.
أدت الثورة الفرنسية إلى نتائج بعيدة المدى، فظهرت الطبقة البرجوازية وملكية الأراضي بدلا من النظام الإقطاعي، وقانون نابليون أعزز قوة الدولة القومية. أسهمت الثورة الفرنسية في تأسيس المؤسسات الديمقراطية المتعلقة بالدستور والحكومة والانتخابات، لذلك يتفق الجميع على أن لهذه الثورة تأثيرا غير عادي على صنع العالم الحديث.
في النهاية، نجد أن غزو نابليون لدول أوروبا ساعد على نشر الكثير من أفكاره في جميع أنحاء القارة. استطاع زعزعة استقرار بعض الإمبراطوريات مثل الإمبراطورية الرومانية، وكذلك زرع بذور الثورات في جميع أنحاء أوروبا. وهذا أدى بدوره إلى إنهاء الحكم الملكي في العديد من الدول. على سبيل المثال، أدى ذلك إلى تشكيل ألمانيا الحديثة وإيطاليا، وزرع بذور الحرب الفرنسية البروسية والحرب العالمية الأولى.